عاجل
الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

محمد منير الباحث عن الحقيقة.. عاش وطنيا حراً ومات مخلصا لقيمه ومبادئه

الكاتب الصحفى محمد
الكاتب الصحفى محمد منير

بعدما قضى جل عمره يركض في بلاط صاحبة الجلالة، تعرض الوسط الصحفي كله لفاجعة رحيل الزميل محمد منير، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعمل الصحفي المثابر والمتميز الباحث عن الحقيقة، والمتسلح بالرأي الحر والقلم المهني الجرئ.

تحيا مصر وهو ينعي الراحل، يشهد له أنه كان من أكثر الصحفيين الذين ساهموا في إعلاء الكلمة، والبحث عن الحقائق ونشرها، والتمتع بمسؤولية مهنية منقطعة النظير، وأنه كما عاش مصريا حراً، فقد مات محافظاً على قيمه ومبادئه وفياً لزملاءه وأسرته.

الراحل لم يتخل أبدا طوال حياته عن قضايا الوطن وأحواله، والدفاع عن حقوق أبناءه، مستمرا في أداء رسالة مهنية انتصرت على الدوام لقضايا حقوق الإنسان والمهمشين، كما برع في تناول الأمور من منظور تحليلي تارة، وخبري تارة، لم تكن تملك معه إلا الإنصات والتعلم.

الصدمة الشديدة التي تعرض لها الوسط الصحفي، عقب الإعلان عن وفاة منير، مستحقة تماما، وهو صاحب البصمة المؤثرة في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية المرموقة التي عمل بها، وذلك عقب أيام قليلة من إخلاء سبيله بعدما تم احتجازه بسبب تصريحات تليفزيونية له مؤخرا.

حالة من الإجماع على أن صاحبة الجلالة، الصحافة المصرية قد فقدت أحد قاماتها، وأنها بوفاة منير قد ودعت أحد "شيوخ" العمل فى الصحافة، حيث كان الرحل أحد أبرز الكوادر الصحفية في مصر، وبمثابة معلم وملهم للكثير من الأجيال الجديدة، فكانت أكثر الكلمات ترديدا خلال الساعات الماضية: كنت دائمًا أستاذَا وأخًا وصديقًا عزيزاً.

الحالة التي ينعي بها كافة العاملين في الوسط الصحفي والإعلامي زميلهم الراحل محمد منير، ترسل بمجموعة من المعاني والدروس، والتي تليق بحجم وثقل الكاتب الصحفي الراحل، حيث حالة من الإجماع على مدى الكفاءة والنزاهة والتأثير الذي كان يتمتع به الراحل مع من حوله.

الإخلاص للمبادئ
"الكتابة ليست تهمة" هي جملة لطالما رددها الكاتب الراحل، وحرص على توضيح معانيها بشتى السبل، وبطريقة تظهر مدى حرصه وعشقه للمهنة التي يعمل بها، وأنه لطالما وجد فيها أداة ووسيلة للتغيير وتنوير العقول، والتعبير الحقيقي عن الآراء والأفكار، فكان منير أحد أكثر المعروفين بشدة حرصه على المبادئ وإخلاصه لأفكاره، والتي تتمحور كلها حول "الكرامة" أولا وأخيرا وقبل كل شئ.

وقد أخلص منير لمبادئه بشكل صارم جدا، لم يحد يوما عن قناعاته وأفكاره، ولم يخرج عن إطار الإجماع الصحفي حول القضايا الوطنية التي لطالما انشغل بها وعمل من أجلها، وذلك حتى اللحظات الأخيرة، التي كان يدفع فيها ثمن تعبيره عن رأيه دون قيد أو شرط أو تحسب لأية معطيات أخرى.

السيرة الطيبة
سيل التدوينات على الراحل، والتي تحمل طابع الحزن الشديد، تفيض بالحكايات التي تبين مدى حب الراحل للحياة، وكم المشاعر الذي كان يحتفظ به للزملاء والأصداق والعاملين من حوله، وأنه كان دائم التشجيع لهم، وإبداء المساندة وعدم البخل بأي نصيحة أو مشورة أو مساعدة.

منير ترك دفتر عزاء مكتظ بالمشاعر الحميمية التي أبداها العشرات من كبار قامات العمل الصحفي وصولا إلى صغار المحررين بحقه، من تأكيد على مدى النبل والرقي في المشاعر، والدعم والمساندة التي لاقوها على يديه، بخلاف كونه لم يكن معروفا عنه أبدا صنع العداوات أو الدخول في صدامات ومشاحنات مع زملاء مهنته.

حسن الختام
على مدار ساعات ماضية، لم تجد في حق الراحل إلا أعذب الكلمات، وأكثر الشهادات صدقا ونبلاً، أجمع الكل، على أن الطريقة التي أختتم بها الراحل حياته، دالة إلى حد كبير على مسيرته ومشواره الطيب، حيث لا إصرار ودفاع صلب عن الرأي والمعتقدات والتحليلات في السياق الجاري، إمكانيات مادية بسيطة لا تخرج عن حال الأغلبية من جموع الصحفيين، وانحيازات لم تعرف التبدل أو التحول.

كما أجمع الكثيرون على أنهم يحتسبون الراحل شهيدا، حيث دونوا: عزاؤنا الوحيد أننا نحتسبه عند الله شهيدًا مات إثر إصابته بوباء أفقدنا من الأحبة ما يكفي ليدمي قلوبنا.
تابع موقع تحيا مصر علي