القاهرة والخرطوم يؤكدان: المفاوضات هي السبيل الوحيد لحسم قضية سد النهضة .. وتشديدات على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم مع أديس أبابا

أعلن وزير الإعلام السوداني، فيصل محمد صالح، اليوم السبت، أن زيارة رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين وتنشيط أهليات التعاون الثنائي المشترك.
وقال صالح في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مدبولي بنظيره السوداني، عبد الله حمدوك: "تم عقد اجتماعات ثنائية لبحث المقترحات والمراجع التفصيلية للتعاون بين وزارات البلدين".
وأضاف: "جدد الدكتور مصطفى مدبولي التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوداني في التقدم والازدهار وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 المجيدة".
وأكد صالح استعداد السودان تعزيز العلاقات مع مصر والوصول بها إلى آفاق أوسع، مشيرًا إلى أن الجانبين أكدا التزامهما بتعزيز التبادل التجاري بينهما وتذليل العقبات التي تعترض انسياب الحركة التجارية بين البلدين.
كما تم استعراض التعاون في مجال الصحة بين البلدين.
وأعرب الجانب السوداني عن شكره وتقديره للجانب المصري على حسن التعاون الوثيق لاسيما المساعدات المصرية الأخيرة لمواجهة جائحة كورونا، كما تم الإتفاق على التعاون في مجال مكافحة الأمراض ومراجعة إطار عمل إرسال القوافل الطبية المصرية المتخصصة، ودعم بناء القدرات في السودان، وتعزيز استفادة السودان من مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لعلاج مليون افريقي من فيروس سي. وأعلن الجانب المصري عن استعداده للتنسيق مع الجانب السوداني للمساهمة في علاج مصابي ثورة ديسمبر المجيدة.
وإتفق الجانبان على دعم وتعزيز التعاون في مجال البحث العلمي والتقني والإبتكار بين البلدين، بجانب الموضوعات الأخرى ذات الإهتمام المشترك، كما تم الإتفاق على تبادل المنح الدراسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، بحيث يقدم السودان (100) منحة دراسية في جامعاته، كما تقدم مصر (200) منحة في جامعة الأزهر، والبدء في برامج للتأهيل الفني والتعليم التقني بين البلدين.
وفي مجال تأهيل الكوادر إتفق الجانبان على تدشين برامج تدريبية متخصصة للتاهيل المهني والفني للجانب السوداني بتمويل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بالإضافة إلى تجديد مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء السوداني والأمانة العامة لمجلس الوزراء المصري في مجال التنمية البشرية والتطوير الإداري.
وكذلك أهمية الاتفاق على آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات، وآلية للتنسيق بين الدول الثلاث بما يضمن سلامة تشغيل جميع المنشآت والمشاريع المائية التي تتاثر بالسد، هذا وأكد الجانبان على ضرورة عدم اتخاذ أى اجراءات أحادية قبل التوصل لاتفاق مُرض للأطراف الثلاثة.
وجدد الجانبان التزامهما بالمفاوضات باعتبارها السبيل الامثل لتحقيق مصالح شعوب المنطقة كما عبرا عن تطلعهما لنجاح المفاوضات الجارية تحت رعاية الاتحاد الافريقى.
كما جدد الوفد المصري حرص مصر وتأييدها لمطلب السودان العادل في سرعة إزالة اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتمكينه من الاندماج الكامل في الاقتصاد العالمي والاستفادة من دعم مؤسسات التمويل الدولية المختلفة.
وفي ختام الزيارة، وجه الدكتور مصطفى مدبولي الدعوة إلى شقيقه الدكتور عبد الله حمدوك لزيارة القاهرة للبناء على نتائج هذه الزيارة والنظر في سبل مناقشة المزيد من أطر التعاون الثنائي والقضايا الاستراتيجية بين البلدين، حيث رحب الدكتور عبد الله حمدوك بتلبية الدعوة في أقرب وقت ممكن.
ومن المقرر أن يلتقى معالي الدكتور مصطفي مدبولي، والوفد الوزاري المرافق له خلال الزيارة، بكل من فخامة السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وفخامة السيد الفريق اول محمد حمدان دقلو موسى، النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي حيث ينقل لهما الدكتور مصطفي مدبولي تحيات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.