عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"الرولز رويس" تطيح بأبوهشيمة من خانة "نائب الغلابة"

تحيا مصر

رجل الأعمال ينفصل عن حال من انتخبوه
المواطن يقارن بين تذكرة مترو بـ 10 جنيهات وسيارة بـ 10 ملايين



في فن تشكيل الصورة الذهنية للشخص السياسي والبرلماني، يعد ما أقدم عليه عضو مجلس الشيوخ أحمد أبوهشمية مؤخرا "خطأ" له تبعات سلبية، بعدما أنفق بالأرقام الرسمية المثبتة مايقارب الـ "10 ملايين" جنيه لهدية واحدة فاخرة، أهداها لزوجته الفنانة ياسمين صبري.

تحيا مصر يرصد تداعيات الخبر، والذي تصدره السياسي الشاب الدؤوب أحمد أبوهشيمة، والذي أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أنه لاجدال على الرصيد الهائل الذي يتمتع به أبوهشيمة في مناصرة الفقراء، والتكفل برفع كفاءة قرى كاملة، وتحسين معيشة آلاف المصريين، إلا أن خبر سيارة "الرولز رويس" هبط كالصاعقة على منصات السوشيال ميديا.

كسر الانطباع السائد
أبوهشيمة الذي بات بشكل رسمي نائب برلماني عن الشعب، في مجلس الشيوخ بعد نجاحه عن قطاع الصعيد في القائمة الوطنية من أجل مصر، خالف الأعراف المستقرة والثابتة في أذهان الجمهور وعموم المواطنين عن النائب البرلماني، الذي وإن كان ثرياً أو رجل للصناعة والتجارة، لايكون ممن "يتصدروا التريند" بأفخم المركبات والهدايا الماسية والرحلات لأوروبا والسيارات الفارهة، فالثابت والمستقر في أذهان المصريين عن النائب البرلماني أنه "ممثل الكادحين" والمعبر عن المهمشين والمدافع الأول عن مصالحهم.

لطالما عشق المصريون النواب اللذين يجدون فيهم "قواسم مشتركة" عديدة، يرتدون الجلباب، يتحدثون بالعامية البسيطة في أعقد الملفات البرلمانية، يعرفون أدق التفاصيل عن حياة المصريين ومواصلاتهم والشعبي من أكلهم وذوقهم، وتحفل الحياة النيابية بأيقونات مماثلة، وهو ماذهب أبوهشيمة بعيداً عنه تماماً بانتشار أخبار سيارة الرولز رويس التي تخطت رسوم الجمارك الخاصة بها 3 ملايين جنيها.

10 جنيهات للمترو و10 مليون للسيارة
ضمن الأسباب التي تسببت في حالة الجدل الشديد كما رصد تحيا مصر ، حول السيارة الأفخم في العالم المهداه للفنانة ياسمين صبري، أنها تزامنت مع حدثين شغلا المصريين وشكلوا ضغطاً عليهم، وهما "زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق، وقلة حجم رغيف الخبز"، فوجد المواطن الذي يشكو من الأمرين نفسه، وجهاً لوجه مع هدية خرافية سيارة تباع منها قطع فريدة للرؤساء والزعماء وأغنى أثرياء العالم.

وقد عبر المواطنون عن ذلك بحسهم الفكاهي المعتاد، الذي لم يخرج عن إبداء كامل الاحترام والتوقير لأبوهشيمة، وقيمته كرجل صناعة وسياسة وطني ومخلص، إلا أنهم أطلقوا وابلاً من العبارات الساخرة، والتي تقارن حالهم مع تذكرة المترو بـ 10 جنيهات، والهدية التي وصل ثمنها 10 ملايين.

إقرأ أيضاًَ:رصيد أحمد أبوهشيمة يبدد مخاوف "عودة رجال الأعمال" لممارسة العمل السياسي

المستقبل القريب
أبو هشيمة الذي يدخل البرلمان للمره الأولى، عليه أن يتوقع هجوم كاسح مماثل للذي جرى على مدار الساعات الماضية، فهذا المنصب له عند المصريين اعتبارات تاريخية استثنائية، فبخلاف أنه سيكون تحت الأضواء بصفة مستمرة، وأن المواطن المصري الذي يمارس كل ألاعيبه وحيله في تحليل السياسي والبرلماني كمنظر أكاديمي مخضرم، على جلسات المقاهي وفي المواصلات، لن يمر عليه مرور الكرام، أن يكون ممثله تحت القبة على هذه الدرجة غير المسبوقة من إظهار الثراء.

سيتفرغ جمهور السوشيال ميديا لكل كبيرة وصغيرة تصدر عن أبوهشيمة، الذي لم يعد رجل أعمال أو قيادي حزبي فقط، وإنما "عضو مجلس شيوخ" بالبرلمان، وستكون كافة تصرفاته محل ترقب وتناول ساخر وانتقاد لاذع أكثر من أي وقت مضى.
تابع موقع تحيا مصر علي