عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مظاهرات الجمعة.. هل سيؤثر الغضب العراقي على قرار "ترامب" بشأن الانسحاب؟

مظاهرات العراق اليوم-
مظاهرات العراق اليوم- صحيفة وول ستريت جورنال

استجابة للدعوة التي أطلقها قائد التيار الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أمس الخميس، خرج الآلاف من العراقيين اليوم في مظاهرات حاشدة في شوارع العاصمة العراقية بغداد احتجاجًا على الوجود الأمريكي في العراق، في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، منذ أكتوبر الماضي، والتي دفعت رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للاستقالة.
وطالب "الصدر"، اليوم الجمعة، باعتبار "واشنطن" دولة معادية إذا لم تجل قواتها من العراق، مطالبًا الحكومة العراقية بعدم السماح باستخدام الولايات المتحدة للمجال الجوي العراقي.
أما الرئيس العراقي برهم صالح فأكد، في تغريدة على تويتر، على أن العراقيين "مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة".
كانت مسألة انسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة من العراق أثيرت مرة أخرى بعدما نفذت "واشنطن" عملية اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية قرب مطار بغداد،وهي العملية التي أتبعتها "طهران" باستهداف قاعدة "عين الأسد" الأمريكية في العراق.
خطوات غير ملزمة
بعد مقتل "سليماني"، اتخذ العراق عدد من الإجراءات للرد على ماحدث تمثلت في تصويت البرلمان ، في الخامس من يناير الجاري، لصالح قرار ينهي الاتفاق الأمني مع قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة مطالبًا الحكومة العراقية بإنهاء الوجود العسكري في البلاد، إلا أن هذه الخطوة لا تعتبر قانونًا ملزمًا للحكومة العراقية.
أما المبعوث الأمريكي في سوريا جيمس جيفري فأعلن، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء محادثات مع العراق بشأن مسألة إنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق، عقب يوم واحد من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال فيه إن العراق سعيد بالمهام التي تقوم بها القوات الأمريكية في بلاده، حسبما أوردت وكالة رويترز.
كان "صالح" ناقش مع الرئيس الأمريكي مسألة تقليل أعداد القوات الأمريكية في بلاده، وذلك في القاء الذي جمعهما على هامش مؤتمر دافوس بسويسرا.
الوجود الأمريكي في العراق
في ديسمبر 2011، بعد نحو ثمان سنوات من الغزو الأمريكي الذي أسقط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أعلنت الولايات المتحدة إنهاء انسحاب لقواتها العسكرية من العراق، وهو الانسحاب الذي تلاه، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية، وقوع البلاد في حالة من الفوضى.
وبعد توسع تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، وإعلانه قيام "الدولة الإسلامية" عادت القوات الأمريكية إلى العراق مرة أخرى ضمن قوات تحالف دولي، يضم أكثر من 10 دول، لمحاربة التنظيم، ليصل عدد القوات الأمريكية إلى 5000 عسكري، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
استعادة للسيادة أم مكسب لإيران
أورد التحليل الذي نشرته وكالة "أسوشيتدبرس"، أمس الخميس، رأي دينا اسفندري الخبيرة في مركز أبحاث the century foundation أن طهران تريد التخلص من الوجود الأمريكي في العراق من خلال طريقة سياسية شرعية، مضيفة أن الأمر يبدو أفضل كثيرًا لإيران عندما يقوم العراقيين أنفسهم بالتصويت لإجلاء القوات الأمريكية بدلًا من أن تظهر "طهران" بدور "محرك الدمى" للتخلص من وجود واشنطن، مؤكدة أن بهذه الطريقة أيضًا سيكون قرار الإجلاء "أكثر ديمومة".
كانت التيارات السنية والكردية غابت عن الجلسة التي قرر فيها البرلمان العراقي إنهاء الاتفاق الذي تبقى بموجبه القوات الأجنبية في البلاد.
وفي حوارها مع "تحيا مصر"، قالت أستاذة العلاقات الدولية نورهان الشيخ إن الولايات المتحدة الأمريكية، على مر تاريخها، لم تقم بالانسحاب بشكل نهائي من المناطق التي دخلتها، باستثناء فيتنام، واصفة انتشار القوات الأمريكية في العراق ب"الانتشار القوي"، وفي حالة سحب هذه القوات فإنها ستعيد توزيعهم في مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
ووصفت "الشيخ" الحكومة العراقية الحالية -حكومة تسيير الأعمال- بأنها في "موقف صعب" بعدما اتخذت المسألة بعدًا شعبيًا، مضيفة أن الأمر سيتوقف على تشكيل الحكومة الجديدة، ومدى تمثيلها للقوى السياسية العراقية خاصة القوى التي تضغط من أجل إنهاء الوجود الأمريكي.
وعن موقف التيارات السنية والكردية، أضافت "الشيخ" أن هذه التيارات في موقف حرج بسبب صعوبة تحديد قرارها بشأن هذه القضية، إذ لا تستطيع القبول بالوجود الأمريكي في بلادها، كما أنها لا تستطيع رفضه نهائيًا بسبب رغبتها في تحجيم النفوذ الإيراني.


تابع موقع تحيا مصر علي