عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"مشاجرات الصغار" في الشارع لا تكدر صفو الكبار.. تاريخ مصر والكويت أقوى رد على المهاترات

الرئيس السيسي وأمير
الرئيس السيسي وأمير الكويت

في أبسط البديهيات الشعبية من أمثلة حولنا طوال الوقت، لايجوز أبدا "للصغار" حال تشاجرهم أثناء اللعب في الشارع، أن يفسدوا علاقة بين "الكبار" خاصة لو كانت تربطهم علاقات متينة من القرابة والجوار، وهو تماما مايحدث بين مصر والكويت.

يخرج علينا بين الوقت والآخر، نماذج من دول خليجية أو غيرها، فجأة ودون مقدمات يقومون بالهجوم على مصر، وهم في العادة شخصيات يسوقها "الغضب الأعمى"، أو يتعلق بها خلفيات معينة نتيجة تفكك أسري أو أزمات نفسية وغيرها، تخلق منهم بشر غير أسوياء، يكيلون الهجوم والنقد دون مبرر واحد، وفي النهاية لايلقون من المصريين إلا الرد على الإساءة بكل حسنى، ووسط تلك الأجواء المشحونة "على مستوى ما"، يظل الجزء الأكبر على الإطلاق من العلاقة على المستويين الرسمي والشعبي "كأفضل مايكون".

لدينا الأمثلة العديدة، عن "زوبعة في فنجان" قد حدثت بين مصريين وكويتيين أو جزائريين او سودانيين، وغيرهم، ورغم مايبدو على مواقع التواصل من "حرب ضروس"، إلا أنه ومع أقرب موقف واقعي في الشارع، حال طلب منك أحد أصحاب تلك الجنسيات أي مساعدة أو مشورة في الشارع، تجد نفسك مهرولا لمساعدته ومعاونته، وهو الأمر ذاته مع أهل تلك البلاد التي عاملت المصريين بكرم في أغلب الاحيان، باستثناء حالات شاذة متعارف عليها طوال الوقت.

مايربط مصر والكويت على وجه الخصوص، لايمكن تلخيصة في موضوع أو عشرة مواضيع حتى، من أواصر وعلاقات تاريخية راسخة، من مساعدات مشتركة كان لها بالغ الأثر في عبور البلدين كبوات صعبة، فقد شارك أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح في حرب أكتوبر بثلث جيش بلاده لمواجهة العدو الصهيوني؛ إلى مصر فضلا عن القوات الحربية التي أرسلها إلى الجبهة السورية أيضًا.

ففي حرب أكتوبر أو ما يعرف بحرب رمضان شارك بها الجيش الكويتي بلواء اليرموك المتواجد في مصر ولواء الجهراء الذي تم إرساله للجهة السورية، وفي 15 أكتوبر 1973 توغلت القوات الإسرائيلية وبعدها اشتدد القصف الإسرائيلي وأغارات الطائرات الإسرائيلية على موقع القوات الكويتية المرابطة واستشهد 37 عسكري كويتي من ضمنهم الشهيد الرائد خالد الجيران والشهيد الملازم علي الفهد.

وعلى صعيد السلاح الاقتصادي، كانت الكويت من ضمن دول الخليج التي أيدت قرار الدول العربية واحتضنت الاجتماع الذي دعت إليه السعودية بعد العدوان الاسرائيلي في 5 يونيو 1976 وكانت أيضا من بين الدول التي قررت قطع إمدادات النفط عن الدول الغربية الداعمة لإسرائيل.

اقرأ ايضاً: بعد عودتهم .. العالقون بالكويت يشكرون السيسي لقضائهم العيد مع أسرهم

في المقابل يذكر التاريخ الموقف المصري المشرف في حرب تحرير الكويت، حيث كانت مصر في الصدارة من دول التحالف الدولى التى حررت دولة الكويت، وكان لها دور فعال فى عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها، وبرز دورها كقوة فى الشرق الأوسط، حيث شارك الجيش المصرى في السعودية بنحو 34 ألف مقاتل، فكان الموقف المصرى المناهض للاجتياح العراقى للكويت ومعه الموقف السعودى كانا من أهم العوامل التى ساهمت فى تكوين التحالف الدولى الذى تولى إخراج القوات العراقية من الكويت.

لذا وفي النهاية فلابد لنا ونحن نشاهد التراشقات العدائية من كويتين، امثال صفاء الهاشمي أو ريم الشمري وغيرهم، أن ندرك تماما أن كل ذلك ماهو إلا صراخ الصغاء في مشاجرات ساذجة عابرة كما يحدث بين الأطفال في الأزقة والشوارع، وأن الكبار سيظلوا كبارا، جيران وأقارب وأهل، يأبى الزمن إلا أن يزيد روابطهم قوة وصلابة.
تابع موقع تحيا مصر علي