عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صحيفة فرنسية تكشف سيطرة تركيا على الإسلام في فرنسا بعد سقوط حفيد مؤسس الإخوان طارق رمضان وقطر.. أنقرة تنتقد تطور فكر مسلمي الدولة الأوروبية.. وشبكاتها تخترق طلاب الجامعات الفقراء

تحيا مصر

كتبت ايزابيل لاسير في صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية طارق رمضان وراعيته قطر سيطرا لفترة طويلة على إسلام فرنسا، إلا أن سقوط "العالِم" الإسلامي بسبب اتهامات بالاغتصاب والصعوبات الجيوسياسية التي تواجهها الدوحة غيّرا المشهد السياسي، وأفسحا المجال لتركيا لغزو الساحة الفرنسية والأوروبية.

وأثار توقيف رمضان صدمة بين المسلمين، خصوصاً مع اكتشاف نوع الحياة التي كان يعيشها والتي تختلف تماماً مع ما يدعو إليه في العلن، الأمر الذي اعتبر خيانة لكثيرين من أتباعه، بحسب المؤسس المشارك لـ"الربيع الجمهوري" والمفوض الوزاري لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية جيل كلافرويل.
واستفادت تركيا من الفراغ الذي تركته قطر منذ التقارب السعودي-الأمريكي والمشاكل التي تواجهها الدوحة مع جيرانها الخليجيين. ومنذّاك، يحاول الإسلام السياسي التركي غزو فرنسا. ومنذ سنوات، تتدخل الشبكات التركية أكثر للتأثير على إسلام فرنسا. واستهدفت آخر هجماتها التقرير الجديد "نسيج الإسلام " الذي نشرته مؤسسة "مونتانيه" والذي ينتقد تطور الإيدبولوجيا الإسلامية عند مسلمي فرنسا.
مجلة "لأوبوان"
وفي مايو الماضي، أرغمت هذه الشبكات أصحاب أكشاك للصحف على سحب لافتات مجلة "لوبوان" احتجاجاً على غلاف خصص للـ"ديكتاتور" أردوغان. و2017، تولى هؤلاء رئاسة مجلس فرنسا للديانة الإسلامية التي كان يرأسها المغاربة، مؤيدين أحمد بورغاس المقرب من الرئيس التركي.
ويدعم هؤلاء مالياً بقوة المجموعة ضد رهاب الإسلام المقرب من الإخوان المسلمين الذين يناضلون ضد سيطرة الدولة العلمانية.
إلغاء حظر الحجاب
وتقول الصحفية إن حرب العدالة والمساواة الذي يعتبر فرعاً غير رسمي لحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان يخاطب أتراك الشتات وجميع المسلمين. وفي الانتخابات النيابية الاخيرة، قدم نحو ستين مرشحاً، بينهم نساء محجبات. وفي بيانه، يدعو الحزب الصغير إلى إلغاء القوانين المعارضة لارتداء الحجاب ويندد برهاب الإسلام. وهو يرفض سياسة الاستيعاب ويرغب في جعل الطائفية أولويته، مع انتقاداته العادات التي تميز المجتمع الفرنسي الحر.
إلى ذلك، لفتت الصحفية إلى أن الشبكات التركية تتسلل إلى المجالس البلدية والأحزاب السياسية والجامعات. ونسبت إلى مصدر مقرب من الملف أنه "على غرار الإخوان المسلمين، يستغل الإسلاميون الأتراك عيوب المجتمع الفرنسي الديمقراطي وثغراته، وتدخل إلى الكليات وتستهدف الطلاب المحتاجين وتعرض عليهم مساعدات في الواجبات المنزلية والخدمات الشخصية في الأحياء الفقيرة، وتنظيم حلقات دراسية في شأن التميير". ويتساءل المصدر: "هل صارت فرنسا المركز الجديد لشبكات أردوغان؟".
ففي البداية، كان الأمر بالنسبة إلى أردوغان يتعلق بمكافحة شبكات خصمه عبدالله غولن الذي يتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة ضده عام 2016. ولكن بعد ذلك بسنتين، لا تزال المساجد الـ 250 التي تسيطر عليها أنقرة تشهد خطباً تحرض على العدوانية والعنف ضد مساعدي أردوغان. وصارت تلك المساجد مجالس صلبة للنزاعات التي تمزق تركيا. وتهدف السيطرة على الشتات التركي وتعبئة الناخبين المحافظين من خلال اجتماعات انتخابية إلى ضمان تصويت أتراك فرنسا إيجاباً في الانتخابات كما في الاستفتاء.
ولكن السلطات التركية استثمرت أيضاً في الساحة الدينية في فرنسا، مستهدفة ناخبيها على نحو واسع. فنصف الأئمة (نحو 150) الأجانب هم أتراك، وهو ما يعادل الأئمة الجزائريين والمغاربة مجتمعين.
شبكات الإخوان المسلمين
ويشرح جيل كلافرول أن "أردوغان يريد ممارسة نفوذ قوي على العالم الإسلامي"، وهو ينشر نفوذه من خلال دعم شبكات الإخوان المسلمين.
وتضيف الصحفية أن أردوغان يريد وضع الشبكات الأوروبية في خدمة حلمه لإعادة تشكيل ديبلوماسية نيوعثمانية وتزعم العالم الإسلامي الساخط. وتنقل عن ديبلوماسي: "يريد أن يصبح مرة أخرى منارة الإسلام".
استهداف فرنسا
وتقول الكاتبة إن فرنسا التي غالباً ما تعتبر الخاصرة الرخوة لأوروبا هي الهدف المميز لحزب العدالة والتنمية، الذي يجمع قومية مع إسلام سياسي يصير أقل اعتدالاً. ويمكن استهداف فرنسا لا لأنها تستضيف الجالية المسلمة الكبرى فحسب، وإنما أيضاً بسبب تعلقها بالعلمانية التي توفر ذريعة للإيديولوجيين الإسلاميين الذين يتهمون فرنسا بالإسلاموفوبيا.
كذلك، يعتبر الماضي الاستعماري لبارس رافعة للتعبئة. ولا تستهدف شبكات اردوغان المواطنين الأتراك فحسب، وإنما أيضاً المغاربة الفرنسيين الذين يعانون مشاكل اندماج وهوية.
ويتزايد التأثير التركي بسرعة في الأوساط المغاربية الفرنسية بالتزامن مع الديبلوماسية العثمانية لأردوغان، في ظل دعمه لحركة المقاومة الإسلامية والمعارضة السورية والروهينغا في ميانمار. وتحظى انتقاداته للإرهاب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وضعف الأمم المتحدة، بتقدير واسع.
ففي الأحياء الفقيرة في فرنسا، يعتبر أردوغان رجلاً قوياً قادراً على مقاومة فرنسا وحلفائها.
المانيا وهولندا وبلجيكا
وتضيف الكاتبة أن الهجوم الشامل الذي تشنه تركيا يؤثر أيضاً على الدول الأوروبية الأخرى، وخصوصاً ألمانيا التي تعد الجالية التركية الكبرى في الخارج والتي وصف أردوغان مستشارتها أنغيلا ميركل بـ "النازية"، وبلجيكا ، حيث يشدد الإسلاميون الأتراك قبضتهم على المجتمع المسلم وهولندا، حيث اقتربت الحكومة من أزمة دبلوماسية مع أنقرة بعد أن أعادت طائرة وزير الخارجية التركية وحظرت تجمعًا انتخابياً لحزب العدالة والتنمية على أراضيه في 2017.
تابع موقع تحيا مصر علي