محمد بدر يكتب.. الأحزاب السياسية بين الفكر والقدرة على المشاركه فى إدارة البلاد
ADVERTISEMENT
انتهينا في المقال السابق، بأن البعض قد علق على ما كتبته بشأن الاحزاب السياسية المصرية، و ما تقوم به من اعمال تنافس فيها الجمعيات الاهلية بأنه ليس بالامكان افضل مما كان و ان كافة الاحزاب السياسية في العالم كله اتخذت ذات النهج و انه لا مجال للصراعات السياسية في هذا الوقت او حتى المعارضة السياسية .. الخ
و حقيقة الامر ان ما جاء بتلك التعليقات من اراء اعتقد انها اصابت في جزء الا انها كانت ابعد عن الحقيقة في جزء اخر .
فحقيقة انه لا مجال لصراع سياسي و مكايدة سياسية و تصيد الاخطاء للسياسين و القائمين على نظام الحكم، الا ان هذا لا يجب ان يكون حائلا امام المتابعة و المراقبة السياسية و الانتقاد و ابدأ الراي في ما تقوم به الحكومات من اعمال.
في الغالب ان الاحزاب السياسية، التي لا تشكل الحكومات تنتقد و تتصيد الاخطاء للحكومة القائمة و تحاسبها، على كل ما تفعله دون ان تساعدها في تقديم الحلول الاكثر فاعلية، و لكنني اشرت انه على الاحزاب في الوقت الحالي ان تنتقد و ان تتقدم بالاقتراحات و الافكار و الحلول للحكومة القائمة، و لا مجال للصراع السياسي هنا، وهذا ما يحدث في العالم كله في الوقت الحالي هناك حكومة تدير المشهد العام و الاحزاب السياسية المعارضة تنتقد الاخطاء و لكنها تؤجل الحساب الي ما بعد و تقدم اقتراحاتها و امكانياتها لمساندة الحكومة لتجاوز الازمة .
فأين نحن من هذا المشهد السياسي، اننا ابعد ما نكون عنه في الوقت الحالي و الاحزاب السياسية تكتفي بدور الجمعيات الاهلية، فيما يخص الدعم المالي و العيني، و هو تصرف محمود لا انتقده و لكن انتقد انه العمل الوحيد الذي تقوم به الاحزاب، فلم نجد اي من الاحزاب السياسية ينتقد او يتقدم باتقراحات و حلول للحكومة، او يطالب بلقاء مع الوزراء لتباحث العقبات و الازمات المتوقعه و تقديم حلول مبتكره قابلة للتنفيذ على ارض الواقع .
اضف الي هذا كله غياب البرلمان عن المشهد العام، و اغلاقة نهائيا على الرغم من ان كافة الكيانات النيابية في العالم لا تزال تمارس دورها و اعمالها .
فهناك اختراع حديث اسمه الفديو كونفراس، يمكن ان تعقد من خلاله جلسات المجلس، و يتم التناقش فيما بين نوابه و اصدار قرارته و سؤال الوزراء و متابعه اعمالهم عن كسب.
كان يمكن للمجلس ان ينعقد من خلال قاعتي النواب و الشيوخ و التباعد ما بين النواب في الجلسة و استخدام الفديو في التنسيق بين القاعتين … الخ
مرة اخرى الحلول كثيرة، و لكنها تحتاج الي المزيد من الجهد و التعب، لكننا دائما ما نبحث عن الاسهل و التقليدي في وقت لا يحتاج منا الي تراخ او حلول تقليدية.
علىنا ان نعي جيدا اننا في ازمة حقيقية، و على الاحزاب السياسية ان تسعى الي المشاركة الفعلية، و التعاون الجاد لتجاوز تلك الازمة و ان لا تكتفي بدور السنيد او الهتيف للحكومة الحالية، بل عليها ان تتدخل لتساند في تحمل اعباء تلك المرحلة، عليها ان تثبت لنفسها قبل المواطن ان لديها من الفكر و الوعي و القدرة على المشاركة في ادارة البلاد و الا فلا حاجة لمثل تلك الاحزاب و تتحول الي جمعيات اهلية تلعب دورها في حدود قدراتها و امكانياتها .