عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفت المزلاوي تكتب: مصر ليس لديها ما تخفيه أو يخيفها

تحيا مصر

قدر مصر أنه كلما تقدمت خطوة واحدة ملحوظة للأمام، تشتعل معها الجهود القصوى المنظمة للجهات المناوئة، لإفساد هذه الخطوة وإرباك مسيرة تقدمها، فمصر حين تقفز اقتصاديا يزعج ذلك من يراهن على حتمية انهيارها وفشل إداراتها، وحينما تحقق نموا واضحا فى معدلات التنمية تحاكى به دول وتشيد به مؤسسات، فإن ذلك يلحق الجنون بمن استثمر أمواله وتركيزه وعلا رهانه بسقوطها.

البيان المشترك لبعض دول مجلس حقوق الإنسان 

إن بينان مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة والموقع من 31 دولة تدين به مصر وتتهمها وتجعل الوصاية عليها، هي نفسها التى كانت من ضمن الدول التى وصلها قبل اسبوع واحد إشادة لجنة التنمية المستدامة بالهيئة الأممية ذاتها لإطلاق مصر برامج الحماية الاجتماعية ومبادرات تخفيف الأعباء عن المواطن وبلوغ حقوقه، أنه محير حقا أن تأتى إشادات تعقبها اتهامات من هيئة دوليه واحدة.

تحقيقات وزيارة مفاجئة لمصر من لجان تقصي الحقائق 

إن مزاعم الدول الموقعة على البيان بأن هناك 60 ألف معتقل خارج إطار القانون يدعونا للسخرية، فكيف حصلت تلك الدول وتأكدت من هذا الرقم الصعب؟ متى زارت لجان تقصي الحقائق لديها السجون المصرية وقامت بإحصاء دقيق يخضع لمعايير ويستخدم أدوات ويعمل بأصول وتنظمه قواعد!  لم تصلنا معلومة ولم نقرأ خبرا يفيد بحدوث ذلك، لم تتم زيارات ولا إحصاءات ولا مقابلات، ولا مطالعات لملفات مسجون مصري واحد وهل وجوده داخل محبسه قانونيا سليما يخضع لقوانين العقوبات وتم بإجراءات صحيحه، أم غير ذلك ؟، كما لم يحدث أيضا أن طالبت أى دولة بإجراء تحقيقات وتفتيشات وزيارات مفاجئة ورفضت مصر طلبها، فمصر قطعا ليس لديها ما تخفيه أو يخيفيها، والدولة المصرية تعمل بيقين لأجل المواطن وكرامته وحياته ومستقبله.

 

تطوير شامل لمنظومة الحياة المصرية 

الواقع أن ثمة مصدر واحد لهذه الأرقام المغلوطة، إنها جماعات الضغط المارقة مدعومة من كيانات ودول تضمر حقدا وكراهية تاريخية لمصر ومكانتها، وتمكنت فى غفلة من إعلامنا المصري وانشغال حكومته بتطوير شامل لمنظومة الحياة المصرية بمتابعة حسيسة دؤوبة من رئيس لا ينام ويعمل بثلاث رئات، تمكنوا من كسب تعاطف زائف، ودسوا سمًا لاذعا فى إعلام زائف واستخدموا أدوات أكثر وقعا على نفسية المخاطبين، فانتهوا إلى تضامن دولى محدود لقضاياهم الملفقة.

هل فعلت مصر مع رعاة التخريب ودعاة الهدم أكثر ما فعلته أمريكا وفرنسا وانجلترا وعدد من الدول التى تخفق على أوطانها الرايات الحقوقية الداعمة للانسان وحقوقه وكرامته؟ حين هاجم أنصار دونالد ترامب مبني "الكابيتول" الأمريكي اعتراضا على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أطلقت الإدارة الأمريكية على هؤلاء المقتحمين مصطلح "الإرهابيين المحليين" وتجري محاكمتهم الآن، ومعهم الرئيس السابق نفسه الذي تعطلت حساباته على شبكات التواصل وتم تحديد إقامته لحين الانتهاء من محاسبته! رأينا خراطيم المياه وتحرش قوات الشرطة لمحتجين فى فرنسا وإنجلترا وإسرائيل ودول أخري ! يحدث ذلك كله انتصارا لحقوق الأغلبية فى فرض إرادتها مهما خالفت الأقليات، لكن ذلك مسموح به فقط فى دول العالم "المتحضر" وهو نفسه ما "تدان" به مصر الآن!

إن ما يتم الإعلان عنه فى الأمم المتحدة من تقارير وملاحظات وإشارات مغلوطة بشأن مصر، يجب أن تبذل القاهرة جهودا لدحضه، يجب التصدي لعمليات العبث بالمسيرة المباركة النادرة التى تحدث الآن بمصر، فمن من حق الدولة المصرية أن تحافظ على استقرارها وتحارب أعدائها فى الداخل قبل الخارج، ومن واجب قائدها أن يحول دون محاولات الإفشال المتكررة، ويجب أن يجد ملف الانطباعات والقناعات وصورتنا الخارجية اهتمام بالغا من خبرائنا وكتابنا وألا نترك تلك الثعالب الماكرة حين يسبقون بخطوة فى كل مرة فيصلون ولا نصل ويؤثرون ولا نؤثر؛ يجب ألا نتركهم لإفساد التجربة الآنية السامقة وقد اقترب حصادها.  

تابع موقع تحيا مصر علي