حزب العدل لتحيا مصر: المرحلة المتبقية من الانتخابات الأصعب… وصعود المستقلين يغير ميزان القوى داخل البرلمان
قال الكاتب الصحفي معتز الشناوي، المتحدث الرسمي لحزب العدل، إن ما تبقى من مراحل العملية الانتخابية يُعد أكثر حساسية وتعقيدا مقارنة بالمراحل السابقة، مشيرًا إلى أنها باتت اختبارا حقيقيا لميزان القوى بين المستقلين والأحزاب السياسية.
وأوضح الشناوي أن جولات الإعادة والدوائر الملغاة كشفت بوضوح قدرة المرشحين المستقلين على تحقيق حضور بارز، ليس فقط بفضل جهدهم الفردي، بل لأن الشارع أصبح يبحث عن وجوه جديدة يشعر بأنها أقرب إليه وأكثر قدرة على التعبير عن احتياجاته المباشرة.
أسباب تفوق المستقلين على الأحزاب
وأضاف الشناوي، في تصريح خاص لـ"موقع تحيا مصر"، أن صعود المستقلين على حساب الأحزاب يرجع لعدة عوامل رئيسية.
فأولًا، يرى عدد كبير من المواطنين أن المؤسسات الحزبية لم تعد قادرة كما في السابق على تحقيق تأثير ملموس داخل الدوائر، مما يجعل الناخب يميل إلى دعم المرشح الذي يعرفه شخصيا أو يثق في قدرته على التحرك السريع لحل مشكلات دائرته.
وأشار إلى أن بعض الأحزاب، بما فيها أحزاب كبيرة، لم تُوفق في اختيار مرشحيها في بعض المناطق، وهو ما أدى إلى خسارة مقاعد كانت تبدو مضمونة.
أما ثالث الأسباب، فهو أن عدداً من الدوائر شهد تنافسًا شديدًا بين مرشحين حزبيين من اتجاهات متقاربة، الأمر الذي أدى إلى تفتيت الأصوات ومن ثم فتح الطريق أمام صعود مرشح مستقل يتمتع بمرونة وقدرة على قراءة المشهد بدقة.
برلمان أكثر تنوعا… وتحديات سياسية جديدة
وأكد المتحدث الرسمي لحزب العدل أن البرلمان القادم سيكون أكثر تنوعا، وربما أكثر صعوبة من حيث تشكيل كتل سياسية منضبطة، نظرا لزيادة عدد المستقلين الذين يحمل كل منهم توجهًا خاصًا وتجربة مستقلة في العمل العام.
وشدد على أن هذا التنوع سيخلق نقاشات أكثر حيوية داخل المجلس، لكنه في الوقت نفسه سيضع تحديات أمام الحكومة في تمرير السياسات دون بناء تحالفات حقيقية وفاعلة.
فرصة للأحزاب الجادة والتحالفات التشريعية
واختتم الشناوي تصريحه مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تمثل فرصة للأحزاب الجادة – ومن بينها حزب العدل – لطرح مبادرات تشريعية تمس احتياجات الناس، وبناء شراكات مع المستقلين الذين يبحثون عن عمل مؤسسي منظم يخدم دوائرهم والبلد.
وأشار إلى أن قدرة الأحزاب على التعاون بمرونة ورؤية واضحة ستحدد شكل التوازن السياسي داخل البرلمان المقبل.