عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"تناقض صارخ" .. الشباب المصري حشود متدينة في رمضان .. وطوابير طويلة أمام محلات"الخمور" في العيد

المصريين امام محلات
المصريين امام محلات الخمور فى العيد

العادات والسلوكيات التي تحكم الشعوب، وتؤول إلى قيم دينية أو روحية أوثقافية، عادة ماتتمتع بنوع من "الاتساق" والتوازن الذي لايعرف "التناقض الصارخ"، والصفة الأخيرة هي سمة أساسية متزايدة في تكوين الشعب المصري.

اقرأ ايضاً: محلات "الخمور" تتحدى قرار الغلق وتفتح ابوابها امام"الخمورجية"

فهناك الشعب المتدين، المعروف بانصياعه إلى مجموعة من القيم الصارمة التي تتحرى الحلال وتبتعد عن الحرام، أو شعوب أخرى "منفتحة" تماما، لاتعرف حد أو سقف للتصرفات والسلوكيات التي لايحكمها الدين وإنما القانون، ولكن في مصر، تجد النموذج الأول مع بداية شهر رمضان، ثم النموذج الثاني الصارخ في "وقفة العيد"، حيث خليط بين شعب متدين يتحسر على غياب صلاة التراويح هذا العام، ويسارع إلى نشر الأدعية الدينية، وإلحاق عبارة "اللهم إني صائم" قبل أي تصرف أو سلوك خارج.

تحيا مصر يرصد الظاهرة:

ولا تكاد تمر أيام معدودة، حتى تجد " تحول جذري"، فالشعب الذي كان متدينا من ساعات، لاينطق إلا بالأذكار والأدعية التي ينشرها ليلا نهارا، ما أن يستطلع في الأفق قدوم العيد صباحا، حتى تجد طوابير تصطف أمام محلات بيع الكحوليات والخمور، بالحماس نفسه الذي يصطف فيه المصريين أمام المساجد في أوقات انعقاد الصلوات فيها بشكل طبيعي.

نحتاج إلى رموز في علم النفس والاجتماع والدين، لتفسير التأرجح الرهيب، والتنوع الغريب، و الشطحات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، التي يسايرها المصريين ذهابا وجيئه، وذلك للوقوف على هوية واضحة، هل هي مصر بلد الألف مأذنة، والتي يسكنها الأزهر الشريف كمنارة إسلامية رائدة، أم أنها بلاد الطوابير على محلات الكحوليات وارتكاب كافة الموبقات بمجرد انتهاء شعائر الصيام وانقضاء شهر رمضان.
تابع موقع تحيا مصر علي