عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"شرطة مصر".. دور تاريخي في مواجهة كورونا.. عزيمة الجبال تحمي المصريين بطول البلاد وعرضها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في أوقات اشتداد الأزمات الكبرى، لايمكنك الاعتماد إلا على الصفوة والنخبة من الرجال، القادرين بشكل عملي وليس تنظيري إنشائي، على القيام بأصعب المهام، على أكثر من جبهة، ببراعة واقتدار وفي هدوء تام دون انتظار شكر أو ثناء.

قلب الوطن الصلب يحميه رجال في القوات المسلحة، وآخرون في الشرطة المدنية، والطرف الاول الغني عن التعريف لايمكن تلخيص جهوده في سطور محدودة ولا حتى مؤلفات كاملة، وسبق أن أشرنا إلى دوره المحمود والإعجازي في تقارير عديدة سابقة.

في التقرير الحالي يسلط تحيا مصر الضوء على جهود "رجال الشرطة"، واللذين سبق لهم أن واجهوا أنواعا وأشكالا عديدة من "كورونا"، حال جردنا الفيروس من معناه الطبي المباشر، وسحبناه على "تحديات مزمنة"، وأوبئة قاتلة متوطنة، تتخذ شكل الإرهاب تارة، والجريمة والفوضى تارة، وحتى الوباء الصحي اللذين وقفوا في وجهه بدورهم المشهود.

اقرأ ايضاً: تفاصيل خطة الداخلية في السيطرة على كورونا بين المساجين بعد وفاة عامل بـ "طرة"

الوباء العالمي الحالي في مختلف دول العالم، لايقف في وجهه الأطباء فقط، صحيح أنهم يأتوا في الصف الأول، ولا يمكن إنكار مثقال ذرة من مجهود وتضحية يقومون بها، إلا أن هناك دور معاون للأطباء لن ينجحوا في مهمتهم من دونه، وهو دور الشرطي الذي يفرض الحظر والانضباط فيقلل الإصابات فيخفف عمل الطبيب ويساعده على تدارك الأمور ونجاح المهمة.

لم تتأخر قوات الشرطة عن تلبية النداء منذ اللحظة الأولى، سارعت إلى الإنتشار في طول البلاد وعرضها في ظروف مناخية شديدة البرودة تارة، وشديدة الحرارة تارة أخرى، ساعات طويلة من اليوم، دون كلل أو ملل، لايكتفون بالتمركز في مكانهم، وإنما ضبط المخالفين ونصب الكمائن ثم الإخلاء، والعودة مجددا، وهكذا الأسبوع تلو الأسبوع والشهر تلو الشهر.

"فيروس الإرهاب"، هو كورونا من نوع آخر، قاتل، يشهر سلاحه بوضوح، يراوغ من سيناء لقلب القاهرة أو في الصعيد، وكلنا رأينا البطولة الملحمية على الهواء مباشرة في عين شمس، حين يدفع رجال الشرطة بأنفسهم في مواجهة إرهاب لايأخذ هدنه وسط مشقات كورونا، ومايكون من رجال الشرطة إلا تلبية نداء الواجب على الجبهتين "الصحة والأمنية".

"فيروس الجريمة"، تخلف أوقات الأزمات والمحن كالتي يعيشها في العالم زيادة مضطردة في معدلات الجريمة، القتل والسرقات والمخدرات وغيرها من المهام التي تتطلب مجهود لايتوقف على مدار الساعة، فتجد رجال الشرطة في كمائن الحظر، وفي مطاردات مع الإرهابين، وملاحقات مع المزورين والقتلة وتجار المخدرات.

"فيروس الفوضى"، يحول رجال الشرطة أيضا دون شيوع الفوضى، يترصدون للحروب الجديدة في ثوبها الإلكتروني، يتعاملون مع كل مايمس المواطن من دعاوى خبيثة للفوضى وإثارة القلاقل، يتصدون لكل من يتصدر السوشيال ميديا أيضا بهدف إشاعة الفجور، يحافظون على الهوية والقيم ويمنعون وقوع الشباب فريسة إما للإرهاب أو الخلاعة.

لذلك وبتدقيق النظر في "الدور التاريخي" الذي يمارسه رجال الشرطة الآن، فستجد أن معاني الشكر على كثرتها، وآيات العرفان على اختلافها، لاتوفي حق الجهاز الوطني للشرطة المصرية.
تابع موقع تحيا مصر علي