عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

برلمان "الدواء المر" يواجه تحديات استثنائية غير مسبوقة في التاريخ.. جاء بعد ثورتين وعاصر الإرهاب وأزمات الاقتصاد.. ويختتم أعماله بمواجهة "وباء عالمي فتاك"

د.على عبدالعال رئيس
د.على عبدالعال رئيس مجلس النواب

عاصرت برلمانات سابقة أزمات بحجم الحروب الكبرى والكوارث والازمات الاقتصادية والسياسية، ولكن أن تعاصر كل تلك السياقات الصعبة في سنوات معدودة ضمن فصل تشريعي واحد، لهي مفارقة صادمة ومؤلمة في الوقت ذاته.

نواب البرلمان الحالي وفي المقدمة منهم الدكتور علي عبدالعال كان قدرهم المحتوم هو مواجهة ظروف صعبة عقب خروج البلاد من ثورتين، وصياغة مشهد سياسي واقتصادي جديد لبلاد منهكة تريد أن تقف مجددا على أرض صلبة.

لذا، واجهوا تحديات تشريعية ومهام رقابية وتكثيف للأعمال غير مسبوق، بخلاف سياسات وقرارات جرى صياغتها "لم يرض عنها المواطن"، إنما ثبتت فعاليتها فيما بعد، فالبرلمان الحالي كان بامتياز مجلس "الدواء المر".

تحيا مصر يرصد التحديات التى قابلت نواب البرلمان الحالى:

منذ يومهم الأول تحت القبة، وقد واجه النواب، اعتراضات من الشعب، ضغوط من الحكومة، صعوبات تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب، التزامات دستورية صارمة، أزمات اقتصادية مستحكمة، إلا أنه وفي عام تلو الآخر، تمكن من التغلب عليها جميعها، بفضل تواجد قائد صلب بحجم الرئيس عبدالفتاح السيسي يقود سفينة البلاد باقتدار.

وقد أبت الظروف والأقدار أن يغادر النواب مجلسهم الحالي، إلا وأمامهم واحد من أصعب الاختبارات على مر التاريخ الحديث كله، وباء عالمي مستشري، يهدم أقوى الأنظمة الصحية والسياسية والاجتماعية للدول العظمي، فالنواب اللذين واجهوا تحديات سياسية ودستورية واقتصادية جسيمة، بات أمامهم الآن تحدي هائل وغير مسبوق.

في برلمانات سابقة، كانت تمر شهور إن لم يكن سنوات طويلة، دون أن يكون هناك أزمة واحدة مثارة بحجم قضية واحدة يتصدى لها نواب البرلمان الحالي، لذا علينا تأمل المشهد بهدوء، وأن نقوم بعملية "تبادل للأماكن مع النواب الحاليين، وأن نضع أنفسنا مكانهم، لنرى أعباء ثقيلة بحجم الجبال تقع على عاتق المجلس ونوابه وأمانته العامة، واللذين يتفردوا بتحديات هائلة غير مسبوقة في التاريخ.

اقرأ ايضاً: البرلمان "عين على كورونا وأخرى على الموازنة".. النواب يقسمون تركيزهم بين الجهود الوقائية..وتوفير أقصى استفادة من الموازنة الأضخم في تاريخ البلاد

سهام النقد التي لايتوقف المواطن عن توجييها إلى النواب، عليها أن تخفت ولو قليلا، لتترك الفرصة لرجال يقومون بالدور التشريعي والرقابي والخدمي والعمل المحلي، يواجهون أعداء في الداخل، وكيانات كبرى شيطانية في الخارج، على الجميع أن يتمعن قليلا قبل أن يهاجم نواب يحاربون في كل اتجاه وجبهة، يحاولون أن يوفروا أبسط مقتضيات الخدمة الصحية للمواطن، ليس في زمن كورونا فقط، وإنما منذ اللحظة الأولى لدخولهم البرلمان، وللتذكرة، فقد كان استعمالهم لأخشن أداة رقابية، كادت أن تودي بمنصب وزاري، كانت ضد وزيرة الصحة الحالية هالة زايد بعد استجوابها برلمانيا.
تابع موقع تحيا مصر علي