عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: الفرعون القدوة! 

تحيا مصر

كنت في سوق شعبية في قلب مدينة الشروق ولاحظت أن غالبية المحلات التي تبيع الخضر والفاكهة واللحوم ولوازم البيت أصحابها من النساء يصحبن معهن أبناءهن وأحفادهن من الأطفال الصغار ما قبل سن الدراسة، وحتى الأبناء الذين يذهبون إلى مدارس مجاورة يعودون لأمهاتهن في السوق لقضاء باقي ساعات اليوم تحت أعينهن.

تحيا مصر

تحدثت مع الأطفال الذين يلعبون ألعابنا القديمة التي قد لا يعرفها الكثيرون اليوم من جيل الآيباد والموبايل مثل الاستغماية والقطة العمياء والمساكة وشد الحبل. وسألت أحدهم سؤالا خطر ببالي تلقائيا عن الشخص الذي يريد أن يصبح مثله عندما يكبر. لم يجبني الطفل بمفرده بل وجدت الأطفال يجيبون بلسان واحد في اندفاع حماسي ودون تفكير: "مو.. محمد صلاح"!

أقرأ أيضا: ألفة السلامي تكتب: " إدّي الفول لكياله"!

كان ذلك استطلاع رأي عشوائي غير مقصود لكن نتيجته الصادقة والمعبّرة للغاية عمن يدور بخلدهم ربما تتكرر لو سألنا غيرهم من الأطفال.. فمحمد صلاح يتربع على عرش القلوب في مصر وبريطانيا بل والعالم كله وخاصة القلوب الصغيرة الخضراء اليافعة التي لا تكذب ولا تتجمل. 

ألقاب عديدة يطلقها الأطفال على صلاح ولكن الأحب لنفوسهم، وربما لنفسه أيضا، لقلب الفرعون ولقب ملك مصر.

أقرأ أيضا: ألفة السلامي تكتب: مهرجان الجونة وتجار الدين!

وومن حظ هؤلاء الأطفال أن صلاح قدوة في حياتهم ليس فقط لأنه لاعب استثنائي وصانع الأهداف المثيرة والانتصارات العظيمة ولكن لأنه أيضا وهذا الأهم إنسان راق في سلوكه وقيمه ويصلح أن يكون رمزا لأي طفل يمكن أن يحذو حذوه ويحلم حلمه. ولا يمكن وصف حجم السعادة التي يدخلها صلاح على القلوب ويحصد في المقابل عشقا غير مسبوق؛ وهو العشق المحفز لهؤلاء الصغار حتى يركضون نحو طموحاتهم ويشكلون مبكرا فكرهم وقيمهم تجاه الحياة ككل. 

لذلك فإن قرار تدريس سيرة النجم محمد صلاح في المناهج الدراسيّة في مصر قرار صائب لأنه سيكون ملهما إيجابيا للأطفال بلا عناء؛ فهو يملأ سماءهم وعالمهم بطاقة الطيّبين - بدلا من الأشرار الكثيرين في محيطنا الذين يلفتون انتباهم تحت زعم أنهم رقم واحد أو "نمبر وان" كما يتردد- ويمثل صلاح بذلك القدوة الحسنة بفضل شخصيته المتوازنة وحبه لعائلته ووطنه وإخلاصه للعبته وكذلك أنشطته الخيرية ونشاطه التوعوي في مكافحة الإدمان. ليس ذلك فحسب بل إن صلاح وضع خطى ثابتة في مجال البزنس حيث أسس شركة صلاح التجارية ويبشر برجل أعمال ناجح لن يتباهى بسياراته الفاخرة وقصوره الفخمة وزيجاته المتعددة! 

صلاح هو أفضل لاعب كرة قدم على هذا الكوكب خاصة بعد تألقه اللافت في الموسم الحالي وهو ما جعله يتصدر قائمة الأفضل في العالم وسط ترشيحات من خبراء الكرة للفوز بالكرة الذهبية. وإذا كان ملاك ليفربول الأمريكيّين وأنصار ومشجعي النادي يشعرون بأنهم محظوظون لوجوده في الفريق فإن المصريين يعتبرونه هدية السماء إليهم وللنشء الباحث عن الحلم والقدوة. ولعل صلاح يذكرني وأبناء جيلي بمحمود الخطيب الذي يحبّه ويحترمه الزملكاوية قبل الأهلاوية وكان قدوة حسنة للكثيرين في عصره.

وندائي في النهاية للدولة و للعائلات على حد السواء: ضعوا صور صلاح على جدران المدارس والنوادي الرياضية ولافتات الشوارع ودور رعاية الأيتام والمؤسسات العقابية للأحداث.. وزيّنوا جدران غرف أبنائكم بصور الفرعون واضربوا به المثل في قصصكم خلال تجمعاتكم العائلية وداخل فصول التعليم.

 

 إن الاستثمار في رمزية محمد صلاح كقدوة حسنة للأطفال والشباب كفيل بحماية خيالهم الخصب من انحرافات تشدّهم إلى نماذج سلبية في الشارع وفي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والأفلام.

[email protected]      

تابع موقع تحيا مصر علي