عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

المرأة فى البرلمان.. تحيا مصر يرصد رحلة نضال المرأة للوصول إلى الرقم 148

تحيا مصر

لديها مايؤهلها لـممارسة الحياة النيابية، تتحدي كافة المعوقات بهدف إثبات ذاتها والعمل على خدمة بلادها، هى المرأة المصرية التى أثبت قدرتها فى كافة الأزمنة وأدارت الملفات التى اسندت إليها بحنكة كبيرة، فكان ينقصها الدخول إلى الحياة النيابية، وجاء دستور 1956 ليكون الشراراة التى أشعلت حماس المصريات وضمنت لهم الحق فى الإنتخاب، وعضوية مجلس الأمة.

يوم محفور فى ذاكرة المرأة المصرية، وهو يوم أن كفل لها الدستور لأول مرة فى تاريخ مصر الحق فى عضوية مجلس الأمة، ففى مارس عام 1956 صدر قانون رقم 73 لسنة 1956 الخاص بتنظيم ومباشرة الحقوق السياسية، فـ المادة الأولي نصت بأنه علي كل مصري ومصرية بلغ ثماني عشرة سنة ميلادية أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية كما نص على تخويل أفراد القوات المسلحة حق الانتخاب، وكذلك المقيمون في الخارج المقيدون بالقنصليات المصرية والمصريون الذين يعملون على السفن المصرية، وكانوا جميعاً محرومين في قانون الانتخاب القديم من هذا الحق.

أول سيدة فى البرلمان
بعد أن كفل الدستور حقهن فى خوض السباق الإنتخابي لمجلس النواب، لم يكن غريبا أن تبادر راوية عطية بترشح عضوية مجلس الأمة في الإنتخابات التي جرت عام 1957 عن محافظة القاهرة، فقد نجحت تلك السيدة المصرية بالحصول على 110807 صوت، لتصبح بذلك أول سيدة فى مصر والوطن العربي تنجح فى دخول البرلمان، كما نجحت أمينة شكرى، بعد معركتها عن قسم باب شرق بالإسكندرية.

رواية عطية هى كانت أول سيدة تطأ قدمها البرلمان المصري منذ قرون، فهى سيدة ترعرعت فى بيت سياسي حيث كان أبوها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية، وفي حرب أكتوبر سنة 1973 كانت راوية عطية رئيسة جمعية "أسر الشهداء والجنود" لذلك لقبت بأم المقاتلين الشهداء.

مواقف تحت القبة
مواقفها لا تقل عن مواقف زملائها الأعضاء تحت قبة البرلمان فهى من طالب وزير الشئون الاجتماعية تنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، وذلك لحل مشكلات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وقامت أيضا بعدما حصل العدوان الثلاثي على مصر بتدريب 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب.

تمثيل المرأة بنسبة 5%
بحلول عام 1962 زادت نسبة مشاركة المرأة الى 5%، أما فى الفترة من 1971 وحتى 1976 وصل عدد النائبات تحت قبة البرلمان إلى 9 نائبات وهن "ألفت كامل، ورزقة البلشى، وزهرة رجب، ود.ليلى تكلا، وكريمة العروسى، ومفيدة عبدالرحمن ونوال عامر، وفاطمة عنان، وفايدة كامل"،

وتقلص عدد السيدات في الفصل التشريعى الثانى في الفترة من 11 نوفمبر 1976 حتى 21 ابريل 1979 إلى 6 نائبات وهن "د.آمال عثمان، ورزقة البلشى، ود.ليلى تكلا، وكريمة العروسى، ونوال عامر وفايدة كامل".

اقرأ أيضًا: عليه عفريت.. رؤساء جلسوا على كرسى البرلمان والشيوخ لمدة أيام فقط

ونظرا لضآلة نسبة المرأة فى مجلس النواب تم تعديل قانون الانتخابات برقم 21 لسنة 1979 لتخصيص 30 مقعدا للنساء فقط، كحد ادنى، بواقع مقعد على الأقل لكل محافظة، الأمر الذى أحدث تططورا كبير حيث وصل عدد المرأة فى هذا البرلمان إلى 35 نائبة.

الكوتا
تم إلغاء الكوتة فى 1990، وذلك بصدور القرار رقم 201 لسنة 1990 والذي ألغى نظام الانتخابات بالقوائم الحزبية والأخذ بالنظام الفردي الأمرلا الذى أدي إلى إنخفاض نسبة المرأة بشكل كبيرة، ثم عاد العمل بنظام الكوتا مرة أخري عندما أقر مجلس الشعب المصري في 14 يونيو 2009، تعديلاً قانونياً يخصص للمرأة 64 مقعدا برلمانيا عُرف بقانون "الكوتا النسائية"، (اذ كان عدد السيدات في مجلس الشعب " 2005-2010" لا يتجاوز الـ9 عضوات منهن 4 منتخبات و5 معينات) اي مانسبته 2% من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 454 عضواً.

ولهذا السبب تم استحداث 32 دائرة انتخابية تتنافس فيها النساء فقط، وتعتبر كل محافظة من المحافظات الـ29 تمثل دائرة انتخابية، باستثناء 3 محافظات هي القاهرة والدقهلية وسوهاج، وذلك لكثافتها السكانية، حيث تقسم كل منها إلى دائرتين، وتنتخب مرشحتان عن كل دائرة، إحداهما على الأقل لابد وأن تكون من العمال والفلاحين.
كما وترك للنساء حرية الترشح في باقي الدوائر البالغ عددها 222 وذلك للتنافس على الـ 444 مقعداً عاماً لمجلس الشعب.

وكيل للبرلمان
فى أكتوبر عام 1998 كان هو أيضا تاريخ فارق فى الحياة السياسية للمرأة المصرية حيث تولت أول سيدة منصب وكيل مجلس النواب منذ إنشاء البرلمان وهى آمال عثمان والتى شغلت أيضا رئاسة اللجنة التشريعية فى برلمان 2005.

برلمان 2015
جاء برلمان 2015 ليأكد أن المرأة هى عمود الخيمة فى المجتمع المصري، حيث حصدت المرأة مايقرب من 56 مقعدا عبر القوائم الأربع والأهم 17 مقعد التي نالتها في معركة شرسة في الانتخاب على المقاعد الفردية فـ نالت 5 مقاعد بالمرحلة الأولى وأحرزت 12 مقعدا بالمرحلة الثانية كما الزم الدستور رئيس الجمهورية ان يكون نصف المعينين من رئيس الجمهورية من النساء حيث جاء قرار رئيس الجمهورية في ديسمبر 2015 بتعيين 14 سيدة.

برلمان 2021
أما برلمان 2021 فقد أثبت أن المرأة تعيش أبهى عصورها، ففى إحصائية نشرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن نسبة تمثيل المرأة في برلمان 2021 - 2026، هي الأعلى منذ عام 2000، بنسبة بلغت نحو 26 % .
وبحسب الإحصائية بلغ عدد السيدات الفائزات في انتخابات مجلس النواب الأخيرة 148 امرأة بنسبة بلغت ٢٦,٠٥٪ من إجمالي عدد أعضاء المجلس المنتخبين البالغ عددهم ٥٦٨، وهو العدد المرشح للزيادة بعد تحديد الأعضاء المعينين بالبرلمان الجديد و البالغ عددهم ٢٨ عضواً.
تابع موقع تحيا مصر علي