عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألـفــــة الســـــلامي تكتب: تشويش على متعة الفرجة!

تحيا مصر

فرصة عظيمة توفرت لصناع الدراما الرمضانية هذا العام تمثلت في دخول جموع الناس سجن الشاشة طوعيا بسبب أزمة كورونا الحالية التي جعلتهم يتابعون ماراتونا طويلا قوامه 25 مسلسلا مصريا ناهيك عن المسلسلات العربية.

لا أعرف كيف أفتح هذا الملف دون البدء باستعراض بعض الأخطاء "الفادحة" في عدد من المسلسلات.. ربما لم يلحظها غالبية المشاهدين لكنها استفزتني لدرجة لا أستطيع تجاوزها وقد يفيد ذكرها لتفادي مثل هذه النوعية من الأخطاء في الأعمال مستقبلا.

أقصاني مشهد واحد في مسلسل "فرصة ثانية" عن استكمال مشاهدته.. كان لسوء حظي أو لحسنه خطأ قاتلا شوش على متعة الفرجة.. عند عرض الحلقة الأولى ظهرت الفنانة ياسمين صبري"معشوقة الشباب" وهي ترقد في المستشفى متأثرة بجراحها عقب تعرضها لحادث سيارة، بينما كانت تضع ماكياجها بالكامل لدرجة تظنها في قسم العناية بالبشرة وليس قسم الجراحة!
هذه مسؤولية المخرج وإذا مر الخطأ من جميع طاقم الإنتاج فلابد وحتما أن تجد علامة قف حمراء عند المونتير والمخرج المساعد ثم أولا و أخيرا المخرج.
 اقرأ أيضًا.. ألـفـة السـلامي تكتب: ثقوب في الثوب الاجتماعي!
 
ربما علي أن ألتمس الأعذار للفنانة ياسمين صبري فهي "ست البنات" الحلوات ولابد أن تحافظ على المعجبين وما يطلبه المشاهدون. صحيح أن الكدمات والرضوض والدم قد تظهر بعد تعرضها لحادث السيارة لكن جمالها لا يهتز وماكياجها ثابت لايمحي.

تزيد أعذاري لها عندما أعود بذاكرتي قليلا وأتذكر مشاهد تصوير فيلم "شمس الزناتي" للنجم عادل إمام أمد الله في عمره. ذهبت لحضور تصوير الفيلم في إطار سلسلة حوارات فنية كلفني بها الأستاذ محمود سعد عندما كان مديرا لمكتب مجلة سيدتي.

كان التصوير ذات يوم حارٍ من عام 1991 بقيادة المخرج الراحل سمير سيف. وكان مكان التصوير في بداية طريق الإسماعيلية الصحراوي حيث تدورأحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية في واحة بالصحراء وغالبية المشاهد هي صراع بالأسلحة تتعرض له قبيلة من طرف مجموعة من المسلحين يقودهم المارشال برعي (الفنان محمود حميدة).

ويستعين الشيخ عثمان شيخ القبيلة (الفنان رشدي المهدي) بشمس الزناتي (الفنان عادل إمام) مع مجموعة من أصدقائه، ويدخلون المعركة ضد برعي.

وما استرعى انتباهي آنذاك أنه خلال توقف التصوير بين المشهد والمشهد يقوم مساعد الفنان عادل إمام بإعطائه "تي شيرت نظيف ومكوي" يرتديه بدل الأول الذي تبلل عرقا واتسخ. 

اقرأ أيضًا.. ألفة السلامي تكتب: دعاوى التعويضات واللحم المر!

وفي مقابل هذا الحرص على شكل النجم وأناقته حتى في مشاهد صراع تفترض العكس، شاهدت النجم الراحل أحمد زكي، عن قرب لمدة شهر في عام 1992، وهو يصور فيلمه ضد "الحكومة" للمخرج الراحل عاطف الطيب، وكيف كان يلبس بدلة محامي التعويضات- التي أرسل ابن عمته سمير يشتريها له من بورسعيد- ولم يكن يخلعها أبدا لدرجة أنه كان ينام بها حتى تأخذ تفاصيل جسمه فتعطي الانطباع بصدق الأداء والشكل الذي يظهر عليه محامي التعويضات الواقف على سلم دار القضاء العالي.
 
خلاصة القول أن النجمين العظيمين في الأمثلة التي ذكرتها ينتميان لمدرستين فنيتين مختلفتين وكذلك الأمر بالنسبة للمخرجين. لكن جسامة الخطأ ارتبطت بالذوق العام و"السنس" ولا تصل إلى ما أراه اليوم في عدد من المسلسلات.

وما يدور في الدراما يذكرني ببعض الأخطاء في البرامج ايضا. تعرضت واقعة مماثلة خلال عملي كرئيس تحرير لأحد البرامج التلفزيونية.

شاءت الظروف أن أسافر في مهمة صحفية للخارج فتابعت إحدى حلقات البرنامج أمام الشاشة مثل سائر المشاهدين وليس من غرفة الكنترول.

كانت الحلقة تدور عن مشكلة القمامة المتراكمة آنذاك. فوجئت بالمذيعة والضيفة على حد السواء ترتديان أطقم ذهبية ملفتة وكأنهما في منافسة للتباهي بمجوهراتهما النفيسة؛ ليس ذلك فحسب بل إن المخرج – وهو من أشطر المخرجين المصريين بل والعرب في مجال البرامج- يركز الكاميرا على خاتم من الماس كان في إصبع إحداهما.

لم أتمالك نفسي حينئذ واتصلت به تليفونيا على عجل وهو على الهواء وقد شعرت بتلوث في دمي وأن كل ما تناقشه الحلقة حول القمامة تحول في لحظة إلى ماسورة صرف صحي تندفع من الأستوديو في وجه المشاهد.

ولم تنفع كلمات الاستدراك والاعتذار التي أخذ المخرج يهدئ بها من روعي فهو يعلم أن الخطأ الذي ارتكبه لا يقبل التسامح، خاصة أن المخرج قائد العمل وهو من يتحمل مسؤولية خروج الحلقة للمشاهدين على أحسن وجه.

تتكرر هذه الأخطاء كثيرا هذه الأيام لدى مذيعين وضيوف البرامج وفنانين من ذلك أنهم يرتدون أمام الكاميرات من بيوت أزياء عالمية بماركات واضحة لتلك الدور سواء الملابس، أوالبروشات، أوربطات العنق والأحزمة وغيرها.

هذا أمر يبدو أن هناك من يريده أن يصبح عاديا رغم مخالفته للكود الأخلاقي للمهنة لأنه من جهة إعلان صريح كما أنه استفزاز للمشاهدين وضد كل ما تعلمناه من أصول المهنة.

ومتابعة لحديثي عن الأخطاء التي لاحظتها في مسلسلات رمضان هذا العام، فلا أخفيكم أن دهشتي بل صدمتي كانت كبيرة في أول أيام رمضان عند مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل "فلانتينو".

فقد ظهر في مشهد لمدرسة "فلانتينو" الدولية، علم مصر بجوارعلم بريطانيا وهومرفوع بالمقلوب بحيث تبدو ألوان العلم (الأسود فالأبيض ثم الأحمر) وليس بالترتيب المعروف وهو(الأحمر فالأبيض ثم الأسود).

وهذا أيضا خطأ ليس بالهين من مخرج مرموق مثل رامي إمام وفداحة الخطأ مضاعفة نظرا لأنها تعلقت برمز من رموز البلاد وهو العلم ومن هنا جاءت صدمتي.

ومن غرائب وعجائب أخطاء المسلسلات أيضا ظهورالفنانة دينا الشربيني في مشهد بالحلقة الأولى من "لعبة النسيان" وهي تستفيق بعد عملية الولادة وتحمل رضيعها الخارق الذي يتعدى عمره عدة أشهر ويبدو جميلا و"مربرب" وبملامح يستحيل أن تكون لحديثي الولادة.

ومن أخطاء اللامعقول يصفعني مشهد في مسلسل "البرنس" يتضمن خطأ طبيا حيث يظهر رضوان البرنس (الفنان محمد رمضان) وهو يرقد على سرير المستشفى وجهاز تخطيط القلب مثبت في ذراعه بدلا من صدره. ورغم أن المعلومة بسيطة وعادية ويعرفها أي شخص إلا أن ارتكاب مثل هذا الخطأ يؤكد ضرورة وجود مستشار طبي -أو حتى ممرض يكفي- حتى نطمئن لعودة القلب لمكانه.

ومازلنا مع "البرنس" وخطأ آخر عندما تتحول سيارة من طراز "كيا ريو" بعد تصليحها على يد السمكري العبقري رضوان البرنس إلى "هيونداي ألنترا".. ولا أخفيكم سرا أني تمنيت أن تتحول السيارة إلى طراز "مرسيدس" حتى يكون البرنس متفردا و "نمبروان" فعلا كما هي شهرته.

ودائما في اللامعقول، ومع السيارات أيضا وصفعة جديدة لكنها تصيبني بالراحة النفسية هذه المرة، وتتمثل في مشهد بمسلسل "النهاية" الذي تصدر الـ"ترندات" على مواقع التواصل الاجتماعي في غالبية أيام رمضان بعد عرض حلقاته ويظهر في المشهد البطل يوسف الشريف وهو واقف بجوار سيارة "بي إم دابليو" موديل 2014، رغم أن أحداث المسلسل تدور في المستقبل عام 2120.. أظن أنكم تكهنتم بسبب راحتي ومتعتي: موديل سيارتي المفضلة سيعيش لما يزيد عن الـ 100 عام.. بإذن الله!

قد يرى البعض أن ملاحظاتي حول المسلسلات سخيفة وأن تعليقاتي على النجوم "دمها تقيل" .. فالفنانون "طلع عينهم" خلال التصوير في ظروف كورونا الصعبة وربما لديهم حق في ذلك لأنه لم تتوفر لديهم الفرصة لإعادة بعض المشاهد التي تحوي تلك الأخطاء المذكورة، وأنه يجدر بي أن أرصد النقد البناء للموضوعات المطروحة في مسلسلات هذا العام وعما إذا كان هناك تحسن في المضمون مقارنة بالأعوام السابقة.

لا تستعجلوا.. لم يحن الإفراج بعدُ والمقال المقبل يحوى المزيد في انتظاراستكمال مشاهدة بقية الحلقات.
[email protected]
تابع موقع تحيا مصر علي