عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أحمد أبو صالح يكتب : السقوط فى بئر الشعب

تحيا مصر


"ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع" حكمة بليغة لا يدركها الجميع لذلك كان سقوط عدد كبير من أعضاء مجلس النواب المنتهية ولايته رغم أنها كانت نهاية متوقعة عند الشعب المصري إلا أن بعض النواب لم يكن يدرك ذلك، وهذا دليل دامغ على أنهم كانوا منعزلين عن الواقع ويعيشون فى أبراجهم العاجية، هذا الفشل الذريع الذى يلاحقهم وخروجهم من المشهد الانتخابى بالجولة الأولى وعدم دخولهم جولة الإعادة لم يكن محض صدفة ولكن كان نتيجة تراكمات من مواقف سلبية كثيرة تحت قبة البرلمان والموافقة على قوانين ألهبت ظهور المصريين ضاربين بمشاعرهم عرض الحائط، فانتظرهم الشعب فى الاستحقاق الانتخابى وأخرج لهم الكروت الحمراء وقام بطردهم خارج البرلمان.


الشعب المصري أثبت انه يصبر ويتحمل وعندما تأتى الفرصة لكى يقول كلمته يكشر عن أنيابة، ولولا القائمة الوطنية لكان العدد سيتضاعف ليدخلوا مقصلة الشعب التى لا ترحم من أذاقوهم فنون الغلاء بالموافقة على قوانين الحكومة حتى أطلق عليه البعض أنه مجلس "نواب بلا أنياب" وكان ممكن تنتهى ال 5 سنوات دون استجواب واحد لولا طلب رئيس الجمهورية على الهواء من مجلس النواب بتفعيل تلك الآلية المعطلة، مطالباً الحكومة بعدم الزعل من ذلك وهو ما استدعى رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته بخروج استجواب يتيم من الأدراج ليتم مناقشته


ويعد أول وآخر استجواب خلال جميع الفصول التشريعية، والموجه من النائب محمد الحسينى إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، بشأن تهالك مستشفى بولاق الدكرور العام، وضعف الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بنطاق الحي، الأمر الذي يتسبب في معاناتهم يومياً بحثًا عن المستشفيات والمراكز الطبية سواء كانت الحكومية أو الخاصة لتلقي العلاج، ولولا مناقشة هذا الاستجواب كان سيخرج هذا البرلمان بلا استجوابات ضد الحكومة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البرلمانات سواء بالدول المتقدمة أو حتى دول العالم الثالث .


كل هذا يأتي بالإضافة لإهمال هؤلاء النواب لدوائرهم الانتخابية وعدم تنفيذ وعودهم البراقة والهروب من مشاكل الناس، لدرجة أن أحدهم بعد نجاحه مباشرة أعلن أنه نائب تشريعي وليس نائب خدمات، مطالبا أهالي الدائرة بأنه لم ولن يلتفت لأى خدمات تخص المواطنين ولذلك سقط سقوطا ذريعا وخرج بفضيحة فى نتائج الانتخابات الحالية.

لكل ما سبق لا أعرف سر "المناحة" التى أطلقها بعض النواب الساقطين بأمر الشعب على صفحتهم الشخصية وكأنهم كانوا على قدر المسؤولية وعبروا عن الإرادة الحقيقية للشعب وكأنهم كان لهم دور بارز فى رفع المعاناة عن المصريين، والحقيقة أن الصندوق قال كلمته لكم عفواً لا نريدكم مرة أخرى تحت قبة البرلمان والذى يعد من أسوأ المجالس النيابية في تاريخ مصر من حيث الأداء .


أخيراً لكل قاعدة استثناء، قد يكون نائب أو أكثر تعرض لظلم أو حملة ممنهجة للتشويه أو خدماته لم تصل للمواطن وفشل فى تسويق نفسه فلم يحالفه التوفيق والنجاح، اقول له لا تحزن وخدمة الناس لا تحتاج حصانة ولا برلمان ولكن تحتاج فقط أن تكون إنسانا.

تابع موقع تحيا مصر علي