علي عبدالعال.. سفير الشعب الرسمي في جنازة حسني مبارك.. دلالات ومعاني حملها ظهور رئيس البرلمان

وجهت الدولة المصرية مجموعة من الرسائل القوية للداخل والخارج، بإصرارها على خروج جنازة الرئيس الراحل حسني مبارك بهذا الشكل المهيب والمشرف، حيث أضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رصيده الهائل لدى المصريين، بموافقته على جنازة عسكرية للقائد والرئيس الراحل، وحضوره الشخصي، وتقديمه واجب العزاء لأبناء وأسرة مبارك.

برزت صور أخرى لرئيس البرلمان علي عبدالعال يجاور الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي نقل مجموعة رسائل إيجابية للداخل والخارج بتقديره واحترامه لرموز الوطن، وظهور عبدالعال ممثلا عن الشعب كان له دلالات ورسائل إيجابية أيضا.

جاءت مشاركة رئيس النواب، لتكون بمثابة اعتراف من أعرق المؤسسات التشريعية والرقابية في البلاد، بما تتمتع به اللحظة من إجلال وتقدير، وأن كون عبدالعال أحد من صنعوا تاريخا جديدا للبلاد، عقب الحقبة المباركية، إلا أن ذلك لم يمنعه من التواجد، والأمر بتنكيس أعلام المجلس حدادا على الرئيس الراحل، وذلك عقب صدور بيان تعزية مهيب قبلها.

البيان الرسمي الصادر عن البرلمان، وردت فيه عبارات لافتة للغاية، ومنها: إظهار بالغ الحزن والأسى على وفاة رئيس لما قدمه لوطنه كأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة، وكأحد قادة القوات المسلحة.

عبدالعال الذي جلس ونوابه على نفس المقاعد التي شغلها حزب الرئيس مبارك وقياداته لثلاثة عقود متتالية، طالما عبر عن اختلافه الشديد مع السياسات المباركية، ورفض أن يكون هناك امتداد في الحاضر لرجال الماضي، إلا أنه يفرق جيدا بين ما هو مستقر عليه في العلوم السياسية وبين أصول التعامل الإنساني البحت، وإظهار التقدير لرموز خدمت الوطن، وكانت جزءا أصيلا من قواته المسلحة لفترة كبيرة، فترفع عبدالعال بذلك عن أية شبهات للخلاف الضيق مع نظام أو آخر.

وتضمن ذلك الظهور الرسمي لعبدالعال وكبار قيادات الدولة، ظهور شعبي غير رسمي لحشد هائل من المواطنين يبكون الرئيس مبارك، معددين إيجابياته من ناحية، ومعبرين عن اعتزازهم للمشهد الذي تصدره الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي من ناحية أخرى، وإصراره على إجراء تلك الجنازة المشرفة لرئيس وقائد مصر الأسبق حسني مبارك.