عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«هربوا التلامذة يا عم حمزة» (تحقيق)

«هربوا التلامذة يا
«هربوا التلامذة يا عم حمزة» (تحقيق)

5 محافظات وظاهرة مرعبة تمتد من القاهرة إلى المنيا وقنا والمنوفية وكفر الشيخ، مشهد واحد، وأسباب متعددة.. مدارس شبه خالية، وطلاب موزعون بين «النواصى» ومراكز الدروس الخصوصية، ووسط شكاوى أولياء الأمور، وتبريرات التلاميذ، و«فنون الغياب»، تتسع هذه الظاهرة يوماً بعد يوم، لتصبح «أمراً واقعاً»، حيث يرى الطلاب المدرسة «تضييع وقت»، بينما عيون أولياء الأمور مثبتة على لوحة النتائج، حيث «المجموع هو المهم».
فى هذا التحقيق، رصدت «المصرى اليوم» ظاهرة «هجرة التلاميذ» من المدارس إلى الشارع، وسط تراجع حاد فى أهمية المدرسة بالنسبة للطلاب كمصدر للعلم، ومع غياب شبه كامل لأدوات مواجهة هذه الظاهرة التى أصبحت بمرور الوقت «مشهداً طبيعياً» يوضح لنا جميعاً إلى أى محطة وصل قطار «تلاميذ المدرسة». الطلاب: لا المدرس بيشرح ولا الفصل هادى وحتى لو نجحنا الحكومة هاتشغلنا؟
مع اقتراب الساعة من الثامنة والنصف صباحاً تصحو الجارات على أصوات المشاجرات اليومية، ويطلق أهالى المنطقة سبابهم اليومى بعد أن تتلقى مسامعهم صوت تحطم زجاج السيارات ونوافذ المدرسة. ولساعات تمتد إلى ما بعد انتهاء اليوم الدراسى بقليل، يتحول الشارع الهادئ إلى ساحة من العراك بين تلاميذ المرحلة الإعدادية والثانوية. ينزل محمد شعبان، الموظف بوزارة الأوقاف، من عقاره بسرعة فى محاولة منه لفض الاشتباك بينهم، إلا أنه يقع وسط الشارع غارقاً فى دمائه بعد التعدى عليه من أحد التلاميذ. المزيد مراكز الدروس الخصوصية: خراب يا مدرسة.. عمار يا «سنتر»
بينما المدارس خاوية تقريباً، تزدهر مراكز الدروس الخصوصية، التى تعارف عليها الطلبة باسم «السنتر».. فرضت هذه المراكز سطوتها ليس على الطلاب فقط، لكن على المدرسين أيضاً، فبينما يفضل التلاميذ مراكز الدروس الخصوصية، يتهرب أيضا بعض المعلمين، كى يدرسوا للطلاب فى المراكز غير القانونية، أما أولياء الأمور، فالأمر أصبح نزيفاً مستمراً، لكنه فى الوقت نفسه تحول من حالة إلى «أمر واقع» لا يمكن تجاهله. المزيد مدارس المحافظات «رسوب» فى مواجهة الغياب الجماعى
قال عدد من أولياء الأمور، فى المحافظات، إن المدارس رسبت فى مواجهة ظاهرة الغياب الجماعى، مؤكدين أن الظاهرة تتفاقم وسط تجاهل المسؤولين لوضع حلول نهائية، لحسم هذا الأمر، الذى تتطور إلى حد أن الفصول أصبحت مهجورة، بفضل الدروس الخصوصية. المزيد أولياء الأمور: المعلمون يحرضون الطلاب على الهروب ويستغلون الفصول لـ«الدروس الخصوصية»
تعمدت «المصرى اليوم» فى رصدها للظاهرة الاعتماد على شهادات حية من أولياء الأمور وتوثيق رؤيتهم لأوضاع الغياب بالصور من داخل فصول المدارس التى تفاقمت بها المشكلة لسهولة تواجد أولادهم داخل الفصول خلال اليوم الدراسى من جهة لتفادى أى تضليل من قبل المدرسة فى حال حصولنا على تصريح رسمى بالدخول والتصوير داخل الفصول (تخطر الوزارة المدارس بموعد الزيارة للاستعداد فى حال الحصول على إذن تصوير) ولأنهم هم أول المتضررين من الظاهرة. كما جاء اختيار العينة بشكل عام وليس فى منطقة محددة أو نظام تعليمى واحد لمسح أكبر عدد ممكن من المناطق والإدارات التعليمية. المزيد الشهادات الصحية المضروبة الغياب بـ«عذر طبى»
حسب القانون رقم 313 المنظم لعملية حضور وانتظام الطلاب فى المدارس فى التعليم الأساسى «يشترط الحصول على عذر مقبول لتجنب عقاب الفصل أو لإعادة القيد ولعدم التحويل لنظام المنازل». معظم الطلاب وجدوا فى الشهادات الطبية الحل والمخرج الوحيد للتحايل، حيث إن العذر المرضى دائما مقبول. المزيد خبراء: الطالب فقد ارتباطه بالمدرسة.. وننتظر جيلاً من المتطرفين والمدمنين
لمواجهة هذه الظاهرة، أعد المركز القومى للبحوث دراسة العام الماضى تحت عنوان تفعيل دور المدرسة الثانوية العامة فى مواجهة ظاهرة غياب الطلاب عن الدراسة. المزيد

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة



تابع موقع تحيا مصر علي