عاجل
الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: شيرين أبو عاقلة الشاهدة على جرائم إسرائيل!

تحيا مصر

شيرين أبو عقله، مراسلة الجزيرة، التي قُتلت برصاصة من قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية، كانت مراقبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتصوّر الصراع على أرض الاحتلال الغاشم بالصوت والصورة؛ فأخرسها الكيان الاستيطاني -وتلك عادته- باعتبارها اشتهرت كصوت موثوق به في جميع أنحاء العالم العربي وغير العربي.

 

تحيا مصر

وقد حظيت أبو عاقلة، أيضا بتقدير كبير بين زملائها الصحفيين الذين يغطّون مناطق الصراع عامّة وفي الأرض الفلسطينية المحتلّة خاصّة، وكان يُنظر إليها على أنها واحدة من المواهب البارزة في شبكة الجزيرة، حيث نجحت تغطياتها للأحداث على جانبي الصراع وكانت مرجعاً توثيقياًّ وتاريخياًّ منذ أن ظهرت لأول مرة على الشاشة في عام 1997.

الصحفية شيرين أبو عاقلة

وقد قدّمت أبو عاقلة، البالغة من العمر 51 عامًا، تقاريرَ من كل بؤرة اشتعال تقريبًا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية على مدار ثلاثة عقود، كانت خلالها تتنقل بانتظام بين الجانبين لترويَ قصصَ الفلسطينيين والمستوطنين من المنازل وساحات القتال ومكاتب القادة لصناعة القرار.

غطت أبو عاقلة الانتفاضة الثانية، والحصار الإسرائيلي لجنين في عام 2002، ومقتل ياسر عرفات، والعديد من الغارات في الضفة الغربية والمحاولات المتعثرة للتوصّلِ لسلام عادل. لقد كانت حقًا جزءًا أساسيًا من القضيّة الفلسطينيّة. وحقيقة أنها غطت العديد من الأحداث العاصفة في السابق دون أن يلحق بها أذى تجعل وفاتها اليوم أكثر صدمة وإيلاماً.

فقدت أبو عاقلة والديها في سن مبكرة للغاية، وكافحت للحصول على شهادة عليا في الصحافة. وظلَّ طريقها مليئاً بالأشواكِ كما كان منذ نعومة أظافرها. اختارت مهنة المتاعبِ ولم تكترثْ بمخاطرها في ظلِّ احتلالٍ عنصريٍّ واستيطانيّ لا يرحم!

واستمرت في الاجتهاد والمثابرة حتى أصبحت راوية للقضية الفلسطينية باقتدار و مرجعية لها في العالم العربي بطريقتها الفريدة في سرد ​​قصص الفلسطينيين ومعاناتهم، حيث أخذت العرب إلى فلسطين التي لم يكن باستطاعتهم الذهاب إليها.

أبو عقله قُتلت بنيران إسرائيلية بعد وقت قصير من وصولها إلى موقع غارة بالقرب من جنين. والعادة، رفضت إسرائيل تحمّل مسؤولية قتلها ورمتها على مسلحين فلسطينيين!!

أدانت دول وحكومات ونقابات للصحافة ومنظمات أهلية مقتل شيرين أبو عاقلة. وطالب السفير الأمريكي في الكيان الإسرائيلي، توم نيديس، بإجراء تحقيق للكشف عن ملابسات وفاتها بعد أن غرّدَ على تويتر بأنه "حزين للغاية". لكنّنا نعلم أنّ حزنه أو أي تحقيق مستقبليّ لنْ يغيّرَ شيئاً من هذا الاغتيال.. لأنّ إسرائيلَ ستعرفُ -كما هي دائماً- كيف تتنصّلُ من فعلتها وتغسلُ يديها من دمائها وتعيدُ الكرّةَ مرّةً وألف مرّةٍ مادامت الولايات المتحدة  تكيلُ العدلَ بمكيالين ومادامَ العالمُ يبقىَ متفرّجاً على الجرائمِ دونَ تحريكِ ساكنٍ!  

تابع موقع تحيا مصر علي