عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رحيل "طبيب الغلابة".. رحلة ممتدة من العطاء والانحياز للفقراء "فيديو"

تحيا مصر

رفض ملايين الجنيهات، اختار طواعية العزوف عن الأضواء والشهرة، ليحط اليوم رحاله الأخير إلى جوار ربه، شخصية عظيمة اقترن أسمها بـ"الغلابة"، الدكتور محمد عبد الغفار مشالي، الذي حول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي إلى "دفتر عزاء" كبير.

عقب رحلة طويلة من التفاني في خدمة البسطاء، فارق الطبيب محمد مشالي الحياة، بعد تأدية مهام إنسانية جليلة وتأدية رسالته كاملة على أكمل وجه، للدرجة التي استحق بها لقبه "طبيب الغلابة"، والذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بنبأ وفاته، والذي أنهال بعده وابل من التعليقات والنقاشات عن مدى إنسانيته وهرولته لمساعدة الفقراء، وسط سيل من آيات الدعاء والرحمة للطبيب الراحل.

مشالي الذي لفت الأنظار إليه في العام الماضي، عق ظهوره في حفل تكريم له بملابس تبدو بسيطة، حيث اكتفى الراحل حينها بالتعليق في مداخلة هاتفية: هذه ملابس العمل، لا أحبذ المظاهر الكدابة، المهم الجوهر».

ورصد تحيا مصر، العديد من النقاشات والتعليقات التي تؤكد أن مشالي الذي غيبه الموت صباح اليوم الثلاثاء، شكل نموذجا استثنائيا، لطبيب متفاني في عمله، استمر لعقود طويلة بكشف لايتجاوز الجنيهات القليلة، والتي لاتزيد عن 5 جنيهات، وصلت مؤخرا إلى 10 جنيهات، فوسط الجدران العتيقة لعيادته والملامح البسيطة لحجرته، استمتع مشالي برحلته الطويلة المشرفة في خدمة الفقراء، وكثيرا ما كان يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.

توفى مشالي عن عمر يناهز (76 عاما)، كطبيب بشري تخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، حاملا رسالة سامية في التخفيف على البشر دون التربح والنهم للمال، تخرج من كلية الطب قصر العيني بالقاهرة عام1967، وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية
وكان طبيب الغلابة قد أحاطت به خلال الفترة الماضية عديد من الشائعات حول وفاته، حتى أعلن نجله وليد مشالي اليوم، عن وفاة والده، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة

وفي آخر المقابلات الصحفية معه، عقب اعتذاره عن قبول تبرع كبير، وتجهيز عيادة جديدة له في أشهر شوارع طنطا، وقبوله سماعة طبية قيمتها 80 جنيها، قال مشالى: أنا طبيب بشرى نشأت في بيئة متواضعة، وتخرجت من كلية طب القصر العيني في عام 1967، مؤكداً أنه وهب علمه ليكون طبيب الغلابة، حيث يدفع المريض مبلغا رمزيا لا يتجاوز الجنيهات، ليكون سببا في علاج ملايين المصريين الذين لا يقدرون على مصروفات الكشف والأدوية، كما أن والدي وهو على فراش الموت أوصاني خيراً بالفقراء، وبمرضى الفقراء.

اقرأ أيضًا..برنامج قلبي اطمأن ينعي وفاة الدكتور محمد مشالي "صورة"

وبكى طبيب الغلابة حين تذكر واقعة تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، قائلا:" جاء لي طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكي من الألم ويقول لوالدته اعطني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقي أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذي جعلني أهب علمي للكشف على الفقراء"، مؤكداً أن كشفه يبلغ 5 جنيهات وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.
تابع موقع تحيا مصر علي