عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

كالحرث في البحر .. تحيا مصر يشرح أسباب الفشل المنتظر لدعوات محمد علي

تحيا مصر

ثوار الدولار في حالة انفصال عن الشارع
استقرار الدولة أغلى مايملك المصريون

دعوات مثيرة للريبة يطلقها بين الحين والآخر المقاول الهارب محمد علي، والذي سبق له وأن حاول تهييج الرأي العام في مصر، بالاعتماد على مجموعة من الأدوات المنهجية التي تستخدم حيل الإقناع والتأثير والخداع، عبر افتعال الحديث بطريقة شعبية، وتدعيم ذلك بالصوت والصورة.

فشل ذريع تعرض له محمد علي في السابق يسعى لتكراره حاليا، ويرصد تحيا مصر، الأسباب المؤكدة التي ستكون بمثابة مقدمات لفشل محقق ستلاقيها دعوات التحريض والتظاهر وإثارة القلاقل والإضطرابات، والتي دوما ماتنكسر أمام عبارة: كمل مشوارك.

غيبوبة وانفصال
محمد علي وفقاً لما ظهر عليه في فيديوهات سابقة تثبت مدى ثراءه، بخلاف مستوى معيشته حاليا في دول أوروبا، تثبت بما لايدع مجالاً للشك مدى انفصاله عن حال الشعب المصري، ويفضح "الغيبوبة" التي يرقد فيها الفنان الهارب، والذي يسعى لتحريك شعب، يسعى بأكمله لضمان استمرار حالة الاستقرار الثمينة مهما شابها من سلبيات قابلة للتحسن والتحول لإيجابيات بقليل من الوقت والمجهود.

محمد علي لايعرف نبض الشارع الحقيقي الذي أكتوى بنار الفوضى وعدم الاستقرار والتجريب في الأنظمة وتغيير الحكومات المتعاقبة، ليس متمتعاً بأدنى درجات الإدراك لطبيعة شارع بمختلف فئاته وأعماره وحالاته لايريد الإصطدام مجدداً بحائط المتأسلمين وجماعات الخراب والتشدد والتطرف، وليس لديه أي استعداد لمكابدة إضطرابات اقتصادية والدخول في أزمات عنيفة يدفع فاتورتها الباهظة منذ 2011 وحتى الآن.

قيمة الدولة
يمارس المقاول الهارب واحدة من الحيل الرخيصة التي تليق بدجال مبتدئ، حينما يزعم أن الأفراد والقيادات والعناصر القائمة على الحكم ليسوا هم الدولة، فلو لم تكن مؤسسات الرئاسة والحكومة والبرلمان والوزارات والمحليات والمحافظات والقائمين عليها هم الدولة، فمن يكون، ويريد علي أن يعصف بكل هؤلاء مبتسماً بثقة للمصريين أنه حينها فقط ستستقر الدولة وتسود الرفاهية وتحدث طفرة في الأحوال والأوضاع داخل مصر.

يعجز محمد علي أن يستوعب الحد الذي أصبح معه المصريون في حالة تمسك شديد بفكرة "الدولة" وأهمية وجودها، وقيمة "الإصلاح من الداخل"، فلو كانت هناك سلبيات فادحة، أو قرارات خاطئة، أو سياسات جانبها الصواب، فكلها أمور خاضعة للتصويب والتصحيح والمراجعة، وليس الهدم والحرق وزلزلة أركان الدولة وتغيير نظام الحكم فيها، وهي قناعة راسخة لدى كل المصريين، كضمان لفشل دعوات علي الساذجة.

دروس الجوار
فطنة المصريين ليست مسألة محل تندر أو استهلاك ومغازلة سياسية، وإنما هي واقع حقيقي، يشكل ركيزة أساسية في أوقات عديدة ضد أية دعوات للهدم، وحالة الوعي التي يتمتع بها المصري منذ فجر التاريخ، تمكنه من تلافي المخاطر بالفطرة، وتأسيسا على ذلك، فالمصري لايعيش منعزلاً عن محيطه، وإنما مدركاً كل مايدور حوله، يراقب انهيار الدول وتصدع الأنظمة من حوله، فيتشبث أكثر بعوامل استقراره.

ماحققته القيادة المصرية طوال السنوات الماضية، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي السبب الأول فيه، من نجاح في تثبيت دعائم الدولة، استكمال مؤسساتها، ترميم شروخ اقتصادها، استعادة قواها الأمنية وتطوير مقدراتها العسكرية، جعل المصريين في حالة فخر وتمسك شديد بما لديهم من رصيد هائل كافي لقيام واستقرار أي دولة في الحاضر والمستقبل.

سيناريوهات لبنان وليبيا والعراق وسوريا، كلها ماثلة في أذهان المصريين، دون أي تخويف أو استخدام للفزاعات، الواقع وحده كفيل بتعليم الدرس تلو الأخر، كل من يملك ذرة من عقل أو تأمل لما يدور في المحيط ودول الجوار، لايملك إلا أن يصفع محمد علي بقوة على وجهه كلما تحدث عن خطط التغيير ومحاولات التثوير والتهييج، وترديد: كمل مشوارك.

تابع موقع تحيا مصر علي