عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: العنف وكورونا يعصفان بتونس!

تحيا مصر

فضيحة تحت قبة البرلمان التونسي، الذي تحول لحلبة ملاكمة ومصارعة حرة أمام أنظار العالم، في يوم واحد تعرضت النائبة عبير موسي، رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، إلى الاعتداء بالعنف الجسدي مرتين من طرف نائبي البرلمان عن كتلة الكرامة القريبة من إخوان النهضة.

لكمات قوية مباغتة على الرأس والكتفين ومن الخلف سدّدها النائب صحبي صمارة، ثم حاول ركلها لإسقاطها، تكرر الاعتداء عليها بعد ذلك لكماً وركلاً من النائب سيف الدين مخلوف المحامي، الذي سطع نجمه مع بداية المصادمات بين الدولة والإرهاب منذ 2011، حيث دافع عن عديد المتهمين في قضايا إرهابية ولعل أبرزهم الناطق الرسمي باسم أنصار الشريعة سيف الدين الرايس، ثم المتهمين في مدرسة الرقاب، وصولا إلى ظهوره مؤخرا في مطار قرطاج محاولا بالقوة تسفير فتاة للخارج مطلوبة للشهادة في قضية أمام العدالة.

وغاب عن البرلمان غليان الشارع نتيجة البطالة وزيادة الفقر وتردي الأحوال المعيشية والصحية مع انتشار فيروس كورونا في ضوء حكومة عاجزة عن اتخاذ القرارات التي تواكب تردي أحوال المواطنين، فيما تستفيد النهضة من حالة تفتت السلطة في تونس لترسيخ دولة الجماعة.

ويبدو أن الغنوشي قد وكّل أمر إخراس موسي لمخلوف وكتلته، فهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها أطراف من الكتلة على موسي بل العرض المستمر تحت قبة البرلمان، الذي تحول لحلبة صراع عنيف محتدم، بينما يموت المريض لأنه لا يجد سريرا في مستشفى ولا جهاز تنفس لإسعافه مع ذلك، لا حياة لمن يستغيث رغم نداءات إعلاميين وفنانين وشخصيات عامة بعد كارثة القيروان بضرورة تحرك مؤسسة الرئاسة، لدرجة المطالبة بالاحتجاج في الشارع وإعلان حالة العصيان المدني. 

أمام هذا العنف وهذه الفوضى أحجمت الدول والمنظمات عن تقديم العون والمساعدة في ظل انعدام الثقة في كافة الأطراف السياسية، وهكذا يبقى الوضع قابلًا للمزيد من التدهور في أي وقت دون توفر القدرة والإمكانيات على مجابهته، أما الإغلاق الكامل وحظر التجوال الآن الذي لجأت إليه الحكومة والسلطات الجهوية فهو الحل الوحيد لوقف الانتشار المرعب للعدوى وزيادة الضحايا في ظل عدم التمكن من توفير اللقاح إلا لنصف مليون مواطن فقط، لكن التداعيات السلبية للإغلاق، خاصة على عمال اليومية وضعاف الحال وأصحاب المشروعات الصغيرة والخدمية، فتنبىء بأن القادم أصعب.

عبير موسي وكتلتها رغم ضجر ويأس بعض الناس من أي عائد بالإيجاب عليهم من المواجهة مازالت مصرة على التصدي للنهضة لأنها يقظة تجاه استغلالها الوضع شديد التردي في تونس لمواصلة تمرير مصالحها الضيقة، وكانت الجلسة البرلمانية التي شهدت الاعتداء على موسي تتضمن مناقشة مشروع قانون بشأن اتفاق بين تونس وصندوق قطر للتنمية أحالته الحكومة للنواب للموافقة والاعتماد.

موسي طالبت بعدم التصويت على الاتفاقية مع الصندوق القطري لأنها "عقد إذعان لا يحترم السيادة الوطنية ومصلحة الاقتصاد التونسي، لذلك تم منع وتعطيل دخولها للقاعة أولا ولما لم ينجح ذلك تم تعنيفها وضربها ضربا مبرحا من مخلوف وزميله في ائتلاف الكرامة.

وكان العنف ضدها محاولة بائسة لتحويل الاهتمام عن أحداث هامة كاتفاقية الصندوق القطري وما كشفت عنه أيضا الندوة الصحفية لفريق الدفاع في قضية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

التطرف والإرهاب يترعرع ويتمدد في تونس تحت ستار ديمقراطية مزعومة، المستفيدون منها هم من يستعملونها مطية للتمكن من تنفيذ أجندتهم الخاصة و السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع. وتتفاقم نكبة تونس في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة زادتها جائحة كورونا عثرة على عثراتها مع تراكم فشل وراء فشل لإخوان النهضة الحاكمة واشتداد أزمتهم مع الرئيس محاولين تقليص دوره وتضخيم دور البرلمان. ولا أظنُّ أن الغليان الذي يعيشه الشعب التونسي يستمر مكتوما طويلا.. فهو شعب يحب الحياة ويتحدى الموت "ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر"!  

 [email protected]  

تابع موقع تحيا مصر علي