عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أبطال معهد الأورام يروون قصة "نشوى" محاربة أخطر ورم سرطاني على الإطلاق

تحيا مصر

روى طبيب معهد الأورام عمرو الدميري حكاية "نشوى" الفتاة الصبورة، التي حاربت أخطر الأورام السرطانية على الإطلاق منذ أن التهم جسدها النحيل، لم يبقى شيئا يقوي عزيمتها على مواصلة الحرب مع المرض القاتل سوى إيمانها بالنجاة من الله.

وهو ما دفع الطبيب عمرو الدميري إلى سرد قصتها، قائلا: نشوي، بنت صبورة من بلدنا، تشعر عند رؤيتها - هي وأسرتها - أنهم أفراد من عائلتك.. نشوي عانت من أخطر أنواع الأورام على الإطلاق، نوع نادر من السرطان يفترس الصدر والبطن معا.. كانت تحارب سرطان الغشاء البلوري بالصدر، وسرطان الغشاء البريتوني بالبطن في نفس الوقت، واللذان وصلا لمرحلة متأخرة تصيب أي طبيب متابع لها بالحسرة والأسف لشراسة الورم السرطاني.

وأضاف الطبيب: نشوي وأسرتها قاموا بالسعي وطرق كافة الأبواب لمكافحة المرض الخبيث، وفي أثناء رحلتها، تلقت جلسات علاج كيميائي عديدة، لم تساعدها في تقليل حدة الورم أو حتى وقف توغله الشرس داخل جسدها، واقتربوا من مرحلة اليأس وفقدان أي أمل بالشفاء، لدرجة أنها لم تعد تستطيع التقاط أنفاسها، وغير قادرة علي الحركة إلا بمساعدة أسرتها الصغيرة وبكرسى متحرك، إلى أن قرروا الحضور- برحمة من الله - إلى ملاذ المرضي الأخير ببلدنا وهو المعهد القومى للأورام.

وتابع الطبيب:وقت مشاهدتنا لنشوى بالمعهد، أدركنا أنها حالة خطيرة ونادرة تماما، لأن الورم السرطاني الشرس (ميزوثيليوما) متشعب بمنطقتين مختلفتين معا، وكان يجب التعامل معه علي وجه السرعة لوقف تدهور الحالة. كان الموقف يحتاج للخبرة والتعاون اللازم بين مختلف تخصصات الأورام بالمعهد.

وأضاف طبيب معهد الأروام أنه تم الاستقرار علي القرار الأصعب والأخطر، وهو التدخل الجراحي العاجل والدقيق باستخدام تقنيات حديثة على أعلى مستوى، لا تتم إلا بمعهد الأورام، وعلي مرحلتين مستقلتين.. المرحلة الأولي استتئصال سرطان البطن بالكامل مع استخدام التسخين الكيميائي الحراري للقضاء علي أية بؤر ميكروسكوبية داخل البطن.. وتخرج المريضة من هذه الجراحة الخطيرة، ويتم متابعتها بفترة النقاهة إلى أن تتعافي تماما، ثم نقوم فورا بعدها بالتدخل الجراحي الثاني الأشد خطورة بالصدر، وذلك لاستئصال الورم السرطاني بالصدر، وإجراء التسخين الحراري الكيميائي أيضا، في إجراء لم يتم عمله قبل ذلك إطلاقا بأي مستشفي.

واستكمل حديثه: "كان فضل الله عظيما، وبدعوات أهلها الطيبين، تم إجراء الجراحتين الدقيقتين بنجاح تام، وكان الفاصل الزمني بينهما شهر واحد فقط... نشوي - بكل شجاعة وصبر- مرت عبر العمليتين الخطيرتين وهي متعلقة بحبال الرحمة والشفاء من الله، بكل المخاطر الجراحية وفترات الإقامة بالرعاية المركزة والقسم الداخلى، بكل قلقنا عليها وتوترنا، إلى أن أكرمنا الله جميعا، وخرجت سالمة من معهدنا".

واختتم عمرو الدميري حديثه: "دلوقت، أنا متصور جنب نشوي ووالدها بعد موافقتهما، ولي كل الفخر، اني اتصور جنب المحاربة اللي عانت سنين، وهي واقفة بمنتهي الوداعة وبابتسامتها الرقيقة، بعد سنة كاملة من هذه العمليات الخطيرة، و بعد ما ربنا من عليها بالشفاء. مؤكدا أن معهد الأورام هو المكان الوحيد القادر على احتواء محاربات للسرطان مثل نشوي، ممن ضاقت عليهن الأرض بالعلاج، ولجأن بمعية من الله لهذا المكان.


تابع موقع تحيا مصر علي