عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

محمد بدر يكتب.. الأحزاب السياسية بين الفكر والقدرة على المشاركه فى إدارة البلاد

محمد بدر منسق حملة
محمد بدر منسق حملة راقب نائب

انتهينا في المقال السابق، بأن البعض قد علق على ما كتبته بشأن الاحزاب السياسية المصرية، و ما تقوم به من اعمال تنافس فيها الجمعيات الاهلية بأنه ليس بالامكان افضل مما كان و ان كافة الاحزاب السياسية في العالم كله اتخذت ذات النهج و انه لا مجال للصراعات السياسية في هذا الوقت او حتى المعارضة السياسية .. الخ

و حقيقة الامر ان ما جاء بتلك التعليقات من اراء اعتقد انها اصابت في جزء الا انها كانت ابعد عن الحقيقة في جزء اخر .

فحقيقة انه لا مجال لصراع سياسي و مكايدة سياسية و تصيد الاخطاء للسياسين و القائمين على نظام الحكم، الا ان هذا لا يجب ان يكون حائلا امام المتابعة و المراقبة السياسية و الانتقاد و ابدأ الراي في ما تقوم به الحكومات من اعمال.

في الغالب ان الاحزاب السياسية، التي لا تشكل الحكومات تنتقد و تتصيد الاخطاء للحكومة القائمة و تحاسبها، على كل ما تفعله دون ان تساعدها في تقديم الحلول الاكثر فاعلية، و لكنني اشرت انه على الاحزاب في الوقت الحالي ان تنتقد و ان تتقدم بالاقتراحات و الافكار و الحلول للحكومة القائمة، و لا مجال للصراع السياسي هنا، وهذا ما يحدث في العالم كله في الوقت الحالي هناك حكومة تدير المشهد العام و الاحزاب السياسية المعارضة تنتقد الاخطاء و لكنها تؤجل الحساب الي ما بعد و تقدم اقتراحاتها و امكانياتها لمساندة الحكومة لتجاوز الازمة .

فأين نحن من هذا المشهد السياسي، اننا ابعد ما نكون عنه في الوقت الحالي و الاحزاب السياسية تكتفي بدور الجمعيات الاهلية، فيما يخص الدعم المالي و العيني، و هو تصرف محمود لا انتقده و لكن انتقد انه العمل الوحيد الذي تقوم به الاحزاب، فلم نجد اي من الاحزاب السياسية ينتقد او يتقدم باتقراحات و حلول للحكومة، او يطالب بلقاء مع الوزراء لتباحث العقبات و الازمات المتوقعه و تقديم حلول مبتكره قابلة للتنفيذ على ارض الواقع .

اضف الي هذا كله غياب البرلمان عن المشهد العام، و اغلاقة نهائيا على الرغم من ان كافة الكيانات النيابية في العالم لا تزال تمارس دورها و اعمالها .

فهناك اختراع حديث اسمه الفديو كونفراس، يمكن ان تعقد من خلاله جلسات المجلس، و يتم التناقش فيما بين نوابه و اصدار قرارته و سؤال الوزراء و متابعه اعمالهم عن كسب.

كان يمكن للمجلس ان ينعقد من خلال قاعتي النواب و الشيوخ و التباعد ما بين النواب في الجلسة و استخدام الفديو في التنسيق بين القاعتين … الخ

مرة اخرى الحلول كثيرة، و لكنها تحتاج الي المزيد من الجهد و التعب، لكننا دائما ما نبحث عن الاسهل و التقليدي في وقت لا يحتاج منا الي تراخ او حلول تقليدية.

علىنا ان نعي جيدا اننا في ازمة حقيقية، و على الاحزاب السياسية ان تسعى الي المشاركة الفعلية، و التعاون الجاد لتجاوز تلك الازمة و ان لا تكتفي بدور السنيد او الهتيف للحكومة الحالية، بل عليها ان تتدخل لتساند في تحمل اعباء تلك المرحلة، عليها ان تثبت لنفسها قبل المواطن ان لديها من الفكر و الوعي و القدرة على المشاركة في ادارة البلاد و الا فلا حاجة لمثل تلك الاحزاب و تتحول الي جمعيات اهلية تلعب دورها في حدود قدراتها و امكانياتها .
تابع موقع تحيا مصر علي