عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

في زيارة هي الأولى منذ عشر سنوات بينيت يلتقي السيسي بشرم الشيخ لمناقشة الملفات الإقليمية والدولية

تحيا مصر

كانت آخر زيارة رسمية سابقة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر تلك التي قام بها بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011 في شرم الشيخ قبيل الثورة التي أطاحت بمبارك من السلطة.

وكان الوزير عباس كامل قد زار إسرائيل أغسطس الماضي، ووجه دعوة رسمية من الرئيس السيسي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لزيارة مصر بشكل رسمي.

وقالت الرئاسة المصرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت سيلتقي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الإثنين بشرم الشيخ، لإجراء محادثات من المتوقع أن تتناول العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية والقضايا الثنائية، وذلك في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي لمصر منذ عشر سنوات.

بينيت

وتلقى بينيت وهو رئيس حزب يميني تولى السلطة في يونيو حزيران دعوة من السيسي الشهر الماضي، ومن المقرر أن يلتقيا في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر على الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء.

وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن من المتوقع أن تتناول المناقشات سبل وجهود إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إضافة إلى العلاقات الثنائية والشئون الإقليمية.

وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014 ويقول محللون إن احتمالات استئنافها ضئيلة للغاية، وبينيت قومي يترأس ائتلافا يضم العديد من الأطياف السياسية في بلاده ويعارض قيام دولة فلسطينية.

وقالت مصادر دبلوماسية وأمنية إن الوضع في قطاع غزة سيمثل أحد محاور المحادثات التي ستجرى اليوم الإثنين، وكانت مصر قد ساعدت في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع بعد قتال دام 11 يوما في مايو أيار.

وشكل تصاعد العنف عبر الحدود منذ أواخر أغسطس آب، اختبارًا للتهدئة الهشة، وعلى مدى الأسبوع المنصرم، أطلقت فصائل فلسطينية صواريخ صوب إسرائيل لثلاث ليال متتالية وردت إسرائيل بضربات جوية.

وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أيضا أن يناقش بينيت والسيسي ملفات إقليمية تشمل نفوذ إيران في الشرق الأوسط والأزمة في لبنان.

ومصر هي أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل وذلك في عام 1979 لكن العلاقات ظلت فاترة ومقتصرة على التعاون الأمني وصلات اقتصادية محدودة.

وأعاد توسط مصر في التهدئة في غزة التأكيد مجددا على أهمية دورها الدبلوماسي في المنطقة بعد توقيع أربع دول عربية أخرى اتفاقات تطبيع مع إسرائيل العام الماضي.

على جانب آخر وفي ذات المنوال ولليوم الثالث على التوالي شنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، غارات جوية على غزة، في وقت أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق قذيفتين من القطاع.

 

تحيا مصروذكرت مصادر فلسطينية أن غارات إسرائيل استهدفت خمسة مواقع تدريب تتبع فصائل فلسطينية في جنوب وشمال قطاع غزة، وخلفت أضراراً مادية دون وقوع إصابات.

 

شهود عيان

ووفق شهود عيان فإنّ كل المواقع المستهدفة تابعة لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجماته استهدفت أربعة مواقع عسكرية استخدمت كمجمعات تدريب رئيسية، بالإضافة إلى مستودعات لتخزين وإنتاج وسائل قتالية وأنفاق أرضية.

 

وذكر الجيش أن الغارات جاءت رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين بشكل منفصل من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، تم اعتراضهما من منظومة «القبة الحديدية».وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن عدة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة أثناء ركضهم إلى الأماكن المحصنة، أو بحالة من الهلع في بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة خلال إطلاق صفارات الإنذار.

 

اتفاق التهدئة

وكانت إسرائيل و«حماس» توصلتا بوساطة مصر وأطراف آخرين، إلى اتفاق تهدئة بعد أعنف مواجهة عسكرية في مايو (أيار) الماضي. لكن التهدئة بقيت هشة، وتم خرقها مراراً.

 

توتر في الأراضي الفلسطينية

وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ أيام توتراً عقب هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن «جلبوع» الإسرائيلي، فجر الإثنين الماضي، فيما أعادت إسرائيل اعتقال أربعة منهم على دفعتين.

أهمية الدور المصري

 

وأدت القاهرة دورا حيويا في أيار/مايو عندما نجحت في التوسط لوقف إطلاق النار العنيف الذي استمر لمدة 11 يوما بين إسرائيل وحماس ونتجت عنه أضرار بالغة بقطاع غزة المحاصر.

 

وللتذكير، تأتي محادثات السيسي وبينت فيما ذكّر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، بأهمية الدور المصري في معرض طرحه خطة لتنمية غزة تستهدف تحسين حياة المواطنين في القطاع مقابل أمن إسرائيل.

تحيا مصر

وقال لابيد: "لن يحدث ذلك بدون دعم وانخراط شركائنا المصريين، وبدون قدرتهم على التحدث مع جميع الأطراف المعنيين".

 

ومنذ عام 1979، ترتبط مصر باتفاق سلام مع إسرائيل وغالبا ما تقوم بوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

وعلى الرغم من دعم القاهرة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلا أنها تعمل دائما على التقريب بين الفصائل الفلسطينية باستضافتها جولات حوار بين حركتي حماس وفتح.

 

وقبل عشرة أيام، استقبل السيسي نظيريه الفلسطيني والأردني لبحث تطور الأوضاع في القدس.

 

وأضاف أن الزيارة تأتي أيضا في إطار "خطط مصر لإحياء المحادثات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

سيناء والغاز الطبيعي

تتعاون مصر مع إسرائيل في المجال الأمني وفي مجال الطاقة.

 

ففي 2019، قال السيسي خلال مقابلة في برنامج "60 دقيقة" الأمريكي، إن الجيش المصري يعمل بالتنسيق مع إسرائيل ضد "الإرهابيين" في سيناء شمال شرق البلاد، واصفا هذا التعاون بأنه "الأقرب" على الإطلاق بين البلدين.

 

وتقوم القوات المصرية منذ شباط/فبراير 2018 بحملة واسعة ضد مجموعات مسلحة ومتطرفة في المنطقة، وفي مناطق أخرى من البلاد.

 

ووصل حد التطور في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى قيام مصر العام الماضي باستيراد الغاز الطبيعي، لأول مرة، من إسرائيل لإعادة تسييله وتصديره إلى أوروبا، بموجب اتفاق لمدة 15عامًا بقيمة 15 مليار دولار.

 

وسبق أن اشترت إسرائيل الغاز من مصر لكن الأنابيب البرية استُهدفت مرارا بهجمات نفذتها جماعات متطرفة في سيناء في 2011 و2012.

تابع موقع تحيا مصر علي