قبل اختيار مسار البكالوريا.. خبير تربوي يحدد معايير حاسمة لطلاب الصف الأول
حذر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والخبير التربوي، من التسرع في اختيار مسار البكالوريا، مؤكدًا أن طلاب الصف الأول بكالوريا سيواجهون خلال أسابيع قليلة قرارًا مصيريًا يتمثل في اختيار المسار الدراسي الأنسب لهم من بين أربعة مسارات رئيسية، هي:
الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسب، الأعمال، الآداب والفنون.
وأوضح الخبير التربوي أن هذه الخطوة قد تمثل تحديًا كبيرًا للطلاب، خاصة أنها المرة الأولى التي يتم فيها الاختيار بين مسارات متعددة ومختلفة في طبيعتها، وهو ما قد يخلق حالة من التردد والحيرة لدى عدد كبير من الطلاب.
معايير تربوية لاختيار مسار البكالوريا المناسب
وأشار الدكتور تامر شوقي إلى مجموعة من الموجهات التربوية التي تساعد الطالب على اتخاذ القرار الصحيح، أبرزها:
أولًا: قدرات الطالب العقلية والتحصيلية
وتظهر من خلال:
مؤشر موضوعي: يتمثل في درجات الطالب خلال السنوات السابقة في المواد المرتبطة بكل مسار، حيث:
المتفوق في العلوم يناسبه مسار الطب وعلوم الحياة
المتفوق في الرياضيات والبرمجة والذكاء الاصطناعي يناسبه مسار الهندسة وعلوم الحاسب
المتفوق في الدراسات الاجتماعية واللغات يناسبه مسار الآداب والفنون
من لديه قدرة على المواد التجارية يناسبه مسار الأعمال
مؤشر ذاتي: يتمثل في إحساس الطالب بقدرته على استيعاب مقررات المسار الذي سيختاره.
ثانيًا: ميول الطالب ورغبته الشخصية
حيث يُعد حب الطالب لمقررات مسار معين واستمتاعه بدراستها عنصرًا أساسيًا في تحقيق النجاح.
ثالثًا: عدد الكليات المتاحة لكل مسار
وأوضح أن مسار الطب وعلوم الحياة يضم العدد الأكبر من الكليات، يليه الهندسة وعلوم الحاسب، ثم الأعمال، وأخيرًا الآداب والفنون، مشددًا على أن هذا المعيار وحده غير كافٍ للاختيار دون امتلاك القدرات اللازمة.
رابعًا: متطلبات سوق العمل
وأكد أن المسارات الأكثر ارتباطًا بسوق العمل الحالي والمستقبلي هي التي تشمل البرمجة، الذكاء الاصطناعي، الرياضيات، الكيمياء، والأحياء، مقارنة ببعض التخصصات التجارية والأدبية.
أخطاء يجب تجنبها عند اختيار المسار
وشدد الخبير التربوي على ضرورة تجنب عدد من الأخطاء الشائعة، من بينها:
اختيار المسار بشكل عشوائي دون دراسة
الاختيار بناءً على رغبات الأسرة فقط
تقليد الزملاء دون النظر للقدرات الفردية
مقارنة نظام البكالوريا بنظام تشعيب الثانوية العامة لاختلاف طبيعة الدراسة
مرونة التحويل بين المسارات
وأوضح الدكتور تامر شوقي أن الاختلاف بين المسارات الأربعة يقتصر على ثلاثة مقررات فقط، ما يمنح الطالب قدرًا من المرونة، حيث يمكنه التحويل من مسار إلى آخر في الصف الثالث إذا شعر بعدم التوافق، مع دراسة مقرر الصف الثاني في المسار الجديد إن لم يكن قد درسه سابقًا، وهو ما يقلل من ضغوط القلق والحيرة.
نصيحة أخيرة للطلاب
واختتم الخبير التربوي حديثه بالتأكيد على أهمية التشاور مع الوالدين والمعلمين وذوي الخبرة قبل اتخاذ قرار اختيار المسار، لضمان توافقه مع قدرات الطالب وميوله ومستقبله المهني.