عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما لا تعرفه عن ميدان الشهداء «المسلة» ببورسعيد

تحيا مصر

منذ ٦٣ عاما ، منذ انشاؤه وافتتاحه كان وما زال ميدان الشهداء " المسلة" أشهر ميادين محافظة بورسعيد ، وأعرقها تاريخا ، حيث ارتباطه بانتصارات العزة والكرامة للمدينة الباسلة في ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦م علي قوى عدوان أكبر ٣ دول في العالم حينها ، وجلاء اخر جندي محتل من ارضها، وعدم السماح للعدوان الغاشم باحتلال اي شبر من ارض مصر.

ويتم وضع اكليل من الزهور في ٢٣ ديسمبر من كل عام وفاءا لهم ولدمائهم الطاهرة التي اريقت فداءا للوطن، "مسلة الشهداء" هي النصب التذكاري لشهداء بورسعيد، وتقع في ميدان الشهداء الشهير بإسم  "المسلة" الذي يعد أحد أشهر ميادين مدينة بورسعيد وأيقونتها الشهيرة التي أمر الزعيم جمال عبد الناصر ببنائها تخليدا لذكري شهداء مدينة بورسعيد الأبرار الذين دفعوا دمائهم الزكية أمام جبروت العدوان الثلاثي من دول العدوان  إسرائيل  وإنجلترا وفرنسا على مصر عام 1956، والذي كان وما زال رمزا للصمود والشموخ لجميع الشهداء على مدار العصور.

الموقع و المساحة

يقع ميدان الشهداء يمحافظة بورسعيد في شارع 23 يوليو الكائن بحي الشرق أرقى أحياء المحافظة، وفي مقابله ديوان عام المحافظة، وتبلغ مساحته 15.000 متر مربع.

تصميم المسلة 

قام بتصميم “المسلة” الفنان مصطفى متولي أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة، وتتكون المسلة من قالب خرساني مثبت عليه شاسيه معدني مغطي ببلاطات من الجرانيت، واستخدم للأرضية بلاط الميزايكو، وقد استلهم المصمم تصميم النصب التذكاري من المسلات الفرعونية القديمة التي كان يشيدها الفراعنة تخليدًا لانتصاراتهم العسكرية العظيمة.

ما لا تعرفه عن ميدان الشهداء «المسلة» ببورسعيد

تم تصميم الميدان بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر وهو ثاني رؤساء مصر تولى رئاسة الجمهورية بإستفتاء شعبي يوم 23 من يونيو عام 1956 إلى وفاته وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو عام 1952، التي أطاحت بالملك فاروق آخر حاكم من أسرة محمد علي باشا.

افتتاحها

 قام الزعيم جمال عبد الناصر بافتتاحها في عيد بورسعيد القومي في 23 ديسمبر 1958 محتفلا مع آلاف من أهالي مدينة بورسعيد الباسلة بإنسحاب العدوان الثلاثي، وأوقد بها شعلة النصر ورفع عليها علم مصر إعلانا للانتصار لتظل موقعا للاحتفال ومكانا مميزا لإلقاء كلمته أثناء زيارته لبورسعيد.

تماثيل الميدان 

من أهم الاعمال الفنية الموجودة في حديقة الميدان تمثال يمثل المقاومة الشعبية وتضافر الشعب والجيش لدحر العدوان الثلاثي عن مصر ، وتمثال يمثل النصر العظيم في حرب أكتوبر، تمثال يمثل المرحلة التنموية التي تمر بها بورسعيد بمشاركة المرأة والرجل، و اخر يمثل يجسد تضافر الشعب في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.

ويعد اهم تماثيل الميدان تمثال الفريق عبد المنعم رياض الجنرال الذهبي ورمز شهداء العصر الحديث والذي أطلق على يوم استشهاده في 9 مارس عام 1969 يوم الشهيد والذي تحتفل به مصر كل عام تخليدا لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد المنعم رياض للاحتفال بذكراه وذكرى كل شهيد.

التطوير

في عام 2017 تم وضع الميدان بأكمله ضمن خطة تطوير تراعي في المقام الأول عظمة الميدان وتاريخه، تمثلت في عودة الشكل الجمالي للميدان بصورة تطابق تصميمها الأول الذي وضعه الفنان مصطفى متولي لتتعرف عليها الأجيال الجديدة التي لم تعش هذه الفترة. وقد تم إزالة أسوار الحديقة الخاصة بالميدان ضمن مبادرة حدائق بلا اسوار التي تبناها محافظ بورسعيد وقتها اللواء اركان حرب عادل الغضبان وإتاحة رؤية مساحتها الخضراء الواسعة لتضفي مظهر جمالي مريح للعين يشهده جميع المارين حولها وقد تم وضع عدد من الأعمال الفنية الميدان تجسد المراحل التاريخية المختلفة منذ عام 1956 حتى الآن.

متحف النصر:

كما شملت خطة تطوير ميدان الشهداء متحف النصر للفن المصري الحديث الموجود أسفل مسلة الشهداء والذي أنشئ في 25 ديسمبر عام 1995 تقديرا لكفاح وصمود  بورسعيد  وأبنائها ولتوثيق بطولاتهم ، وقد تم وضع تماثيل نصفية تجسد أبطال المقاومة الشعبية في بورسعيد ضد العدوان الثلاثي دول إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على بورسعيد عام 1956 ورئيس مصر وقتها تخليدا لذكري أبطال المقاومة العطرة وتقديرا لتضحيتهم الثمينة.

ساحة طيور الحمام: وخلال عام ٢٠٢٠ ومع بداية وجود محتل جديد ولكن بشكل مختلف واجتياحه العالم وبداية انتشاره في محافظة بورسعيد ومع تطبيق الحظر وفرض الاجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد١٩" ، بدأ حمام السلام الحر يتخذ من حديقة ميدان الشهداء مكان يحط فيه منذ شروق شمس كل يوم حتي غروبها.

وتعتبر ساحة الحمام بميدان الشهداء مزار سياحي جديد يستقطب اهالي المحافظة وزوارها من المحافظات المجاورة لاسيما ايام العطلات والاجازات الرسمية لذا قرر اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد تعيين مشرف يعمل علي اطعام الحمام والاهتمام به للحفاظ عليه. ويطير الحمام بشكل رائع فور وصول السيارات التى تجمع الصغار والكبار، في حديقة المسلة الواقعة بنطاق حي الشرق ببورسعيد. 

يأتون الزوار إلى ساحة الحمام من كل المحافظات وأصبح المكان مزاراً سياحياً، و كان الحمام موجوداً منذ سنوات، حتي جاء إبراهيم الجباس – أحد أهالي حي العرب وبعد انتهاؤه من صلاة فجر كل يوم بالمسجد العباسي، يرمي الأكل للحمام ويقوم بتجميعه .

 

 

 

زادت الأعداد بميدان الشهداء، وباتت ظاهرة الحمام تجمع المئات بل الآلاف شهرياً من أهالي بورسعيد وزوار من المحافظات الأخري. 

ومن حينها قرر اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد، أن يتم تخصيص طعام وأمن للحمام يومياً للحفاظ عليه من بطش بعض الشباب، وليكون مكان سياحي .

يتم إلقاء  الأكل للحمام بعد الفجر مباشرةً، وخلال ذلك التوقيت يتجمع كميات كبيرة من الحمام داخل الميدان ويحرص بعض الأهالي علي التواجد. 

يطير الحمام بعد وجبته الصباحية ويتجمع علي فترات متفرقة من اليوم حتي يصل إلى ذروة عدده في الرابعة عصراً ويتم القاء له الوجبة الثانية .

 رحلة الحمام المسائية تبدأ من الخامسة والنصف حيث يغادر من الميدان إلى المساكن الخشبية القديمة في أحياء الشرق والعرب لتعود مرة أخري في الصباح الباكر .

 

 

 

جدير بالذكر "الحمام" .. طائر أنيق الشكل له أنواع كثيرة وميزات جعلته مختلف، فهو حاد البصر وقوي السمع وسريع الطيران، وللحمام صوت جميل "هديل" تهتز له القلوب وجعل بينه وبين الناس أُلفة وحب.

وحديقة ميدان الشهداء أو المسلة كما تشتهر ببورسعيد هي أهم وأكبر الحدائق التاريخية بالمحافظة، لقيمتها التاريخية السابق ذكرها.  

تابع موقع تحيا مصر علي