عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

معارك قادها تنظيم الإخوان ضد النظام السياسي في مصر وفشلوا فيها

تحيا مصر

كان الحدث الذي هزّ أرجاء القاهرة في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، مقتل محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر، على يد عبد المجيد أحمد حسن، طالب كلية الطب البيطري بعد قرار الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين سنة 1948، وقرارات أخرى منها دخول مصر حرب فلسطين، ليكون حُكم الإعدام في انتظاره.

حادث المنشية 

لم يكن هذا الحادث مجرد واقعة، بل كان ركيزة العداء الصريح والمُعلن بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة .. "حادث المنشية" شرارة أول معركة حقيقية قادها الإخوان ضد النظام، بعد إطلاق الرصاص في محاولة لإغتيال الرئيس الراحل عبد الناصر أثناء خُطبته الشهيرة في ميدان المنشية بالاسكندرية عام 1954، اتهم على إثرها النظام المصري جماعة الإخوان في تدبير الحادث للتخلص من الرئيس وقلب نظام الحُكم.

فشلت الجماعة في إحداث المُخطط الفوضوي الأول لهم، وتمت مُحاكمة عدد منهم وإعدام سيد قُطب ومعه 6 من أعضاء الحركة في 29 اغسطس 1966، بعدها حدثت عدة محاولات أخرى تمثلت في اغتيال "الذهبي" وزير الأوقاف وقتها على يد مؤسس جماعة التكفير والهجرة، وتم تنفيذ الإعدام على مؤسسها شُكري مصطفى و4 أخرون.


تنظيم الفنية العسكرية .. صالح سرية

انقلبت الأوساط التكفيرية والجهادية، بعد تنفيذ الأحكام، لتبدأ معركة أخرى.. انطلقت من قلب الفنية العسكرية، من خلال تكوين خلية داخل الكلية الفنية العسكرية، ضمّت 16 طالبا، وسُميت الخلية بـ "تنظيم الفنية العسكرية"، قرر الطالب صالح سرية تكوين الخلية داخل الكلية العسكرية والمُجازفة بالفعل، إذ كان يرى فيها موقع عسكري الأهم في تسهيل الإطاحة بنظام حُكم الرئيس السادات، وما به من دارسين جيدين لفنون الهندسة والتكنولوجيا المتطورة في العلوم العسكرية، ونجح بالفعل في تجنيد طلال الأنصاري، وكارم عزت حسن عبدالمجيد الأناضولي، الطالب النموذجي بالسنة الخامسة بالكلية، وضمه إلى تنظيمه، وتنصيبه أميرًا على خلية التنظيم داخل الكلية.

كان إعدام "سرية" الفلسطيني الأصل، الأشهر في السبعينيات، فهو المُخطط الأول لخروج الدبابات، صباح الخميس 18 أبريل 1974، لولا أن أبلغ أحد أعضاء التنظيم، الجهات المسؤولة بالتخطيط، التي استطاعت السيطرة على الموقف، بعدما أودي بحياة 17 وجُرح 65 شخص بريء من جنود الكلية، والقائمين على حراسة أبوابها.

صدر الحكم بإعدام صالح سرّية، وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري، وقرر السادات تخفيف الحكم الصادر على الأخير إلى المؤبد، نتيجة وساطة والده الشاعر السكندري عبد المنعم الأنصاري.

وإذا عاودنا إلى سبعينات القرن الماضي لنتوقف إلى صدام الحركات الشيوعية والاشتراكية مع النظام الساداتي وقتها قرر الرئيس منح مساحة للتيارات الإسلامية، بات القرار يتبلور في انتشار الجماعات في الجحور شيئًا فشىء، لم يُدرك السادات خطورتهم على حُكمه إلا بعد حرب 73 حيثُ معاهدة كامب ديفيد .. كامب ديفيد بداية النهاية، إذ تمكنت الجماعات الجهادية ولأول مرة من إختراق ثغرات بالجيش المصري، لينجح خالد الإسلامبولي في قتل السادات أثناء عرض الإحتفال بالذكرى السنوية لانتصارات أكتوبر. وبالفعل في عام 1982 حُكم على الاسلامبولي بالإعدام رميًا بالرصاص، ظنت الجماعات الإسلامية أنها انتصرت ربما للمرة الأولى في جولة جديدة من نظام آخر، لكنها كتبت نهايتها، حيثُ أوَت السجون أجسادهم خلال فترات حُكم مبارك.

اقرأ أيضا: محمد علي كومبارس الإخوان الفاشل على مسرح بلا جمهور .. أخرج مشهد النزول ضد السيسي ولم يحضر أحد

ثورية وهمية.. ومعارك متتالية

في فترة سياسية جديدة وصعبة على المصريين، بعد أحداث ثورة يناير 2011 حلت الجماعات الإسلامية بثوب سياسي جديد وبوجوه تختلف عن سابقيها لكنها بعقول تحمل نفس الفكر، لتركب موجة ثورية تتصدر من خلالها وطأة الحُكم.. وبعد عامين انتقاليين هم الأصعب في تاريخ مصر الحديث، انتزعت "الجماعة" كرسي الحكم، لتبدأ في غوغائية سياسية رفضها المصريين وساندهم الجيش.

تجرعت الجماعة كأسًا أذاقته للمصريين على مدار عقود نتيجة معاركهم التي أرادوا بها قلب انظمة الحُكم في مصر، فعُزل رئيسهم وأُغلقت مكاتبهم، وحبس مُرشدهم ومُعاونيه بعد أحداث فض رابعة، لتكون النهاية معاقبة قاداتهم بالإعدام شنقا لإدانتهم بتهمة التحريض على القتل وارتكاب أعمال العنف.



تابع موقع تحيا مصر علي