عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

المستشار محمد عبد المولى يكتب: حادث بيروت.. وسياسة الحقائق الغائبة!

تحيا مصر

اعتدت على الاستغراق في فهم الأحداث التاريخية الكبرى، خاصة تلك التي تعد محورًا رئيسيا في تغيير مجريات الأحداث على المستويين الدولي والإقليمي، وبناء وجهة نظر صحيحة يحتاج قدر كبير من المعلومات وإجابات حاضرة ودقيقة عن التساؤلات التي يطرحها الواقع، وقد جرت العادة أن الحصول على معلومات دقيقة حول أي حادث في محيطنا العربي يستغرق وقتا طويًلا وجهدا مضاعفا وبحثا دقيقا، لأسباب لا مجال للحديث عنها الآن، لذلك فإن إمكانية الحديث عن تحليلات والتنبؤ بمآلات للأزمة اللبنانية وتداعيات انفجار بيروت الذي وقع ظهر الاثنين على المنطقة ومحيطها الإقليمي، يعد درب من خيال.

ما حدث في بيروت مصاب جلل وكارثة إنسانية، ربما لا نملك اليوم سوى الحزن والغضب، لكن من الصعب الجزم بالنتائج، لأن الأحداث التاريخية الكبرى تشكل خارطة الدول وتقلب الموازين وتسمح بصعود تيارات واندثار أخرى، ويحضرني في ذلك التغير الفكري الذي حدث في العقلية المصرية بعد عام 2013 ورفض التيارات الإسلامية نهائيا بعد تجربة مريرة وفشل ذريع وبعد أن انكشف وجه جماعة الإخوان الإرهابية الحقيقي، وحقيقة أن مصر الدولة والعلم والشعب لم تكن عند الإخوان سوى ولاية في دولة خلافاتهم وأنهم تجار أيان وليسو دعاه بل خونة وعملاء لصالح كبيرهم أردوغان.

عندما اكشتف المصريون حقيقة الإخوان الغائبة خلف الشعارات الدينية تحول التعاطف معهم إلى ثورة شعبية مليونية أطاحت بهم وكشفت جرائمهم بحق الوطن، وكذلك فإن التجربة وحدها كاشفة للأقنعة والشعارات.

أعود للحادث التاريخي المزلزل في بيروت، الأمر شديد التعقيد والأطراف متشابكة والوقت عصيب ومصر ليست بعيدة عن الحدث وهذا قدرها في القلب الجغرافي والسياسي والدبلوماسي، ولا يخفى على أحد حجم التحديات التي تمر بها الدولة المصرية تتعلق بشكل مباشر بأمنها القومي، ومعظمها خارج حدودها، حدودنا في الشرق على بعد كليومترات من سوريا لبنان فلسطين الأردن دول الطوق مع إسرائيل وما يحيط بها من حزب الله، وفي الغرب تتأثر بالأحداث بشكل مباشر خاصة مع الحدودنا الليبية وجارتها تونس والمغرب، وفي الجنوب التحدي الأخطر الذي يتعلق بمياه النيل.

اقرأ أيضا: المستشار محمد عبد المولى يكتب: الشعب الليبي مصدر السلطات

ونحن نعيش وصت قوى دولية تتقاطع مصالحها في الشرق وتتفق في الغرب ولا تتوافق في الجنوب، المعادلة بطبيعة الأمر معقدة، وقدر مصر أن تكون في القلب من كل هذه الأحداث لذلك علينا أن ندرس ونحقق في حذر دون تخاذل وفي همة دون عجل.

الحقيقة أن محيطنا العربي يمر بأزمات مركبة مصر جزء لا ينفصل عنها، والموضوع يحتاج لعدة مقالات أردت أن أقدم لها من خلال السطور السابقة أتمنى أن تكون نافذة لنا للحوار والنقاش لعل في نقاشنا الهادئ واختلاف رؤيتنا، وعي ينير الطريق ويرشدنا إلى صواب الرآي ويجعلنا ندرك أن مصر في حاجه إلى تماسكنا ووحدة الصف وهذا سيكون موضوع المقال القادم شرحا وفهما لما لابد أن يكون من اتفاق محمود ومطلوب وتباين في وجهات النظر لا يشكل ضررا أو يحدث شرخا.


تابع موقع تحيا مصر علي