عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

يموتون ليحيا الجميع.. "العناية المركزة" الشاهد على تضحيات الطبيب وندالة الأبناء في أزمة كورونا

تحيا مصر

يعيش العالم حالة من الذُعر والحذر بعد تفشي فيروس كورونا، وإصابة أكثر من مليون ونصف شخص، ووفاة مئات الآلاف.. عائلات ودّعت أحبائهم كما نصح "بوريس جونسون" رئيس وزراء بريطانيا شعبه، قبل إصابته هو الآخر بالوباء وتدهور حالته الصحية ولم يُكشف مصيره من الحياة حتى بعد.

في ظل الرعب العالمي من الفيروس الذي لا يُرى بالعين المُجردة، والذي استهدف أغنياء العالم ورؤسائه وعائلاته المالكة في دول أوروبية وعربية، يواجهه جيشا أبيض من آلاف الطواقم الطبية حول العالم، يتصدون للمرض في جبهات الدفاع الأولى للإنسانية.

خلال الأزمة التي فرقت بين الأحباء بل وجعلت القلوب تقسو وتحجر، كما حدث مع بعض كبار السن الذين لقوا نحبهم متأثرين بإصابتهم بالمرض القاتل الذي لم يرحم جسدهم المُسن، ورغم ما عاناه هؤلاء الكِبار من آلام المرض أثناء العيش، رفض أبنائهم استلام جُثمانهم والصلاة عليهم للدفن، وتكريمهم كما أمرهم الله تعالى، ولكن "إذا جاء الطوفان"! يفر كل إنسان من ذويه في مشاهد أكثر قسوة مفتقرة تماما لمعاني الإنسانية والرحمة.

بينما يقف الطبيب في غرفة العناية المركزة، على بُعد سنتيمرات من المريض المُصاب لتركيب أنبوبة حنجرية، تمهيدا لتوصيل المريض علي جهاز التنفس الصناعي، وهي اسوأ مرحلة يصل لها مريض الالتهاب الرئوي الناتج عن عدوي فيروسية، تحديدا "كوفيد 19".

وفي الوقت الذي يرفض فيه الأبناء دفن أبويهم في مقابرهم خوفا من العدوى، وفي وقت النفور والبعد عن أقرب الأشخاص بسبب الخوف من الإصابة، يبقى الطبيب واقفا ومدافعا عن مريضه، يتلقى افرازات المريض بصبرِ لكنه يفضل الموت ليحيى أشخاصا لآخرين.
تابع موقع تحيا مصر علي