عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رئيس برلمان "الدواء المر" في مواجهة التاريخ .. كيف تفوق عبدالعال على 49 من سابقيه..تحيا مصر يرصد 5 أسباب للنجاح المذهل

تحيا مصر

دخل رئيس البرلمان الحالي علي عبدالعال التاريخ من أوسع أبوابه، عقب نجاحه المبهر في إدارة دفة أحد أصعب البرلمانات التي مرت على الحياة النيابية المصرية، حيث أجاد فقيه دولة يونيو في تأدية أدوار استثنائية من أعلى منصة البرلمان، بما تمتع به من خبرة وسعة صدر.

تحيا مصر يرصد في هذا التقرير، الأسباب الرئيسية التي جعلت رئيس برلمان 2015، وبشهادة الخبراء والمراقبين على رأس أفضل رؤساء البرلمانات المتعاقبة منذ بداية الحياة البرلمانية على الإطلاق.

إقرأ أيضاً: تحيا مصر يقدم سلسلة تحليلات لأداء "فقيه دولة 30 يونيو".. علي عبدالعال "قائد كتيبة" البرلمان


قائد أوركسترا
من المعروف أن الفرقة الموسيقية تتآلف من آلات شديدة الاختلاف، من حيث الأدوار والمهام والأحجام والأشكال، لتكمن عبقرية قائد الأوركسترا في توحيد نغمة ساحرة تخرج من تلك الآلات المختلفة، دون شذوذ أو شطط، وهو ما أداه ببراعة منقطة النظير، رئيس البرلمان علي عبدالعال، مع مايقارب الـ 600 نائب، كأعلى نسبة تمثيل برلماني في التاريخ.

هذا الكم العددي الضخم، جاء لنواب أغلبهم حديثي الخبرة، لاتجمعهم خلفية حزبية واحدة، من بقاع شتى بطول البلاد وعرضها، لاتحركهم بوصلة واحدة قادرة على ضبط الأنفعالات، فكان هناك قائد لتلك المنظومة، استطاع سريعاً أن يضع الجميع ضمن قالب له شكل محدد، ويخرج منهم بأرقى أداء برلماني منضبط، وذلك بعدما راهن أعداء مصر على أن يكون البرلمان عشوائيا في أداءه، يطل على الناس يومياً بمشاجرات وفضائح، لاقوانين وتشريعات سندرك لاحقاً أنها غيرت وجه مصر.

معدلات الإنجاز
ثاني أهم السمات التي ميزت أداء رئيس البرلمان الـ50 في قائمة رؤساء البرلمان علي عبدالعال، حيث يتذكر الجميع أنه في الأيام الأولى من عمر المجلس، قد استطاع تحت قيادة عبدالعال من تمرير مايزيد على 400 قانون، ليواصل بعدها معدلات إنجاز تشريعية ورقابية قياسية وغير مسبوقة، فكان العام البرلماني الواحد في وجوده، بفصل تشريعي من 5 سنوات في برلمانات سابقة.

إقرأ أيضاً: دواعي ارتفاع حرارة المنصة البرلمانية..متى يكشر رئيس النواب عن أنيابيه..وقائع الغضب تظهر على وجه الدكتورعلى عبد العال

رئيس النواب الذي له حكمة واقتدار الشيوخ، يتمتع بقوة الشباب وحيويتهم، فكان يظل مداوما على ساعات طويلة من العمل البرلماني الشاق دون كلل أو ملل، ففي مرات كثيرة، كان يصعد إلى المنصة نهاراً ولا يغادرها إلا مع اشتداد ظلام الليل، ليأتي صباح اليوم التالي باكرا ليعيد الكرة، سنة تلو الأخرى، وهو ما استحق معه عبدالعال أن يكون صاحب معدلات إنجاز غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث، بين الـ 11 رئيس مجلس اللذين تولوا المسؤولية منذ إلغاء الملكية وقيام النظام الجمهوري عام 1953.

واجهة مشرفة
في الأيام التي سبقت انعقاد أولى جلسات البرلمان الحالي، كان أهم سؤال يثار قبلها يتمحور حول شخصية رئيس البرلمان الجديد، وأهمية أن يكون جامعاً لكم كبير من الصفات النوعية، كرجل دولة في الداخل وواجهة مشرفة في الخارج، وهي الشروط التي تحققت تماماً في شخص رئيس المجلس علي عبدالعال.

نجح عبدالعال في أن يكون خير سفير عن الدولة المصرية، فاستعاد مقعدها في البرلمان الإفريقي، بالعاصمة الجنوب أفريقية، جوهانسبرج، وألقى خطابا مشهودا في جلسته الافتتاحية، ومع مرور السنوات لم تخفت عزيمة عبدالعال وإدراكه لطبيعة دوره الخارجي، فحتى العام 2019، كان قد نظم جولات خارجية موسعة إلى بوروندي وتنزانيا وكينيا ورواندا.

إقرأ أيضاً: تحيا مصر يرصد كتالوج "عبدالعال" في تثبيت أركان الدولة على جناحي "التشريع والرقابة"

كما حرص عبدالعال على تعزيز العمل مع نواب مرموقين لخدمة هدف التقارب مع إفريقيا، وضمنهم النائب طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان، حيث استقبل في عهد رئيس البرلمان الحالي في دور انعقاد واحد، مايزيد على 29 سفيرا إفريقيا معتمدين بالقاهرة، وذلك ضمن مساعي البرلمان لمد جسور التواصل مع الأشقاء الأفارقة، والتأكيد على أهمية العلاقات المشتركة.

سياق شاق
في برلمانات سابقة، كانت تمر شهور إن لم يكن سنوات طويلة، دون أن يكون هناك أزمة واحدة مثارة بحجم قضية واحدة يتصدى لها نواب البرلمان الحالي، فقد كان رئيس النواب علي عبدالعال في مقدمة الصفوف التي تعاملت مع ملفات في غاية الحساسية والخطورة، حيث واجه عبدالعال قدره المحتوم في الاشتباك مع ظروف استثنائية صعبة عقب خروج البلاد من ثورتين، وصياغة مشهد سياسي واقتصادي جديد لبلاد منهكة تريد أن تقف مجددا على أرض صلبة.

لم يخش علي عبدالعال من لقب رئيس برلمان "الدواء المر"، حيث أدرك منذ البداية أن الشفاء وبث الروح مجددا في مقدرات البلاد لكي تنهض وتعود عملاقة كما كانت، لن يأت عبر الأمنيات والقرارات التي تنتمي لفئة المسكنات، وإنما عبر حزم متنوعة من القوانين والقرارات الواقعية والجريئة، والتي كان شاهداً على إقرارها طوال 5 سنوات.

إقرأ أيضاً: ثالث التقارير التحليلية لـ تحيا مصر حول أداء فقيه دولة 30 يونيو .. كيف شارك علي عبدالعال في رسم السياسة المصرية الخارجية

كفاءات نادرة
اعتماد رئيس النواب على أهل "الكفاءة" وليس "الثقة" ساهم في خلق حالة نجاح متواصلة استمرت طوال الخمس سنوات بوتيرة متصاعدة، فعبدالعال لايمكن أن يأتي في جملة واحدة مع "المحسوبية أو الترضيات"، والانحياز إلا لأصحاب القدرات الخاصة، ممن سيشكلوا رصيدا غنياً لأي موقع يقدموا فيه خدماتهم تحت مظلته.

ظهر ذلك جلياً في مختلف قرارات عبدالعال، فجنب نفسه الدخول في أية صراعات أو الانشغال بمعارك جانبية، وإنما العمل والمزيد من الإنجاز المستمر الذي لايتوقف، وكان أبرز دليل على ذلك اعتماده الأساسي على المستشار محمود فوزي، دينامو البرلمان المصري، منذ أن أكان مستشاراً قانونياً لعبدالعال، قبل أن يصبح الأمين العام للمجلس ككل، فكانت دورة العمل داخل البرلمان مقدسة تسير بدقة متناهية، في مختلف قطاعاته وأماناته، ليبرع رئيس النواب بعلمه، وحسن إدارته، في إنجاح أحد أصعب المجالس النيابية والبرلمانية في التاريخ.
تابع موقع تحيا مصر علي