عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

كواليس أزمة قناة “الشرق” الإخوانية

تحيا مصر

كشف عدد من العاملين في “قناة الشرق” ذات التوجه الإخواني، أسرار الصراع الخفي داخل أروقة القناة، والتحديات المالية التي تواجهها، إضافة إلى الخطة غير الواقعية، الرامية لاستقطاب بعض المذيعين للظهور على الشاشة.

ووفق العاملين في القناة، فإن الخلافات وصلت إلى حد دعوة مذيعين للعمل فيها، لكن الخلافات الداخلية، تحول دون مباشرة عملهم، حيث يبدأ استقطاب المذيعين بوعود ثم خلافات ينتقل صداها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنّ تصل إلى انتهاء العلاقة.

وتجمع عدة مصادر، بأن أيمن نور رئيس القناة، كرر تلك اللعبة مع المذيعين، كان آخرها مع الفنان هشام عبدالحميد، حيث قرر الأول عدم استكمال برنامج الفنان وأنهى علاقته بالشرق بعد عامين فيها، وقبلها عزة الحناوي مذيعة التلفزيون المصري التي تركت مصر باتجاه إسطنبول للعمل في قناة أيمن نور، وهو ما حدث أيضًا مع الفنان محمد شومان، وإعلامي آخر يدعى محمود خزبك.

هشام عبدالحميد

وبدأت الأزمة بين الفنان عبدالحميد والقناة، بعدما أرسلت إدارتها خطابًا بشكل مفاجئ يعلن انتهاء علاقته بالقناة، بذريعة أزمة مالية، وفق مصدر في القناة رفض الكشف عن اسمه.

وأوضح المصدر في تصريحات صحفية، أن هشام جاء للشرق بطلب من أيمن نور، من أجل أن يسجل بظهوره “لقطة”، ويظهر أن لديه نجومًا يعملون في قناته.

وأضاف “بعدما سافر هشام باتفاق على راتب محدد، فوجئ بعد وصوله بمخالفة أيمن نور الوعد بينهما وخفض الراتب 50%، مما كان متفقًا عليه متعللًا بالظروف المادية”.

عزة الحناوي

السيناريو ذاته تكرر من قبل مع عزة الحناوي، حيث أعلن نور في ديسمبر الماضي انضمامها لقناته، لكنها أعلنت استقالتها وفسخ تعاقدها قبل أن يبدأ برنامجها.

وقالت الحناوي عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إنها “رفضت العمل مع نور لأسباب تتعلق بمبادئي الإنسانية والمهنية”.

لكن مصادر أكدت أن أيمن نور أخلّ بالاتفاق الذي أبرمه معها قبل أن تصل إلى إسطنبول فيما يتعلق بالراتب حيث وعدها بـ 3 آلاف دولار، وحينما وصلت مورست عليها ضغوط حتى قررت الاستقالة قبل أن تبدأ.

محمد شومان ومحمود خزبك

كذلك الحال كان مع الفنان محمد شومان، وآخر يدعى محمود خزبك كان يقدم برنامجًا يحمل اسم “اسأل السيسي” يقول المصدر: “هو كمان طرده نور وأوقف برنامجه”.

سيطرة الإخوان على القناة

وترجح مصادر، بأن قرارات نور لم تكن بمحض إرادته، حيث كان مسيرًا وليس مخيرًا، خصوصًا وأن الفنانين والمذيعين الذين تم استقطابهم، غير مرضي عنهم لدى الإخوان المسيطرين على القناة رغم محاولة “نور” الظهور بأنه لا يرتدي عباءة الجماعة، وأنه يمثل الجانب الوسطي بين “الإخوان والنظام المصري” لكن ذلك لم يصمد طويلاً.

وقال مصدر آخر في تصريحات صحفية، إن أيمن نور عين شخصًا يدعى أحمد عبده مديرًا لقناة “الشرق” رغم أنه بدأ حياته مدير أشرطة وسيديهات ثم منظم مؤتمرات، وهو من نظم مؤتمر “الاستاد” الشهير للرئيس المعزول محمد مرسى، وكان يعمل مديرًا لقناة “مصر الآن” الإخوانية.

وبين المصدر أن هذا الشخص كان يحضر “البلطجية” لطرد الموظفين في الأزمة الأخيرة التي فصل على إثرها 22 عاملًا جرى تشريدهم في شوارع تركيا، وهو يقوم بذلك للتقرب من “نور” ليوفر له النفقات وفق قناعاته.

ووفق المصدر، عيّن “نور” سعد البربري مديرًا للبرامج في قناة “الشرق” بعدما كان مديرًا لقناة “وطن” الإخوانية، وقام بطرد المدير القديم “محمود لطفي”.

وعن السر وراء عودة سيطرة الإخوان على القناة التي كانت تحرص على الظهور بوجه آخر، قال المصدر إن أيمن نور حاول رد الجميل للإخوان لأنهم وقفوا بجانبه في الأزمة الأخيرة التي قام فيها بفصل العاملين حيث تدخل وقتها حمزة زوبع القيادي بالجماعة والمذيع على قناة “مكملين” لحل الأزمة بإعطاء العاملين جزءًا من مستحقاتهم مقابل ترك العمل في القناة.

ومما يدلل على سيطرة الإخوان على القناة أيضا تعيين “نور” الصحفي الإخواني قطب العربي في موقع الشرق الإخباري الجديد كمدير للتحرير.

تمويل الشرق

وكشف المصدر أيضًا عن مصادر تمويل قناة الشرق، وقال إن شركاء أيمن نور هما منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق، وتوكل كرمان الناشطة اليمنية، فهما شركاء لأيمن نور في المجلس العربي لدعم الثورات، ويأتي التمويل من قطر بمساعدة الإخوان.

وأوضح المصدر أن أيمن نور يستند على والد أمير قطر “حمد بن خليفة” في التمويل من خلال وساطة “المرزوقي وتوكل” حيث تأتي الشيكات باسم شخص يدعى هيثم إمام موظف لدى نور، وكان معه في حزب غد الثورة، بحسب المصدر.

أما المساند الأكبر لنور والذي يدعمه في أزماته مع العاملين فهو عزام التميمي مدير قناة الحوار، والناشط السياسي والأكاديمي الفلسطيني البريطاني المقرب من قطر بحسب المصدر.

تابع موقع تحيا مصر علي