عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

د شعبان رأفت يكتب.. أعزهم الله فهم الضيوف الحقيقيون

دكتور شعبان رأفت
دكتور شعبان رأفت عبد اللطيف

منذ الأزمة العالمية " كورونا " والتي ترتب عليها منع التجمعات وتأجيل وإلغاء الفعاليات والمؤتمرات بكافة أنواعها وفي كافة دول العالم تجنباً لانتشار هذا الوباء اللعين، إلى أن تطور الأمر أكثر باغلاق المساجد ومنع صلاة الجماعة بها ومنها المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة ، وكذلك الحال لكافة المساجد في العالم الإسلامي لأخذ الحيطة والحذر من انتشار العدوى وحرصاً على صحة وسلامة الناس فدرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح وهو ما انتهى اليه أولى الأمر والمؤسسات الدينية في البلدان الإسلامية ومنها الأزهر الشريف.

وحينما جلست أُفكر ملياً في الأمر وجدت شيئاً عجيباً وكرامة عليا ليس بعدها كرامة ففي الوقت الذي منع الكل عن دخول بيوت الله بمافيها الحرمين الشريفين رأيت هناك من رحب بهم الرحمن بالدخول لبيوته وفى أي وقت، فهاهم عمال النظافة والصيانة في المساجد الفئة الوحيدة التي يسمح لها بالدخول إلى المساجد سواء للنظافة أو لتفقد المساجد من داخلها، وهنا أدركت أنه حينما يذهب البعض منا لقضاء العمرة أو الحج ثم يلتقط صوراً له ويضعها على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى إنما هي للتباهى ليس إلا ومحاولة من البعض الحصول على الثناء من بنى البشر على أنه قضى العمرة أو الحج وأنه متدين ويعلم أمور دينه.

وفى الوقت الذي اختفى فيه الجميع وجلس الكل في بيته خشية أن يصاب بهذا الوباء اللعين فان كل دول العالم تسلط الضوء على الحرمين الشريفين تنقل ماهو عليه الحال لم نجد سوى هذه الفئة البسيطة التي شرفها الله سبحانه وتعالى تشريفاً ليس له حدود بأن تكون هي المتواجدة داخل الحرمين بل وتصلى فيه أيضاً دون أن يستطيع أحد أن يمنعها فأى تكريم هذا يارب انهم بالفعل الضيوف الحقيقيون الذين لم يكيدوا ولم يظلموا ولم يتآمروا فأعزهم الله بدخول بيته في الوقت الذي منع فيه الملوك والرؤساء والوجهاء وعليه القوم.

وهذا جعلنى أيضاً أتذكربما سيكون عليه الحال عند لقاء الرحمن فالعبرة بالعمل وليس بالوظيفة أو المركز الاجتماعي فسيدخل الفقراء قبل الأغنياء الجنة بنصف يوم ، واليوم كما ورد بالقرآن هو خمسين ألف سنة مما تعدون، ويذكرنا أيضاً بماورد في الأثر أن الفقراء سيسبقون الأغنياء إلى الجنة ثم يخرج كل فقير ليصطحب من كان يعطيه في الدنيا، وهذا يجعل الأغنياء يتمنون أن لوكانوا فقراء في الدنيا يتكففون الناس، وهكذا سيكون حال الفقراء والأغنياء يوم القيامة فليغتنم كل منا الفرصة لعلها لن تتكرر واعطوا الفقير الرغيف كاملاً والثوب جديداً ومن الطعام أطيبه حتى يوضع ذلك في الميزان يوم يكون الحاكم هو الملك الديان والملائكة هم المنفذون للأحكام ، فما هو عليه الحال الآن لصورة حية مما قد يكون عليه الحال يوم القيامة ولله المثل الأعلى ، فسبحانك ربي ما أعدلك وما أعظمك ، قد علمنا قدرنا .
تابع موقع تحيا مصر علي