< الفضة تواصل الصعود ومكاسب الأوقية تقترب من 150% في 2025
تحيا مصر
رئيس التحرير
عمرو الديب

الفضة تواصل الصعود ومكاسب الأوقية تقترب من 150% في 2025

الفضة
الفضة

واصلت أسعار الفضة ارتفاعها القوي في الأسواق المحلية والبورصة العالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعدما سجلت الأوقية مستويات تاريخية غير مسبوقة، مدعومة بزيادة الطلبين الصناعي والاستثماري، إلى جانب استمرار العجز الهيكلي في المعروض العالمي، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن».

أسعار الفضة تقفز بنحو جنيهين للجرام

وعلى المستوى المحلي، قفزت أسعار الفضة التي يرصدها تحيا مصر بنحو جنيهين للجرام، ليرتفع سعر جرام عيار 800 من 88 إلى 94 جنيهًا، فيما سجل عيار 925 نحو 109 جنيهات، وبلغ عيار 999 قرابة 117 جنيهًا، بينما استقر سعر جنيه الفضة عند مستوى 872 جنيهًا.

ارتفاع الأوقية بنحو دولارين 

أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية بنحو دولارين لتسجل قرابة 72 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخها، في ظل مزيج استثنائي من قيود المعروض الممتدة منذ عدة سنوات، وتسارع الطلب الصناعي والاستثماري منذ بداية العام الجاري.

الفضة تحقق مكاسب تجاوزت 148% منذ مطلع عام 2025

وأشار التقرير إلى أن الفضة حققت مكاسب تجاوزت 148% منذ مطلع عام 2025، متفوقة بفارق واسع على الذهب، الذي ارتفع بنحو 70% خلال أحد أقوى أعوامه منذ عام 1979، وذلك ضمن موجة صعود شملت مختلف المعادن النفيسة.
وبلغت نسبة الذهب إلى الفضة، التي تعكس عدد أوقيات الفضة اللازمة لمعادلة قيمة أوقية واحدة من الذهب، نحو 62.26 خلال تعاملات الأربعاء، ما يعكس تحسن الأداء النسبي للفضة مقارنة بالذهب.
وساهم تصاعد عدم اليقين المرتبط بجانب العرض، إلى جانب الاضطرابات التجارية العالمية، في تعزيز التدفقات الدفاعية نحو الذهب والفضة، لا سيما خلال فترة التداولات المحدودة المرتبطة بموسم الأعياد.

وواصل المعدنان النفيسان زخمهما خلال التداولات الأوروبية، بدعم من مزيج من المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتوقعات السياسات النقدية، ومخاوف المعروض في الأسواق العالمية، ومع تراجع السيولة بنهاية العام، مال المستثمرون بشكل متزايد إلى استخدام المعادن النفيسة كأدوات تحوط للمحافظ الاستثمارية، بدلًا من الاعتماد على المضاربات قصيرة الأجل.
كما استفادت أسواق المعادن الثمينة من ارتفاع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة باضطرابات التجارة العالمية ومخاوف الإمدادات، خصوصًا في قطاع الطاقة. وأدت التحركات التشريعية الأخيرة التي تؤثر على الشحن وتدفقات السلع في المناطق المنتجة الرئيسية إلى إضافة مزيد من الضبابية للأسواق، ما عزز توجه المستثمرين نحو الأصول التقليدية الحافظة للقيمة.
وفي ظل ظروف التداول الضعيفة خلال موسم الأعياد، أسهم هذا النهج الدفاعي في دعم التدفقات إلى الذهب والفضة، وتعزيز مكانتهما كأدوات تحوط كلية أكثر منها أدوات مضاربة بحتة.
ولا تزال توقعات تيسير السياسة النقدية تمثل عامل دعم رئيسي، إذ تسعّر الأسواق بشكل متزايد احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة عدة مرات خلال عام 2026، في ظل تباطؤ التضخم وظهور مؤشرات على تراجع زخم سوق العمل، وعادة ما تصب أسعار الفائدة المنخفضة في صالح الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب والفضة، عبر تقليص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بها.
وبحسب بيانات أداة CME FedWatch، شهدت احتمالات خفض الفائدة تحولًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، بما يعكس تنامي القناعة باقتراب نهاية دورة التشديد النقدي.
في المقابل، حدّت بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية من زخم الصعود، إذ أظهر مكتب التحليل الاقتصادي نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3% على أساس سنوي في الربع الثالث، متجاوزًا توقعات الأسواق، وهو ما يدعم الدولار عادةً وقد يشكل عامل ضغط على أسعار المعادن النفيسة.
في الوقت نفسه، تشير بيانات ثقة المستهلك الأضعف، مع تراجع مؤشر مجلس المؤتمرات إلى 89.1 نقطة في ديسمبر، إلى استمرار حالة الحذر لدى الأسر الأمريكية.
ومع ترقب المستثمرين لبيانات سوق العمل خلال الفترة المقبلة، تظل أسعار الذهب والفضة عالقة بين رهانات السياسة النقدية واعتبارات إدارة المخاطر العالمية، وهو توازن مرشح لأن يرسم ملامح حركة الأسعار في العام الجديد.
وكانت الفضة، على غرار الذهب، من أبرز الرابحين خلال عام 2025، بعدما جذبت اهتمام المستثمرين التقليديين والجدد الباحثين عن بدائل لأسواق الأسهم شديدة التقلب. 
ورغم أن سعر الفضة يظل أدنى بكثير من الذهب، فإن مكاسبها النسبية كانت لافتة، إذ بدأت العام قرب 29 دولارًا للأوقية، قبل أن تقفز إلى نحو 72 دولارًا بنهاية ديسمبر، أي بأكثر من ضعف قيمتها خلال عام واحد.
ولا يعكس هذا الارتفاع الحاد شهية المستثمرين وحدها، بل جاء مدفوعًا أيضًا بعوامل هيكلية، من بينها ضغوط التضخم، وقيود المعروض، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب النمو القوي في الطلب الصناعي.
كما أسهم خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في أواخر عام 2025 في تعزيز جاذبية الأصول المادية، ما منح الفضة دفعة إضافية، ومع اقتراب الأسعار من مستويات قياسية، يترقب المستثمرون ما إذا كان المعدن يمتلك مساحة لمزيد من الصعود، أم أن مرحلة من التهدئة باتت أقرب.
وفي هذا السياق، يحذر بعض الخبراء من أن أي توجه محتمل لرفع أسعار الفائدة خلال عام 2026 قد يضغط على أسعار الفضة، إذ يؤدي ارتفاع العوائد على أدوات الاستثمار الأخرى إلى تقليص جاذبية المعادن النفيسة، ويدفع بعض المستثمرين إلى تفضيل السيولة والعوائد الثابتة على حساب تقلبات أسعار الفضة.