عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

سمعة أمريكا حول العالم في الحضيض.. الأوروبيون لا يثقون في ترامب على عكس أوباما.. مشاحنات الشعب الأمريكي بسبب رئيس المحكمة العليا لها تأثير.. والسياسات الخارجية أصبحت عاملا

تحيا مصر

كشف استطلاع جديد تراجعاً في سمعة الولايات المتحدة حول العالم، علماً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحظى بشعبية في أوروبا والعالم. فقد انسحب من اتفاق باريس للمناخ، ومن الصفقة النووية مع إيران، وفرض تعريفات جمركية عقابية على صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب والألومينيوم، وتساءل عن جدوى الناتو، بالإضافة لانتقاده الشديد للأمم المتحدة.

ولكن الأمر لا يتعلق فقط بشخص ترامب ولا بسياساته، كما يشير كريشناف كلامور، كاتب رأي لدى موقع "ذا أتلانتيك"، بل يطال الولايات المتحدة ذاتها. فقد كشف بحث جديد أجراه مركز بيو للأبحاث، ونُشر قبل يومين، مدى تدني شعبية أمريكا في أوساط الأوروبيين.
انعدام ثقة
وحسب البحث الذي شارك فيه 26112 شخصاً من 25 بلداً، وأجري بين 25 مايو و20 أغسطس، لا يثق 7 من بين كل 10 أوروبيين في ترامب.
ففي ألمانيا، قال 10٪ من المستطلعين إنهم لا يثقون بالرئيس الأمريكي، وفي فرنسا كانت النسبة أقل: 9٪. وما يلفت الأنظار، أن 43٪ من المستطلعين قالوا إنهم غير راضين عن سياسات الولايات المتحدة، فيما أبدى 50٪ رضاهم عن أمريكا.
وقال ريتشارد وايك، مدير مركز بيو للأبحاث: "شهدنا تحولاً كبيراً في صورة أمريكا حول العالم من عهد أوباما وصولاً لرئاسة ترامب. تراجعت معدلات التأييد للولايات المتحدة في عدد من الدول، وبات عدد كبير من الأوروبيين ينظر بسلبية إللى ترامب وسياساته الخارجية".
كان أوباما محبوباً في أوروبا، رغم تراجع شعبيته بحدة إثر كشف تجسس الولايات المتحدة على حلفائها في ألمانيا، ومناطق أخرى، فضلاً عن استخدام إدارته طائرات دون طيار في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

لحظة مفصلية
وحسب كاتب المقال، يأتي استطلاع مركز بيو في لحظة مفصلية في التاريخ الأمريكي. فقد اقترب ترامب من الاحتفال بمرور عامين على فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتستعد الولايات المتحدة لانتخابات نصفية، ويشهد الشعب الأمريكي مشاحنةً شديدةً حول ترشيح الرئيس بريت كافانو للمحكمة العليا.
ويلفت الكاتب لمقارنة أجراها المركز بين معدلات شعبية جورج بوش عند نهاية فترة ولايته الثانية مع معدلات شعبية ترامب. ولكن الفرق يكمن، وفق ما كتبه وايك في مجلة "ذا أتلانتيك"، في مايو، في أن خسارة أمريكا شعبيتها في السابق، كانت بسبب غزو العراق. ولكن السخط على أمريكا في عهد ترامب يعود لانسحابها من اتفاقيات دولية ومناطق عدة، ووقف تعاطيها مع شؤون العالم كما كانت خلال السنوات الماضية.
تيارات معادية
وحسب كاتب المقال، انتشرت دائماً تيارات معادية لأمريكا بين نخب أوروبية محددة، وخاصة بسبب حروبها في فيتنام والعراق، وحربها الدولية ضد الإرهاب.
ولكن وايك أشار إلى أنه "لم يكن لمواقف بشأن السياسة الخارجية الأمريكية أثر كبير في وجهات نظر أوروبيين للولايات المتحدة".
قوة ناعمة
ويضيف وايك: "مازال لدى الولايات المتحدة مخزون كبير من القوة الناعمة في أوروبا، وفي مناطق أخرى حول العالم. ولكن في ما يتعلق بسياسات أمريكية، والآراء في الرئيس الأمريكي، فهي اليوم سلبية جداً في أوروبا. وتلك هي أسباب تراجع شعبية الولايات المتحدة في أوروبا وعدد من دول العالم".
ورغم ذلك، لا تعني آراء العالم في الولايات المتحدة، أو رئيسها، وجود بدائل للقوة الأمريكية أكثر جاذبية. فقد أجاب بكلمة " لا" 63٪ ممن سئلوا عما إذا كان من الأفضل أن تحل الصين مكان أمريكا في قيادة العالم.
كما تبين وجود شعبية عالية لأمريكا بنسبة 73٪ في دول آسيوية، و) 63٪ في غرب أوروبا.
وبمعنى آخر، يقول كاتب المقال ربما لا يُحب العالم، ترامب أو الاتجاه الذي تسير فيه أمريكا تحت قيادته، ولكن البدائل تبدو أشد سوءاً.
تابع موقع تحيا مصر علي