عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

نساء عربيات اقتحمن عالم السياسية.. نماذج رائدة من مصر والسعودية والإمارات

تحيا مصر

في الوقت الذي رأينا فيه ناشطات عربيات اقتحمن مجال العمل المجتمعي وحقوق المرأة والإنسان، نجد فى سياق متصل رائدات عربيات اقتحمن عالم السياسية، واستطاعن بطموحهن وإصرارهن أن تثبتن أنهما قادرات على الوقوف على خط النار، ومن هنا رأينا هذه النماذج الرائدة للمرأة العربية وعملها السياسي والبرلماني والوزاري والفكري.

على امتداد مسيرتها المهنية ، شكلت غادة والي علامة مميزة في مجال دخول المرأة ميدان السياسة و الأكاديمية، حصلت على بكلوريوس العلوم الإنسانية من جامعة كولورادو بأمريكا عام 1987 ، ثم على ماجستير في الآداب من نفس الجامعة عام 1990 ، وعلى دبلوم إدارة التنمية الدولية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1993 ، وأخيراً على دبلوم في التمويل متناهي الصغر بجامعة كولورادو عام 1996 .

وظفت غادة والي خبرتها توظيفاً مميزاً تشهد لها به خبرتها المتميزة في المجال الإجتماعي ، فتولت إدارة برنامج هيئة كير الدولية في مصر ثم عملت كمساعدة للممثل الإقليمي ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة ، ثم كخبيرة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، ثم تولت منصب أمين عام الصندوق الاجتماعي للتنمية من 2011-2014 ، حتى اختارها رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب كوزيرة للتضامن الاجتماعي ، والذي تضمن العديد من المناصب الفرعية الواقعة تحت إدارتها ، مثل :رئيس المجلس التنفيذي لوزراء الشئون الاجتماعية العرب بالجامعة العربية ، وكذلك أمين الصندوق العربي للعمل الاجتماعي ، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لبنك ناصر الاجتماعي ، ورئيس مجلس إدارة المركز القومي لمكافحة الإدمان ، وغيرها .

استمرت دكتورة غادة والي في منصبها في وزارة محلب ، ثم وزارة شريف اسماعيل ، ثم وزارة المهندس مصطفى مدبولي ، حتى اختيرت في فبراير 2020 لمنصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ومديير المنظمة الدولية ( UNDOC) التي يقع مقرها بفيينا .

ربما جاء تكريمها من قبل منظمة الصحة العالمية في 2011 كأفضل وزيرة غير متخصصة في الصحة لجهودها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنع العدوى وتحسين الصحة ، ومن قبل المركز الإعلامي العربي بالقاهرة في 2019 باعتبارها نموذجًا للنجاح والعطاء وتقديراً لجهودها وإحداثها نقلة نوعية في وزارة التضامن الاجتماعي ، كتعبير شامل يكفي لتخليد اسمها في ميدان العمل النسوي العربي الاجتماعي والوزاري ، فضلاً عن تعيينها في هذا المنصب الدولي الهام من بين ا لعديد من الترشيحات الدولية .

ومن الميدان الاجتماعي بمصر إلى شبه الجزيرة العربية لنجد نموذجاً سعودياً تميز في مجال التعليم والإدارة والتدريب والتنمية ، وهي الدكتورة نورة الفايز.

ولدت نورة في عام 1954 في شقراء بالسعودية ، ووالدها هو الشيخ عبد الله الفايز الناصري التميمي ، الباحث التاريخي والخبير بعلم أنساب القبائل في السعودية . نالت شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع عام 1978 من جامعة الملك سعود ، ثم سافرت للولايات المتحدة حيث نالت شهادة الماجستير في التربية من جامعة ولاية يوتا عام 1928 في تقنيات التعليم.

تولت نورة الفايز منصب المديرة العامة لمدارس البنات بالمملكة ، ثم أصبحت عام 2001 المديرة العامة للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة السعودي ، ثم جاء تعيينها بأمر ملكي في منصب نائبة وزير التعليم السعودي لشئون البنات عام 2009 ، ليكون بذلك أعلى منصب وزاري تصل إليه امرأة في السعودية ، وقد بقيت الدكتورة نورة في منصبها حتى عام 2015 .

وقد عبرت في كلمة وداعيّة عن السيدات السعوديات قائلة : " إن مصدر فخري ليس لأني أول امرأة سعودية في منصب نائب وزير ولكن لأن هذا التكليف دليل على ايمان قادة هذا الوطن بأهمية مشاركة المرأة في اتخاذ القرار ، وأن النساء في هذه البلاد المباركة شقائق للرجال ، وان مشوار مساهمة المرأة في التنمية يبدأ بتمكينها ".

حصلت نورة الفايز على الجائزة الأولى في مؤتمر "قمة المرأة العالمية الـ20" الذي عُقد في الصين عام 2010 عن توسيع نطاق عمل المرأة وفرص توظيفها. وإنني أتلهف لرؤية شابات السعودية وهن يتقلدن بجدهن وطموحهن مناصب قيادية يسرن فيها على نهج الدكتورة نورة وعملها الدءوب .

ومن النشاط الاجتماعي والتعليمي تنتقل بوصلتنا في هذا المقال إلى المجال البرلماني، وتحديداً إلى الدكتورة أمل القبيسي ، التي تعد أول إماراتية تنال مقعداً في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عبر انتخابات تشريعية ، فضلاًلا عن كونها المرأة الخليجية الأولى التي تصل لمنصب برلماني عبر صناديق الانتخاب في دول مجلس التعاون الخليجي.

نالت القبيسي شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1993، ثم حصلت على شهادة الدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في نفس المجال من بريطانيا عام 2000.

وبعد عودتها للإمارات عملت كعضو هيئة تدريس بكلية الهندسة بجامعة الإمارات لمدة 6 سنوات ، وركزت في تلك الفترة على الاهتمام بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية المهددة بالخطر والعمل على ترميمهاوتوثيقها. وتقدمت في أواخر 2006 للانتخابات المحلية التي جرت لأول مرة ، حيث نالت أول فوز نسائي في 16 ديسمبر 2006 ، وكان ذلك الفوز بمثابة إنجاز تاريخي للمرأة الإماراتية – بل والخليجية – في تلك المجتمعات المحافظة .

وفي يناير 2011 كانت أمل القبيسي أول امرأة تترأس المجلس الوطني الإماراتي ، في الوقت الذي مثلت فيه المرأة داخل البرلمان الإماراتي نسبة 22.5 % مما وضع الإمارات في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث نسبة تمثيل المرأة في البرلمان بعد ألمانيا.

وقد كرمتها جامعة الدول العربية والبرلمان العربي الانتقالي في مقر الجامعة بالقاهرة عام 2007 عن إنجازها السياسي المتميز كأول امرأة إماراتية تدخل البرلمان بالانتخاب ، كما حصلت على جائزة الشرق الأوسط للتميز للقيادات النسائية كأهم شخصية نسائية ذات إنجاز سياسي قيادي لعام 2007
تابع موقع تحيا مصر علي