مصر تدين مصادقة إسرائيل على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
أعربت مصر عن استنكارها العميق وإدانتها بأشد العبارات لاستمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في المضي قدمًا بسياساتها الاستيطانية غير القانونية، وذلك بعد إعلان الموافقة على تقنين وإقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت القاهرة أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا بالغ الخطورة يهدد الاستقرار في المنطقة، ويُعد انتهاكًا فاضحًا لمبادئ القانون الدولي، ولجميع القرارات الأممية التي تُحرم الاستيطان وتعتبره مخالفة جسيمة لاتفاقيات جنيف.
انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن
وأشارت وزارة الخارجية المصرية في بيانها إلى أن السياسات الاستيطانية الإسرائيلية تُخالف بشكل واضح قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334، الذي شدد على أن المستوطنات “ليس لها أي شرعية قانونية وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي .
وأضاف البيان أن استمرار إسرائيل في هذا النهج يؤكد تجاهلها الكامل لإرادة المجتمع الدولي، ويمثل تحديًا صارخًا لكل الجهود الرامية لإحياء عملية السلام.
التوسع الاستيطاني… عقبة ممنهجة أمام حل الدولتين
وجددت مصر في بيان صادر لها اليوم الأربعاء التأكيد على رفضها الكامل لكل أشكال التوسع الاستيطاني، معتبرةً أن هذا التوجه ليس مجرد إجراءات أحادية؛ بل هو سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض واقع ديموغرافي جديد يقوّض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضحت أن بناء المستوطنات الجديدة وتقنين العشوائيات القائمة يقطع الطريق أمام تطبيق حل الدولتين، ويهدد بتفجير موجات جديدة من التوتر في منطقة تعاني أصلًا من ظروف سياسية وأمنية معقدة ، وتهدد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية.
دعوة مصر للمجتمع الدولي… تحرّك لا يحتمل التأجيل
وأكدت القاهرة أن مسؤولية وقف الانتهاكات الإسرائيلية تقع على عاتق المجتمع الدولي، داعيةً الدول الفاعلة والمنظمات الدولية والإقليمية إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه سياسات الاحتلال.
وفي هذا السياق، شددت مصر على ضرورة تفعيل الآليات القانونية الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، والعمل على حماية حقوق الشعب الفلسطيني التي يكفلها القانون الدولي الإنساني.
تحذير مصري من تداعيات استمرار التصعيد
وحذّرت مصر من أن استمرار الأنشطة الاستيطانية سيُسهم في تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني–الإسرائيلي، ويزيد من احتمالات اندلاع موجات عنف جديدة.
وأشار البيان إلى أن المنطقة تعيش بالفعل على وقع توترات متصاعدة، وأن أي إجراءات استفزازية جديدة ستُفاقم الوضع، في وقت يتوجب فيه على الأطراف كافة العمل على التهدئة وإعادة إطلاق المسار السياسي.
موقف مصري ثابت تجاه دعم الحقوق الفلسطينية
جدير بالذكر ان القاهرة تؤكد أن دعمها للقضية الفلسطينية ليس موقفًا عابرًا، بل هو التزام تاريخي وسياسي وأخلاقي نابع من إيمان مصر الراسخ بعدالة القضية وضرورة إنهاء الاحتلال.
وخلال السنوات الماضية، واصلت مصر لعب دور رئيسي في وقف التصعيد العسكري، وقيادة جهود التهدئة، وفتح قنوات الاتصال بين الأطراف الدولية والإقليمية بهدف الحفاظ على حياة المدنيين وتهيئة بيئة سياسية تمكّن من استئناف المفاوضات.
مصر تشدد على وقف الحرب ووقف جميع الانتهاكات
واختتمت وزارة الخارجية المصرية بيانها بالتأكيد على أن مصر ستواصل تحركاتها الدبلوماسية على كل المستويات لوقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية، وللدفع نحو وقف الحرب فورًا، ومنع مزيد من سفك الدماء، والعمل على استئناف حوار سياسي جاد يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ويؤدي إلى تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.