مصير غزة.. ملامح "المرحلة الثانية" بين تأكيد ترامب وتهديدات نتنياهو
أثار إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قرب تنفيذ "المرحلة الثانية من اتفاق غزة" سلسلة من التفاعلات السياسية والتهديدات الاستراتيجية، مما يسلط الضوء على الأهداف النهائية للقوى المؤثرة في المنطقة.
تصريحات ترامب، التي نقلها المراسل باراك رافيد، أكدت أن هذه المرحلة "تمضي قدماً.. وستنفذ قريباً"، مما يعكس وجود تفاهمات وتخطيط مكثف بين الأطراف الفاعلة للانتقال من مرحلة العمليات القتالية واسعة النطاق إلى مرحلة الاستقرار وإعادة الترتيب الأمني.
هذا التحول يعني أن الفترة القادمة ستشهد ضغطاً دولياً وإقليمياً لتحديد ملامح إدارة القطاع مستقبلاً.
أهداف نتنياهو.. تغيير شامل للواقع
من جانبه، استغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الإعلان ليجدد تصريحاته الحادة، محدداً الأهداف الطموحة التي تسعى إليها إسرائيل في هذه المرحلة الانتقالية وما بعدها.
ولم يكتفِ نتنياهو بتأكيد أن "حماس لا يمكنها البقاء في غزة"، مشيراً إلى أن التخلص منها سيكون إما عن طريق "قوة دولية أو بالطريقة الصعبة"، بل حدد أهداف استراتيجية تسعى إلى إحداث تغيير جذري وهم:
- نزع سلاح الحركة، والهدف الأمني الأول هو ضمان جعل غزة "بلا سلاح" بشكل كامل، مما يستلزم تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس وكافة الفصائل الأخرى.
- نزع التطرف، حيث أضاف نتنياهو هدفاً غير مسبوق يتعلق بالجانب الأيديولوجي، وهو "نزع التطرف عن سكان غزة"، مما يشير إلى محاولة التأثير على المناهج التعليمية والثقافة العامة في القطاع، وهي رؤية تثير جدلاً واسعاً حول التدخل في الشؤون الداخلية.
🇵🇸 حماس تندد وتدعو الوسطاء للتدخل
في المقابل، ردت حركة حماس على هذه التهديدات وتصريحات الانتقال بحالة من التنديد والاستياء، معتبرة أن الأفعال الإسرائيلية تُعد استهتاراً بالجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.
وجددت الحركة مطالبتها للوسطاء والدول الضامنة لاتفاق غزة، مثل مصر وقطر، بضرورة "لجم الاحتلال وعدم السماح لنتنياهو بالتهرب من الاتفاق"، واستشهدت حماس بقصف خيام النازحين في خان يونس كدليل على الانتهاكات، واصفة إياه بـ "جريمة حرب" واستهتار صارخ باتفاق وقف إطلاق النار.
وهذا الرد يؤكد أن حماس ستستمر في الضغط عبر القنوات الدبلوماسية لكبح جماح العمليات العسكرية المكثفة وتأكيد مسؤولية الأطراف الدولية عن وقف العدوان.
ويُشير التباين الواضح في التصريحات إلى أن المرحلة الثانية لن تكون مجرد تغيير تكتيكي، بل صراع على تعريف مستقبل غزة الأمني والسياسي والإداري، مع وجود ضغط أمريكي واضح للتحرك سريعاً نحو إنهاء العمليات الكبرى.