عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أحمد حنتيش يكتب: هنا المزاريطة!

تحيا مصر

هنا أرض جبلية على أطراف حي البساتين استغلها الأهالى فى بناء حجرات صغيرة تسترهم من الفقر والحاجة وأطلقوا عليها اسم " المزاريطة"، معظم البيوت هنا من الطوب اللبن، بلا أسقف تحميهم من شمس الصيف الحارقة، أو برد الشتاء القارس، أقصى طموحهم أن يرتقوا إلى منطقة عشوائية، هنا لا يوجد أدنى مقومات الحياة، إنعدام تام للخدمات، وعدم الشعور بالأمان وحياة محفوفة بالمخاطر.

توقعت في البداية أن يكون الأهالي على دراية بمستقبل هذه المنطقة خاصة في ظل الخطة الطموحة للدولة لتطوير العشوئيات وإزالة المناطق غير الآمنة، تحدثت مع بعض الأهالي، وكانت المفاجأة أن لا أحد يعلم مصير المنطقة، تواصلت مع عدد من المسؤولين وراجعت خطة الدولة المعلنة لتطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة، فلا هي على خطة التطوير ولا مدرجة على قائمة الإزالة.

أظن أن الأمر كان يحتاج لتوضيح من رئيس حي البساتين لأهالي المنطقة، والذي انشغل بشكل كبير بالضواحي الراقية كزهراء المعادي والمعادي الجديدة على حساب منطقة البساتين والمناطق المحرومة حولها، ويظل الأمل معقود على تدخل سريع من السيد وزير الإسكان والسيد محافظ القاهرة الذين طالما تحدثوا عن الانتهاء قريبا من عملية تطوير العشوائيات، فمن غير المعقول أن يظل مصير المزاريطة غامضا.
الناس هنا في حاجة إلى أن تطمئن على مستقبلها، ومن حقهم أن يعرفوا إن كان هناك خطة لتطوير المنطقة، وكيف سيتم تعويضهم إذا تم إزالتها؟

اقرأ أيضًا.. طوله 421 متر بتكلفة 130 مليون جنيه.. الحكومة تنشر معلومات عن كوبري النصر العائم
المزاريطة مجرد نموذج لسوء التخطيط واستغلال الموارد الذي يعاني منه حي البساتين، مثله مثل معظم الأحياء الشعبية على مستوي الجمهورية، عجز مسؤليها عن تقديم حلول بسيطة وفعّالة لا ترهق ميزانية الدولة المرهقة أصلا.

هنا.. على أطراف البساتين مثلا مساحات أراضي يتم استغلالها مؤخرا لإنشاء مزيد من العمارات السكنية، ألم يكن من الأولى تخصيص تلك الأراضي لانشاء حَضانات مشاريع صغيرة ومتوسطة صديقة للبيئة، مدعومة بتخطيط جيد من الدولة طبقا لاحتياجات السوق، بتمويل من البنوك ومبادرة الرئيس والجهات المانحة لتشغيل الشباب بالمناطق المحرومة ودعم الصناعات المحلية !!.

إنقاذ المزاريطة وغيرها من المناطق المشابهة على مستوي الجمهورية، يبدأ فعليا بمكافحة الفقر، وتوحيد جهود الدولة والقطاع الخاص لخلق فرص عمل بدلا من مجرد رصد المبالغ للاعانات، ودعمهم وتأهيلهم للإنخراط في صناعات ومشاريع محلية، مع تحديد نسبة من التعينات في الوظائف الحكومية والمصانع للمؤهلين من أبناء هذه المناطق، وللحق الدولة لديها استراتيجة لمكافحة الفقر ينقصها تمتع المسؤولين المحليين إرادة التغيير وإرادة التنفيذ.
تابع موقع تحيا مصر علي