عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«هو القطر ده مفيهوش رجولة ولا إيه يا جدعان» أخر كلمات ضحية القطار «934».. مصاب الحادث يروي تفاصيل الواقعة

تحيا مصر

هو القطر ده مفيهوش رجولة ولا إيه يا جدعان.. كانت هذه أخر كلمات يرددها محمد عيد ضحية الكفاح والفقر وضحية كمسري لم تعرف الرحمة لقلبه طريق.. وكانت أخر كلمات أيضا يسمعها أحمد سمير، صديق ورفيق الضحية في رحلته. التي عاد منها زاحفا وفاقدا جاره وصديق كفاحه.

لم ترحم قسوة الأيام وتردي الحالة المعيشية بسبب الظروف المجتمعية شابين في مقتبل حياتهما، لتراودهم قسوة كمسري سكة حديد صنع من نفسه «آلة» لتنفيذ التعليمات دون استثناءات لرحمة الإنسان وإنقاذ حياته، ولكن جحود القلب بات سمة في مجتمعاتنا التي تبعد أميالا ودهورا عن العدل.

ودّع الشاب محمد عيد الحياة، بعد تعنيف كمسري قطار «934» اسكندرية الأقصرالمكيف، والذي أجبره على «الدفع» أو «الموت»، ليقرر الشاب القفز من القطار لعدم امتلاكه ثمن التذكرة، بعد فتح الكمسري الباب وإجباره على النزول بل وتهدئة القطار مخصوصا لقفز الشباب أثناء سيره، دون رحمة.

صديق الضحية المتوفي أحمد سمير أحمد، مصاب حادث القطار رقم 934، تحدث صباح اليوم لوسائل إعلامية، وقال إنه فوجئ بالكمسري يطالبه بالنزول من القطار بعد أن اكتشف عدم قدرته على سداد ثمن التذكرة.. ليس هذا فقط، بل طالبه وصديقه دفع ثمن التطويقة «الغرامة»، وقيمتها 30 جنيها. وأوضح «سمير» أنه كان يعمل في مجال بيع الميداليات مع صديقه المتوفي محمد عيد، وأنهما لم يتمكنا من بيع بضاعتهما بفعل الأمطار الغزيرة في الإسكندرية، لذا قصدا محطة القطار للعودة وهما لا يملكان ثمن التذكرة.

تحدث أحمد سمير عن أخر لحظات ضحية القطار «934» محمد عيد، وقال «الكمسري منه لله مرحمناش» وبعد أن هددهما وخيرهما بين: الدفع أو النزول من القطار أو تسليمهما للشرطة، قرر زميله القفز من القطار ليلقى حتفه في الحال، بعد أن هتف في الركاب «هو القطر ده مفيهوش رجولة ولا إيه يا جدعان!».. وتابع أحمد سمير مصاب حادث قطار 934: «نطيت من القطر على الرصيف، ووقعت اتكعبلت على وشي، خطوة في التانية ومفيش تالتة، في التالتة كنت زاحف، وكان معايا شنطة الشغل، وكنت بقوله: الشنطة أهي مبعناش منها جنيه بسبب المطرة».

وقال «أحمد» في تحقيقات النيابة: «يا ريتنى أنا اللي مت وأنقذت صديق عمري، مش عارف هقدر أعيش إزاي من غيره، ده هو كان راجل البيت، وهو اللي بيصرف على أخته وأمه المريضة، وفي آخر لحظة بص لي وكأنه بيوصيني عليها».

وكانت نيابة طنطا أمرت بنقل المصاب إلى مستشفى جامعة طنطا لعمل التحاليل والتقارير الطبية اللازمة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتبين أنه من حي الشرابية بالقاهرة، مصاب بكدمات بسيطة، ولا يعاني من أي كسور.



تابع موقع تحيا مصر علي