عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صاعقة جديدة تضرب لبنان.. حريق واسع يعمق جراح بيروت

تحيا مصر

ارتفاع أعمدة الدخان تعيد المشاهد المأسوية للأذهان

تتوالى النكبات على رأس لبنان واللبنانيين، فعقب مرور قرابة الشهر بالتمام والكمال على فاجعة الأنفجار الكارثي بمرفأ بيروت، استيقظ أهل المدينة الجريحة على حريق ضخم ومروع، ليضاعف آلامهم ويزيد من أوجاعهم مرة أخرى.

ارتفاع أعمدة الدخان في سماء المدينة اليوم، أعادت للأذهان مشاهد "يوم القيامة" بالنسبة إلى اللبنانيين، والذي عصف بحياة 190 شخصا ودمر مساحة شاسعة من بيروت بالقرب من المرفأ، وقد ونتج الانفجار عن كمية ضخمة من نتيرات الأمونيوم ظلت مخزنة في الميناء لسنوات.

فقدان الأمل
ورغم حالة التعاطف والتركيز العالمي مع المدينة المنكوبة، والذي أسفر عن حالة ضغط على ساسة لبنان، إلأ أن ذلك لم يغير من واقع الأمر على أرض الواقع شئ، ورغم سيل العهود والوعود الذي قطعه قادة لبنان على أنفسهم، والجولات المكوكية لرؤساء أجانب تصدرهم إيمانويل ماكرون، إلأ أنه لا جديد تحت شمس لبنان إلا لقطات رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد النيران في الميناء المدمر سلفاً.

شبح الخراب والدمار لايريد أن يفارق بيروت، وأصبحت المواد شديدة الاشتعال هي رفيقة درب اللبنانيين على مدار الأسابيع الماضية، وقد تزامن اتساع دوائر الحرائق اليوم مع فقدان "الأمل الأخير" في عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت ركام مبنى بيروت.

الحرائق التي تجددت اليوم، نزلت كالصاعقة على رؤوس اللبنانيين، واللذين يعانون في الأصل من فقدان الأمل في تحسن الأحوال على أرض بيروت، والتي شهدت تدمير ثلث مساحتها جراء الانفجار الهائل، والذي وقع تحديدا في الرابع من أغسطس الماضي.

كلاكيت ثالث مرة
ويعد الحريق اليوم، هو الثالث منذ بداية النكبات في بيروت مطلع أغسطس الماضي، حيث التهمت النيران إطارات سيارات كانت في السوق الحرة لمرفأ بيروت، فينما نفى الدفاع المدني اللبناني انتشار النيران، رُغم استمرار عملية إخماد الحريق، الذي اندلع منذ ساعات، وقال مدير عام الدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطار، إن أكثر من 16 مركبة، إضافة إلى سيارات تابعة لفرقة الإطفاء تعمل على إطفاء الحريق.

إقرأ أيضاً: "11 سبتمبر لبنان" .. مشاهد كابوسية في انفجار بيروت تعيد للأذهان كارثة نيويورك

وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إن مروحية تابعة لسلاح الجو اللبناني تشارك في جهود الإطفاء، وقال خطار للوكالة إن "مواد شديدة الاشتعال مثل المطاط والزيوت" موجودة في الميناء، مُضيفا أن هذا "يتطلب معالجة استثنائية للوضع من خلال زيادة مادة الرغوة في الماء".

وطلب الدفاع المدني اللبناني الدعم من محافظ بيروت وناشد "أصحاب خزانات المياه الخاصة في المنطقة بالتوجه إلى موقع الحريق لإعادة تحميل سيارات الإطفاء، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على ثبات المركبات وتجنبها. وإضاعة المزيد من الوقت".

لا نبضات تحت الأنقاض
وفيما يخص تداعيات الحادث القديم قال العديد من اللبنانيين إن انتهاء أعمال البحث في المبنى المدمر في مار مخايل أصابهم بانكسار كبير، وزاد من خيباتهم الكثيرة في البلد.

بينما شكر الآلاف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الفريق التشيلي الذي عمل بشكل استثنائي مستخدما كل الوسائل المتاحة للوصول إلى الناجي المحتمل تحت الركام.

"لا نبضات قلب تحت الركام".. خبر جعل البعض يقول أيضا إن "النبضات توقفت تحت وفوق الأرض منذ الرابع من اغسطس، فالبلاد بأسرها غارقة في الحزن والدمار وعدم القدرة على تصديق ما حصل في بيروت".
تابع موقع تحيا مصر علي