عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

د عزالدين متولي يكتب: العمل التطوعي وبناء المجتمع

د عزالدين متولي عبدالمقصود
د عزالدين متولي عبدالمقصود

لقد قسم الله الأرزاق بين الناس ، وأنعمَ عليهم بما لا يستطيعون عدَّه من النعم ، وجعل بعضَهم أدنى حالاً، وأضعف شأناً ، فتمر بهم الأزماتُ وتعترضُهم النكباتُ في جوانب حياتهم من مال ومأكل ومسكن التي يحتاجون إليها، وهنيئًا لمن يمدُّ لهم يد العون بكلمة طيبةٍ ، أو مساعدةٍ عينيةٍ أو سبيل يعم خيرُهُ ونفعه كثيرًا من الناس، وهذا ما يعرف بالعمل التطوعي في الإسلام .

إن التطوع وفعلَ الخيراتِ ثقافة إنسانية إسلامية أصيلة، انتشرت وازدهرت وتطورت في كل أوقات دولة الإسلام وبلدانها عبر التاريخ الإسلامي، ولنعلم أن فعل الخيرات ومساعدة المجتمع تربى عليها الرعيل الأول من المؤمنين في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم،كما تربوا على صور وأنواع الخير كلها.

فلقد ربَّى رسولُنا صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على البذل والعطاء والتطوع، فكانوا جيلاً فريداً لم يظهر مثله في التاريخ، فبذلوا حياتهم وأموالهم وأوقاتهم وتطوعوا بكل ما يملكون ، ولعل التاريخَ يسطِّر بحروف من نورٍ تطوعَهم ، كيف لا وقد رأوا نبيَهم خير قدوةٍ وأسوة يدعوهم ويشجعهم على العطاء والتضحية والتطوع ، ويتسابق معهم على ذلك فاقتدوا به واهتدوا بهديه.

ولنلقِ نظرةً على بعضِ صورٍ من حياةِ الصحابةِ في العمل المجتمعي:

نبدأها بسيدنا "أبي بكر الصديق"-رضي الله عنه -
الذي قام بإنفاقِ جميعِ ما يملكُ ليس جزءاً من المال، بل المالُ كلُّه، في مواقفَ متعددةٍ في سبيل الله، بل وتقديم الجهد والعون والمساندة للفقراء والثكالى والأرامل، ويكفي قول عمر في حقه بنفسي أنت وبأهلي أنت، ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه.

وأيضاً كان سيدُنا عمرُ بن الخطابِ - رضي الله عنه - يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل،وقصة العجوز العمياء الذي كان يتعاهدها عمر رضي الله عنه خير شاهد.

وهذا هو عثمان بن عفان وتصرفه القوي الفريد ففي عهد الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حينما أصاب الناسَ جفافٌ وجوعٌ شديدان، حين قال للتجار بعتها لله ثم أخذ عثمان يوزع بضاعته فما بقي من فقراء المدينة واحد إلا أخذ ما يكفيه ويكفي أهله.
أيُّ تصرفٍ هذا !
أيُّ تجارةٍ هذه !
أيُّ تضحيةٍ هذه !
يا الله ما أحوجنا لوجود عثمان الآن،
ألم يشترى بئر رومة وحفرها وجعلها لله وهي وقف لعثمان حتى الآن؟!
قال تعالى (..وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا...)سورة المزمل20
تابع موقع تحيا مصر علي