عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب محمد فؤاد يكتب: علي بابا نائبا!

تحيا مصر

يمتلئ العالم بقصص المحتالين والنصابين أمثال فرانك أباجنال وفيكتور لوستج ومارك دريير، وفي تاريخنا العربي هناك الكثير أيضا وأبرزهم بالطبع «علي بابا»، وهؤلاء جميعا خلّفوا حكايات تُدرس حتى الآن في مجال الاحتيال والنصب وطرق التخفي والتهرب من المساءلة.

ولكن ما يجمع كل هؤلاء وغيرهم الكثير أنهم جميعا مذنبون و ربما لاحقتهم أجهزة الحكومة للقبض عليهم ومعاقبتهم، فقد نالوا جزاء ما ارتكبوا ولم تدم سبلهم للتهرب طويلا.

ولكن في وقتنا المعاصر قد نجد بعض الشخصيات قد مارست أنواعا شتى من النصب والاحتيال على المستوى الإقليمي والدولي أيضا، رفع ضدها عدد من القضايا محل النظر بتهم مخلة بالشرف من ناحية ومن أخرى عقوبتها مغلظة، ولكن ما يميزها عن باقي أمثالها على مرّ التاريخ أنها بحثت عن وسيلة تحمي بها نفسها من أي ملاحقة مهما كانت.

قصة قد يظنها البعض من وحي الخيال، ولكنّا في الواقع حدثًا حيًا نعيشه الآن، وأؤكد أن جميع الشخصيات والأحداث التي سوف أتناولها هي من وحي الحقيقة وأي تشابه بينها وبين الواقع ليس من الصدفة في شيء.

«علي بابا الجديد»، -اسم الشخصية- أنشأ شركة تجارية في دولة عربية بالشراكة مع مسئولين كبار في الدولة منهم مسئول امني رفيع بذات الدولة ثم حصل على قروض متعددة بما يوازي 70 مليون دولار-، وتوسع بشركته في دول عربية مجاورة.

و للتحايل على الجهات المقرضة، يشاع ان بطل الرواية قام بتزوير الإمضاءات الخاصة بالشركة والضامنين، مما استدعى رفع العديد من القضايا عليه من ٣ بنوك تتضمن تهما بخيانة الأمانة وتزوير وغيره.

وحينما شعر بأن أمره سوف يُكشف خاصة مع اكتشاف عمليات النصب التي مارسها، اتجه سريعا إلى تحويل أمواله والقروض التي حصل عليها من أموال البنوك و فر سريعا إلى مصر خوفا من أي أحكام قضائية من المؤكد أنها سوف تزج به خلف القضبان، وحتى هنا لا تحمل القصة أي حدث خارق يميز صاحبنا عن باقي المحتالين عبر التاريخ.

المفاجأة أن هذا الـ«علي بابا الجديد»، قرر الترشح في انتخابات مجلس الشيوخ حتى يضمن حصانة تعفيه أية مساءلة أو محاكمة دولية مترشحا في أحد المحافظات الكبيرة.

اللافت للنظر في هذا الشخص و السبب الرئيسي في البحث وراءه، هو البذخ الشديد التي تلاحظ في الدعاية الانتخابية الخاصة به، حيث لم يتجاوز إنفاقه الحد الأقصى للصرف على الدعاية الانتخابية فحسب بل الحد الأقصى للمعقول.

اقرأ ايضاً: النائب محمد فؤاد يكتب: كمامات وزير التموين

الموضوع مخيف حقيقة ان يصبح المجلس النيابي ملاذ من أحكام القضاء و أن يتخيل البعض ان بوسعه شراء ضمانات الحرية عن طريق الإنخراط في الحياة العامة و مرافقة المشاهير و تقديم نفسه كنموذج ناجح رغم خلفية مثيرة للشكوك.

القصة ربما إستدعت سؤال فلسفي أبدي طالما داعب خيال الكثيرين....هل يعد علي بابا لصا أم بطلا؟
تابع موقع تحيا مصر علي