< لميس الحديدي عن الجدل حول فيلم الست: الناس محتاجة تشوف سينما جادة
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

لميس الحديدي عن الجدل حول فيلم الست: الناس محتاجة تشوف سينما جادة

تحيا مصر

في ظل الجدل الذي أثاره فيلم "الست أم كلثوم" منذ الإعلان عن بروموه الأول، برزت ظاهرة ملحوظة على صعيد الإقبال الجماهيري، إذ تمكن الفيلم من تحقيق إيرادات مرتفعة رغم الانتقادات الكثيرة التي صاحبت الإعلان عنه. الإعلامية لميس الحديدي سلطت الضوء على هذه الظاهرة خلال برنامجها على شاشة النهار، مشيرة إلى أن النقاشات الحادة حول طريقة تقديم شخصية أم كلثوم لم تؤثر على اهتمام الجمهور بمشاهدة الفيلم في دور العرض.

تباين الآراء

وقالت الحديدي خلال تقديمها حلقة رصدها تحيا مصر من برنامجها الصورة، إن الجمهور انقسم بين فريقين؛ الأول من أشاد بالفيلم وأبدى إعجابه بالأداء والتناول الفني للشخصية، والفريق الثاني انتقد اختيارات المؤلف والكاتب أحمد مراد فيما يخص تصوير أم كلثوم، متسائلين عن مدى دقة الفيلم في عرض سيرة حياة الفنانة وأبعادها الإنسانية والفنية. وبرغم هذه الانتقادات، فإن تزايد أعداد المتفرجين يعكس رغبة واضحة لدى الجمهور في متابعة أعمال سينمائية مختلفة عن المحتوى الكوميدي أو الأكشن السائد حاليًا، ويظهر أن الناس تبحث عن سينما جادة تحمل قصة وتاريخاً وثقافة.

أشارت الحديدي إلى أن هذا الإقبال يوضح شيئًا مهمًا عن المشهد السينمائي في مصر: هناك جمهور يشتهي الأعمال التي تقدم قيمة فنية أو ثقافية، حتى لو كانت مثيرة للجدل. فهذا النوع من الأفلام يتيح للجمهور فرصة التعرف على شخصيات محورية في التاريخ الفني المصري، بطريقة جديدة وغير تقليدية. كما أن الجدل حول الفيلم ليس سلبياً بالكامل، إذ يساهم في جذب الانتباه وتشجيع النقاش حول سيرة أم كلثوم وتراثها الموسيقي والفني.

العلاقة العميقة

أما النقطة الأهم، بحسب الحديدي، فهي العلاقة العميقة بين المصريين من جميع الأجيال والفنانة أم كلثوم، والتي تتجاوز مجرد الاستماع للأغاني أو متابعة الحياة الفنية التقليدية. فهي تمثل رمزاً للهوية والانتماء الثقافي، وأعمالها لم تكن مجرد موسيقى، بل انعكاس لقيم وفكر وتاريخ. هذا ما يجعل أي عمل فني يتناول حياتها موضع اهتمام بالغ، ويمنح المشاهد شعوراً بالارتباط العاطفي والثقافي.

 

في النهاية، يُظهر الفيلم أن الجمهور المصري لا يزال يبحث عن التجديد والعمق في السينما، وأن أعمال السيرة الذاتية للفنانين الكبار، حتى لو أثارت الجدل، لديها القدرة على خلق تجربة سينمائية مختلفة تجمع بين المتعة الفنية والفائدة الثقافية، مع إعادة التأكيد على مكانة أم كلثوم كأيقونة خالدة في ذاكرة الشعب المصري والعربي.