عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

فرنسا تدخل على خط الأزمة الجزائرية المغربية لطي الخلافات وتنحيتها جانبا

تحيا مصر

دخلت فرنسا على خط الأزمة بين الجارتين والشقيقتين الجزائر والمغرب، من أجل طي صفحة الخلافات والتوترات، وعودة العلاقات مجددا إلى سابق عهدها، فقد دعت باريس الأربعاء، الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها المغرب، والرباط للعودة إلى منطق "الحوار" من أجل "الاستقرار" في منطقة المغرب العربي.

وقال مساعد الناطق بِاسم الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تبقى بالطبع متمسكة بتعميق العلاقات والحوار بين دول المنطقة، من أجل ترسيخ الاستقرار والازدهار فيها".

قطع العلاقات

وقرّرت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفته "الأعمال العدائية" للمملكة، في خطوة أسفت لها الرباط، معتبرة إياها "غير مبرّرة" بتاتاً وتستند إلى "مبرّرات زائفة".

وجاءت الخطوة الجزائرية بعد أقلّ من أسبوع من إعلان الجزائر إعادة النظر في صِلاتها المتوترة منذ عقود مع جارتها الغربية.

رمطان لعمامرة

وخلال مؤتمر صحافي تلا وزير الخارجية رمطان لعمامرة بياناً رسمياً "باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وباسم الحكومة الجزائرية"، أعلن فيه قرار قطع العلاقات.

وقال لعمامرة "قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من أمس (الثلاثاء)" لكنّ "قطع العلاقات الدبلوماسية لا يعني ان يتضرّر المواطنون الجزائريون والمغاربة. القنصليات تباشر عملها بصفة طبيعية".

وأضاف "نطمئن المواطنين الجزائريين في المغرب والمغاربة في الجزائر أنّ الوضع لن يؤثّر عليهم، قطع العلاقات يعني أنّ هناك خلافات عميقة بين البلدين لكنّها لا تمسّ الشعبين".

وما هي إلا ساعات حتى أعرب المغرب عن "أسفه لهذا القرار غير المبرّر تماماً".

الخارجية المغربية في بيان

وقالت الخارجية المغربية في بيان، إنّ هذا القرار كان "متوقّعاً بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها".

وأضاف البيان المقتضب "ستظلّ المملكة المغربية شريكاً موثوقاً ومخلصاً للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسئولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبنّاءة.

الملك محمد السادس

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب نهاية يوليو إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سوياً، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجددا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

وبعد ذلك بأيام عرض المغرب مساعدة الجزائر لإطفاء الحرائق التي أتت على عدة غابات في البلد مخلّفة عشرات القتلى"، لكنّ العرض المغربي ظلّ دون أي ردّ من الجانب الجزائري.

الأسباب التي أدّت إلى هذا

وفي معرض تقديمه الأسباب التي أدّت الى هذا قرار قطع العلاقات قال وزير الخارجية الجزائري "لقد ثبت تاريخياً، وبكل موضوعية، أنّ المملكة المغربية لم تتوقف يوماً عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر" في 1962، سارداً الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسّس الأخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.

وذكر أنّ هذا "العداء الموثّق بطبيعته الممنهجة والمبيتة، تعود بداياته إلى الحرب العدوانية المفتوحة عام 1963 التي شنّتها القوات المسلحة الملكية المغربية ضد الجزائر الحديثة الاستقلال، هذه الحرب التي عرفت استعمال المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة وفتّاكة خلّفت ما لا يقل عن 850 شهيداً جزائريا".

تابع موقع تحيا مصر علي