عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: السيد عبدالعال رئيس حزب التجمع.. «رجل لو تعلمون عظيم»

تحيا مصر

عقب نجاح ثورة 25 يناير تمكن الإخوان الإرهابيين وأشياعهم من السيطرة بحيلهم الشيطانية وبتجارتهم بالدين، تارة بالترهيب وتارة بالتهديد بحرق الوطن، وباستغلال احتياجات المواطنين أيضًا من السيطرة على الحياة السياسية المصرية، وتخيلوا أنهم اطبقوا على كامل المجتمع المصري وأصبحوا المتحكمين فيه، وقد زاد شعورهم هذا عندما تولى الخائن المخلوع محمد مرسي حكم البلاد، فأخذ هو وجماعته، يسعون للسيطرة على الوطن والتحكم فى كافة أوصاله، وصبغها بالصبغة الإخوانية، فيما عُرف بسياسة أخونة الدولة الوطنية المصرية، فأصدر فى نوفمبر 2012 إعلانه الطُّغْيَانِيّ – وليس الدستورى- والذى من خلاله حصن به قراراته الرئاسية، والاعتداء به بشكل صارخ على صلاحيات السلطة القضائية، فضلًا عن تشكيل لجنة إخوانية لكتابة دستور إخوانى محصنة.

تحيا مصر

السيد عبدالعال ودوره فى جبهة الإنقاذ

نتيجة لكل هذه الاجراءات الوقحة وأيضا وما قبلها من إجراءات قذرة، قامت بعض الأحزاب السياسية ‏والشخصيات السياسية بالسعى الحثيث للصد من تصرفات الجماعة، وقامت بتشكيل جبهة الإنقاذ والتي كان من بين أعضائها حزب التجمع ساعية ‏لأن يَسحب مرسي إعلانه الدستورى ويُشكل لجنة وطنية تقوم بإعداد دستور وطنى يَحظى برضا كافة التيارات السياسية المصرية.

شارك حزب التجمع فى جبهة الانقاذ، بقيادة المناضل السيد عبد العال - رئيس الحزب ولكن بتوجه ورأي مغاير لباقي التيارات والأحزاب والشخصيات السياسية، فقد مثل الرجل داخل الجبهة الجناح المتشدد الذي لايلين أبدًا لصالح الدولة الوطنية المصرية، فرفض بشكل قطعي لا يحتاج إلي تأويل مناقشة أي تنازلات أو موائمات يقودها البعض مع الإخوان الارهابيين تحت دعوى التهدئة أو لمصالح آنية أو فئوية علي حساب الوطن.

ووفقًا لاعتباره ابن مدرسة التيار اليساري، يعلم بإمتياز تاريخ الإخوان ودمويتهم وإنهم لا يجيدون إلا لغة الدم والإرهاب، وأنهم لا يعرفون التراجع أو تصحيح المسار، لأنهم يظنون أنفسهم لا يُخطئون وهذا من كبر أنفسهم.

السيد عبدالعال صاحب المواقف التاريخية

ولذلك عندما أعلن أعضاء جبهة الانقاذ خلال أحد اجتماعهم موافقتهم على الاكتفاء بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رفض عبد العال هذا العرض رفضًا قاطعا، بل وقد قال نصًا وبالحرف الواحد:« حزب التجمع ورئيسه وقياداته وأعضاؤه ذاهبون لميادين مصر لإسقاط مرسي وجماعته، فإما أن نُسقط مرسي وجماعته، وإما أن يكون مصير أعضاء حزب التجمع المشانق، وهذا أشرف وأكرم لهم، وسيؤازرنا الشعب ".

صح رهان الرجل على معدن الشعب المصري الأبي، وأصالة منبته، وعمق وطنيته، فخرج الشعب المصري بالملايين للإطاحة بمرسي وجماعته الإرهابية، وتكاتفت مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية مع الشعب الثائر من أجل كرامته، فأيدت مطالب الشعب السلمية، وقامت بتنفيذ مطالبه فى يوم 3 يوليو 2013 المجيد.

عقب ثورة 30 يوليو دخلت مصر مرحلة جديدة، من التحول السياسي القائم على الديمقراطية السياسية وتعددية الآراء وتقوية الأحزاب، مع بناء اقتصاد وطنى ينعم بثماره كافة أبناء الوطن، بالإضافة لمواجهة إرهاب الإخوان الشرس.

السيد عبدالعال ودور تنويرى وتثقيفى تاريخي

وهنا بزغ الدور التنويري الأصيل والتاريخي لحزب التجمع برئاسة السيد عبد العال، سواء من خلال دعم الدولة ومؤسساتها الوطنية، عبر المؤتمرات الجماهيرية والتواصل مع الأطياف المختلفة للشارع المصرى، أو من خلال نشر روح التثقيف والتوعية بممارسات البعض المشبوهة والتى تسعى لإعطاء قبلة الحياة للجماعة الارهابية والتصالح معها، أو من خلال الرؤية البرلمانيةً للحزب بمجلسي النواب والشيوخ، والتى يقودها الرجل عبر طرح إقتراحات وأفكار، لتطوير وتحديث البنية الاقتصادية في القطاعات الإنتاجية، والتى تهدف لبناء اقتصاد وطني يحقق التنمية الشاملة، والتصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية، عبرعملية إرادية من التحديث للخطاب الديني وتمكين الثقافة، التي تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المواطنين وتدعيم قيم الانتماء للمجتمع، وكذلك العمل على دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة، مع إزالة العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية لتحقيق هذا الهدف، وكذلك العمل على الترسيخ الشديد سواء لدى مؤسسات الدولة من خلال عمل الحزب فى الشارع، بأن الإرهاب هو ابن غير شرعي للاقتصاد الطفيلى الفاسد، وللخطاب الدينى الجامد والمتطرف، ولذلك لم يتردد الحزب فى نقد اى سياسات اقتصادية غير مدروسة تبنتها الحكومات المتعاقبة لثورة 30 يونيو، وذلك بهدف الحفاظ على حقوق المواطن فى حياة كريمة، فضلا عن تجفيف منابع الإرهاب الذي يستغل الخطاب الدينى الجامد والسياسات الاقتصادية الخاطئة فى جذب عناصر جديدة له.

في الذكرى الثامنة لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة أحببت كشاهد عيان أن أسجل شهادة للتاريخ فى حق رجل عظيم أختار أن يناضل مع الشعب المصري، حتى لو كان الثمن رأسه ورأس القريبين منه، على أن يتهادن مع الارهاب والاستبداد الإخوانى فى ظل نعيم الذل والهوان، واختار أيضا أن يقدم صورة واقعية للسياسي والمعارض النبيل، الذى يُعارض من داخل الوطن من أجل بنائه ومعالجة أى قصور داخلية به، وليست المعارضة الهدامة التى تطمح إلى بطولات زائفة حتى لو كانت على حساب الوطن، فالمعارضة فى فكر السيد عبد العال هى معارضة سياسات خاطئة وليس الهجوم والطعن فى الأشخاص وهدم المؤسسات الوطنية.

 

عمرو عزت حجاج  عضو مجلس الشيوخ  عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين 

تابع موقع تحيا مصر علي