عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ثقوب في الكبد والأمعاء و"270 ألف جنيه" فاتورة عملية المرارة .. جرائم الدكتور عمرو السبكي استشاري الجراحة والمناظير .. وأهل الضحية يناشدون وزيرة الصحة بالتدخل لوقف الطبيب المتهم عن العمل

تحيا مصر

مأساة الإهمال الطبي، والإتجار بأرواح البشر لن تنتهي، فعلى الرغم من سعي المرضى للوصول لأكبر الاستشارين الجراحين، والأكثر ظهورًا على شاشات التلفاز، لإجراء عمليات جراحية آمنة، إلا أنهم يموتون على يد هؤلاء.

الدكتور عمرو السبكي أحد أكبر الجراحين في مصر، والأكثر تداولًا على الشاشات، عرض حياة الكثيرين للوفاة، وأودى بحياة المريض أحمد رجب عاشور في مستشفى رابعة العدواية التخصصي.

البداية

البداية كانت في أواخر شهر ستمبر الماضي استيقظ أحمد رجب عاشور، البالغ من العمر أربعين عامًا على نوبات ألم حادة في بطنه دفعته لذهاب لعدد من الأطباء نصحوا بإجراء عملية جدراحية لاستئصال المرارة، على الفور استخدم محركات البحث «جوجل»، لمعرفة أكبر الاستشارين الجراحين لإجراء العملية الجراحية، وتوصل لدكتور عمرو السبكي.

وفي يوم 15 أكتوبر ذهب أحمد لمستشفى رابعة العداوية، بعد توديع أبناؤه الثلاثة، ليقابل عمرو السبكي، ويجري له التحاليل الطبية اللزمة، ويطلب منه سداد مصاريف العملية قبل التجهيز لها، ثم الإقرار بالموافقة على إتمامها، بالمنظار، وبالفعل تمت العملية، إلا أن «السبكي»، قام بثقب في الأمعاء والمعدة وترك المريض 5 أيام لم يعلم عنه شيئًا، إلي أن تم إجراء 4 عمليات جراحية أودت بحياة أحمد رجب عاشور بعد 40 يومًا من تواجده بالمستشفى.

المفارقة أن إدارة المستشفى استخرجت التقرير الطبي، بأن المريض لديه اشتباه في كورونا وهو ما أدى للوفاة.

لم تكن تلك الواقعة الأولى الدكتور عمرو السبكي، ففي 2013، حررت المريضة شيماء محمد محمد محمودمحضر رقم (5220) ضد ذات الطبيب، بسبب نسيان مشبك في القناة المرارية للمريضة، إلا أن الطبيب لم يتم إقافه عن العمل، آنذاك.

زوجة الفقيد تروي التفاصيل

 مدام ألفت زوجة الفقيد أحمد رجب عاشور قالت لموقع تحيا مصر،  إن زوجها كان يخاف على نفسه جدًا، لذلك بحث كثيرًا إلي أن اختار واحد من المفترض أنه من أكبر الأطباء في مصر في مجال الجراحة والمناظير، وخاصة أنه دائم الظهور على شاشات التلفاز، لإجراء عملية المرارة بالمنظار.

وأوضحت :«في نفس اليوم المستشفى كشفت على صحة أحمد، تأكدنا أنه سليم ولم يعاني من أي أمراض، وكتب زوجي الإقرار بالموافقة على إجراء عميلة المرارة بالمنظار، وانتظرته خارج غرفة العملية»، مضيفة :«سألت الدكتور لحظة خروجه من العمليات أية الأخبار قالي تمام لكن العملية كانت صعبة جدًا، لأن كان عنده كمية التصاقات كبيرة».

وأشارت ألفت، إلي نقل أحمد إلي غرفة الإفاقة، وبعد إفاقته من البينج بساعتين لم يكن طبيعي، فبدأ بالقئ بسائل بني من فمه، اعتقدت أنها من أعراض العملية، وأبلغت الطبيب بذلك لكنه قال لي هذا الأمر حاجة طبيعية، حافظي فقط على مواعيد الأدوية، وبمجرد مرور الليلة الأولى بدأت تحاليل وإشاعات بالصبغة لمدة خمسة أيام، بعدها تحدثت إلى مساعدة الدكتور قالت لي بالنص :« ده استاذي وأنا مقدرش اتكلم» .

وتابعت:« بدأنا التواصل مع إدارة المستشفى، إلي أن حضر الدكتور وقال هنعمل عملية استكشاف بعد خامس يوم، وخرج من العملية مركب في جسمه كله درانق و خراطيم لتصريف الدم الزائد بجسمه، وقال لنا عمرو السبكي، أن ده بسبب تجمعات دموية و ارتشاح في الرئة، وقتها قلقت وفضلت أجري وأسال الناس كلها إلي أن فرد من التمريض قال لي الوضع مش مظبوط.

واختتمت:«حضر الدكتور عمرو وكان يظهر على وجهة علامات التوتر والقلق من نبرة صوته، وحركة إيده وهو بيكشف على زوجي، وقتها اكتشفت أنه عامل مصيبة كبيرة في بطنه، وقالنا بعد 6 أيام من العملية الثانية أن هناك ثقب في بطنه»، مستطردة، طلبنا تغير الدكتور وحضر مجموعة من الاستشارين وقاموا بعمل عمليتين وتم نقله للعناية المركزة.



أخو الفقيد : كتبوا في الإقرار الطبي أنه مريض كورونا 

فيما قال عاشور رجب الأخ الأكبر للفقيد، إن أحمد توجه على مستشفى رابعة العدوية، وجاء دكتور عمرو السبكي لفحصه، وطلب تحاليل وإشاعات لتأكد من صحة أحمد، ولكي يكون عنده بنوراما كاملة على حالة أخي تساعده في الاستئصال بسهولة

وتابع عاشور خلال حديثه لموقع تحيا مصر :« دخل أحمد العمليات يوم 15 أكتوبر لإجراء عملية بسيطة جدًا بالمنظار، وبعد خروجوا من العمليات كان يشعر بآلم خطيرة، وهو ما تطلب حقنه بمخدر لتخفيف الآلم»، لافتًا إلي أن جسمه بدأت يتغير، وبدء تظهر تورومات في أجزاء متفرقة من جسمه. 

تكلفة العملية 270 ألف جنيه 

وأضاف أخو الفقيد، أن الدكتور عمر بدأ يشك في شغله وطلب عملية ثانية لفك الالتصاقات، ورفض دخوله العمليات إلى أن حصل على ثمن العملية كاملة، مؤكدًا على أن العمليات التى أجراها أحمد تكلفت 270 ألف جنيه، وبالفعل دخل العمليات وأجرى الدكتور عمرو فتح طوله 40 سم، لكننا لاحظنا تسربات كثيرة جدًا من مكان الفتح، الأمر الذي تطلب تركيب خراطيم سحب الدم، وبعدها السائل أصبح سمكه أثقل والإفرازات أكثر، إضافة إلي أن درجات الحرارة ارتفعت إلي الـ40، ولون جلده يتغير للأحمر، ويدخل في موجات فقدان للوعي، وبعدها بدأوا يحقنوا بمخدر أكثر.


وتابع :« طلبت من إدارة المستشفى نقله الرعاية، والأطباء اكتشفوا أنه بدأ يدخل في مرحلة تسمم من الدرجة الأولى، هنا قرر عمر السبكى إجراء عملية ثانية دونت الرجوع ليناأو إطلاعنا على اللزم، بل العكس فقد تم تزوير إقرار وموافقة أحمد على إجراء العميلة وإضافة جملة تتيح له علمية فتح البطن. 

وأشار إلي أن المستشفى احضرت لنا استشاري أخر أسمه دكتور عاطف، وقام بإجراء عملية أخرى لعلاج ثقوب الأمعاء والكبد، بتعطيل الجزء الحيوي المتضمن الثقوب. 

ناشد محمد رجب أخو الفقيد، وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد  من خلال موقع تحيا مصر لتدخل، واتخاذ الإجراءات اللزمة ضد الدكتور عمرو السبكي، خاصة أن هذا الدكتور له سابقة في 2013، أثناء عمل عملية المرارة ترك " فوطة" داخل القناة المرارية لمريضة، مطالبًا بالقصاص لأخوه، الذي توفى نتيجة التقاعس الطبي في مستشفى رابعة العدوية. 

وأضاف: «أناشد كل فرد حضر واقعة أحمد من البداية أن يشهد بالحق، لأننا لا نريد سواء حماية المواطنين من أطباء «جزارة البني أدمين»، الذين يتنهاونون بأرواح البشر. 

وأوضح محمد رجب، أن بداية الإجراءات القانونية كانت يوم استخراج تصريح الدفن، عندما ذهبنا إلي مكتب الصحة قابلتنا دكتورة أطلعت على تقرير المستشفى الذي وضح أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية، والتعرض للأصابة بفيروس كورونا، مضيفًا :« الدكتور شكت في التقرير وقالت " أنا عايزة أشوف الجثة"، وبمجرد أن اطلعت على جثمان أخويا قالت بالحرف،« سبب الوفاة خطأ طبي ولازم الطبيب اللي عمل العملية يتوقف»، وعلى الفور أبلغت النيابة، وقمنا بتحرير محضر في القسم بالواقعة.

رد نقابة الأطباء 

الدكتور أسامة عبد الحي، أمين عام نقابة الأطباء، قال إننا في دولة قانون، والتصرف القانوني هو تقدم الأهالي بشكوى لنقابة، توضح الأهمال الواقع في حق المريض، وبدورنا كناحية فنية نتخذ الإجراءات اللزمة ضد الدكتور إذا كان مخطئ. 

وأوضح  الدكتور أسامة عبد الحي لموقع تحيا مصر أنه إذا كان مخطئ، يتم إيقافه كعقوبة تأديبة من شهر لسنة أو شطبه نهائيًا من النقابة.

تابع موقع تحيا مصر علي