عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

المستشار محمد عبد المولى يكتب: كورونا بين الإغلاق والوقاية

تحيا مصر

لم يعد الخطر الوحيد الذي يمثله فيروس كورونا في أعداد الضحايا أو المصابين بقدر ما تحول الصراع في الوقت الحالي بين كورونا والاقتصاد الكلي للدول المهدد بالانهيار بسبب انتشار الفيروس، فضلا عن الخطر الذي يهدد أصحاب الأعمال بداية من رجال الأعمال والمستثمرين مرورا بأصحاب المهن الحرة وحتى عمال اليومية.

وفي إطار الحديث عن العودة إلى الإغلاق لتفادي خطر الفيروس، فإن التبعات المترتبة على هذا القرار ربما تكون أشد خطرا من فكرة المواجهة، لذلك فأننا وبلا شك في حرب ليس لنا فيها سلاح سوى الإجراءات الاحترازية وفي مقدمتها الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.

ونرى أن أزمة عدم التزام المصريين بالكمامات تتعلق بعاملين أساسين الأول؛ عدم الوعي والثاني؛ هو الظروف المادية وعدم القدرة على توفير الكمامة ذات المواصفات القياسية عند فئات كبيرة من المصريين، لذلك فإن الحكومة مطالبة بتكثيف حملات التوعية بضرورة ارتداء الكمامات والالتزام بالإجراءات الاحترازية من خلال كافة وسائل الإعلام وعبر منصات السوشيال ميديا وتشارك في ذلك مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرياضية والاجتماعية والثقافية، لخلق حالة من الوعي والحذر لدى المواطن وعدم تركه لحالة التراخي والاستهتار التي ستؤدي إلى كارثة.

المستشار محمد عبد المولى يكتب: خواطر حول الدعوة للمظاهرات

دور الحكومة الحقيقي هو خلق وعي لدى المواطن بضرورة ارتداء الكمامات والالتزام بإجراءات التباعد لحماية نفسه وعائلته وكل من حوله وتوفير منافذ لتوزيع الكمامات على غير القادرين وليس توقيع عقوبة 4 ألاف جنيه على من لا يرتدي الكمامة.
وعلى الحكومة أن تعلم أن توفير الكمامات الآن لا يقل شآنا عن توفير الذخيرة وقت الحروب، وشعار الكمامة لكل مواطن ليس رفاهية بل حق، لا تتركوا المواطن يختار بين شراء رغيف الخبز لأبنائه وشراء الكمامة، لا تجعلوا المواطن يكون حامل للعدوى بسبب السعي للرزق دون وقاية، والقادر يشتري كمامات، هذا هو دور الدولة من حق الشعب ان يجد الرعاية الحقيقة في حربه ضد الفيروس اللعين لأن قوت يومه في خطر.

الحكومة يجب أيضا أن تستغل كافة الصلاحيات التي يكفلها لها القانون في توجيه المصانع سواء الحكومية أو القطاع الخاص لإنتاج الكمامات ذات المعايير العالمية وتجبر الصيدليات ومنافذ التوزيع على توفيرها للمواطنين بالأسعار المناسبة للجميع، وتفرض رقابة كاملة على الأسواق لمنع الاحتكار أو رفع الأسعار، ويجب أن تعلم أن الجهد الذي ستبذله لتوفير كمامات للمواطنين أقل بكثير من الإمكانيات المطلوبة لتوفير العلاج أو الرعاية الصحية لهم، لذلك فإن الكمامة ستكفينا شر الإصابة وما يتبعها.
وعلى الحكومة أيضا أن توفر منافذ لتوزيع الكمامات بالمجان على غير القادرين من المواطنين، لأن الأمر لا يحتمل الاستهتار والوقت ليس في صالحنا، ويجب على الجميع أن يلتزم بدوره ويقف في مكانه في هذه الحرب، والمواطن يجب أن يعلم أن الإجراءات الت سيلتزم بها اليوم ستغنيه عن الوقوف في طابور الانتظار الطويل غدا لإجراء المسحات وتلقي العلاج، مع العلم أن أعتى الأنظمة الطبية في الدول الأوروبية فشلت في الصمود أمام الجائحة.

تابع موقع تحيا مصر علي