"أشرف رشاد" نقل النظريات المكتوبة حول الانتقال الديمقراطي إلي ساحة التنفيذ.. ورفع شعار الكيان أولًا

نجح عضو مجلس النواب ورئيس حزب مستقبل وطن السابق أشرف رشاد، في تسجيل عدة مواقف مشهودة منذ دخوله الحياة السياسية والحزبية والبرلمانية، إلا أن آخرهم سيظل ماثلا في الذاكرة الوطنية المصرية، حيث تطبيق حرفي لما هو مطلوب من قيادة نموذجية مخلصة لا تنظر إلى موقعها، وإنما تكون بوصلتها الوحيدة هي المصلحة العامة.

رشاد الذي استقال من منصبه ضمن عدة تغييرات مؤثرة في الحزب الذي يضم الأغلبية البرلمانية، حزب مستقبل وطن، أظهر وعي سياسي فائق ومرونة استثنائية في تسيير المشهد داخل الحزب خلال الأيام الماضية، رافعا شعار وحيد وهو "الكيان فوق الأشخاص" مهما كانت أهميتهم.

النائب الصعيدي أشرف رشاد نجح ببراعة في تحقيق ما يعد "نادرا" في أصول العلوم السياسية، وهو نقل النظريات الجامدة المكتوبة إلى ساحة الواقع والتنفيذ العملي، من حيث التداول السلس للسلطة على مستوى حزبه، والانتقال الديمقراطي في تجربة بحجم "مستقبل وطن"، فلم يعد ظهور قيادات جديدة في كيان حزبي أو تبديل المقاعد وتجديد الدماء، مسألة تنظير فارغ حبيس الوعود الوردية الإنشائية، وذلك بفضل تفاني رشاد ورصيد خبراته الممتد.

النائب البرلماني الحالي، أثبت عن جدارة، أنه رجل الدولة الذي يدرك جيدا مقتضيات التواجد فى المكان والزمان الذين يحددهما فقط الظرف السياسي والضرورة الحزبية والمعطيات التي لا تتوقف عن التغير والتبدل في المشهد المصري، ليبعث برسالة واضحة لباقي الكوادر والقيادات السياسية والحزبية، بأن "من يريد خدمة الوطن لا تشغله المناصب".

الطبيعة الصعيدية التي تعد جزء أساسي في تكوين رشاد السياسي ومحدد هام في أغلب قراراته وتعاملاته، فرضت عليه البقاء فى أرض المعركة حتي تقف سفينة الوطن على أرض صلبة، في فترة مرتقبة تعج بالاستحقاقات والتنافسيات الانتخابية والبرلمانية، فأعلن جاهزيته الكاملة على ممارسةم ختلف الأدوار التي تحتمها مصلحة "مصر" أولا و"مستقبل وطن" ثانيا.

الكلمات التي دونها رشاد عقب قراره الأخير، يجب أن تخضع مرارا وتكرارا للتحليل العميق، وأن يتم الاستدلال بها على كون السياسيين والحزبيين المصريين بخير، وأنهم قادرون دوما على ضرب أروع الأمثلة، حيث قال:المهم الكيان، وكنتم تظنون أن هذه شعارات جوفاء، والآن أقول لكم، إن تصريحاتي لم تكن جوفاء، وأن الكيان أهم والانتصار على النفس رسالتي، وقد ربيت نفسي على مصلحة المجموعة والانتصار للوطن في كل الميادين".

وتابع "رشاد": "كنت مستقبل وطن وسأظل مستقبل وطن فقط سأضاعف عملي، وسأزيد جهدي من أجل الكيان".