رحيل الزوجة ورضيعتها وزوج يصارع المرض وحيدا و3 أبناء لمصير مجهول .. 'كورونا مفرق الجماعات'

كورونا.. تحول المرض العالمي إلى شبح قاتل يسري جسد الأسر الواحدة ويخترق نسيجهم ويفرقهم واحدا يلو الآخر بالموت والرحيل الأبدي.. كثيرا من الأحباء والأقارب كانوا على موعدٍ للقاء فجمعهم الفيروس القاتل جثثا في غُرف العناية المركزة.

كانت أسرة شادي وفاطمة أخر ضحايا كورونا الجماعية، حيث قضى المرض على ثلاث أفراد منها ليترك ثلاثة آخرين لمصير مجهول.

وما بين ليلة وضحاها، تحول اسم فاطمة الحطاب، ليكون الأسم الأكثر تداولا عبر تويتر وفيسبوك بعد وفاتها، بعد نشرها وصيتها مساء يوم الخميس أول أمس، ليعيش أهالي منطقتها وهي عزبة اللحم بمركز دمياط حالة من الحزن والحداد لرحيلها.

كتبت فاطمة الحداد وصيتها قبل وفاتها بأيام، عبر حسابها الرسمي على فيس بوك: "الوصية الأولى والأخيرة حين أتوفى، سامحوني واستروا عيوبي، وادعوا لي بالرحمة، وتذكروا الصحبة ولو إني أخطأت، انسو أخطائي، واذكروا أجمل صفاتي، لا أعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي".

أياما مضت على الأسرة وسط معاناة مع المرض الذي نهش جسد الأم وجنينها قبل وضعها، وبعد ولادتها توفت الأم والرضيعة، وظل الأب المصاب يصارع المرض وحيدا، تاركا 3 أطفال، سيواصلون مشوار الحياة بدونهما.

كتب الأب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الكثير من كلمات الرثاء لزوجته وابنته: «مأساة سبحان الله... ينزل قرار النهاردة بنقلي من الحجر في مستشفى العجمى للحجر في مستشفى أبوقير... وبمجرد دخول عربات الإسعاف ساحة مستشفى العجمى للإستعداد لنقلى بعيدا عن فاطمة... يأتيني خبر وفاتها في نفس اللحظة... وكأنها ظلت إلى جوارى ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل عنها... لطالما طلبت من الله أن يجعلني أعيش حياة طويلة وصالحة ولكن لم يخطر ببالي أبدا أنني سأعيش اليوم الذي أدفن فيه زوجتي الحبيبة وابنتي بيدي.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق (الفاطمتين) لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".

اقرأ أيضًا..وفاة وكيل مستشفى العباسية للأمراض النفسية بـ فيرروس كورونا

ودعى شادي لزوجته: اللهم إنى حرمت السير في جنازتها وحرمت زيارتها في مرضها وحرمت صلاة الجنازة عليها اللهم سخر لها عبادا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم".