وزير الخارجية يكشف عن تحركات مصرية لوقف الأزمات الإقليمية
أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية علاقات راسخة وأبدية، ولا يمكن أن تتأثر بأي محاولات تشويه أو حملات مغرضة، مشددًا على أن الروابط بين البلدين تستند إلى أسس تاريخية واستراتيجية عميقة تخدم مصالح الشعبين والأمتين العربية والإسلامية.
وزير الخارجية والهجرة
وأوضح وزير الخارجية، خلال لقائه ببرنامج «عماد الدين أديب» المذاع عبر فضائية سكاي نيوز عربية، مساء السبت، أن ما يتم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات أو أكاذيب حول وجود توتر في العلاقات المصرية السعودية لا يمت للواقع بصلة، مؤكدًا أن هذه المحاولات تهدف فقط إلى إثارة البلبلة وخلق أزمات غير حقيقية.
تحذير من حملات التضليل عبر مواقع التواصل
واستنكر عبد العاطي ما وصفه بالممارسات غير المسؤولة لبعض الأطراف التي تسعى لإشعال الخلافات عبر منصات التواصل الاجتماعي، موضحًا أن هذه التصرفات تؤدي أحيانًا إلى تصعيد غير مبرر من بعض المستخدمين غير الواعين بحقيقة العلاقات بين الدولتين.
وأشار إلى أن القاهرة والرياض تتعاملان مع هذه المحاولات بحكمة ووعي كامل، إدراكًا لأهمية العلاقة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، ودورها المحوري في حفظ الاستقرار الإقليمي.
توجيهات رئاسية بتحصين العلاقات المصرية السعودية
وأكد وزير الخارجية أن هناك تعليمات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالعمل المستمر على الحفاظ على العلاقات الثنائية وتحصينها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وقال عبد العاطي إن هذه التوجيهات تنطلق من قناعة راسخة لدى قيادتي البلدين بأن قوة العلاقة المصرية السعودية تمثل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، وتسهم في دعم الاستقرار الإقليمي وخدمة المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
التحركات المصرية بشأن الأزمة السودانية
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، أكد وزير الخارجية أن مصر تبذل جهودًا مكثفة من أجل إقرار هدنة إنسانية عاجلة، تتضمن إنشاء ملاذات آمنة في المناطق التي شهدت أعمال قتل وترويع بحق المدنيين، خاصة عقب التطورات الخطيرة في مدينة الفاشر.
وأوضح أن المقترح المصري يشمل كذلك فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين، على أن تمتد هذه الهدنة لفترة زمنية محددة لعدة أشهر، تمهيدًا للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتهيئة الأجواء لإطلاق عملية سياسية شاملة داخل السودان.
وأضاف: «ما يحدث من قتل وتدمير ممنهج لمقدرات الدولة السودانية لا يمكن أن تقبل به مصر كدولة جوار، كما لا يمكن للإنسانية والمجتمع الدولي المتحضر القبول باستمرار هذه المأساة».
دعوة عاجلة لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية سودانية
وشدد عبد العاطي على ضرورة وضع حد فوري للحرب في السودان، داعيًا إلى إطلاق عملية سياسية ذات ملكية سودانية خالصة، دون أي تدخلات خارجية.
كما وجه دعوة صريحة إلى جميع الأطراف السودانية، بما في ذلك الجماعات المسلحة، وممثلي المجتمع المدني، وكافة أطياف الشعب السوداني، للجلوس على طاولة الحوار والتوافق على تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتعمل على إعادة الاستقرار، وصولًا إلى إجراء انتخابات حرة تعبر عن إرادة الشعب السوداني.
الموقف المصري من الملف الليبي
وعن تطورات الأوضاع في ليبيا، أكد وزير الخارجية أن مصر، باعتبارها دولة جوار مباشر، تنتهج سياسة الانفتاح والتواصل مع جميع الأطراف الليبية، انطلاقًا من حرصها على استقرار الدولة الليبية ووحدتها.
وأشار إلى أن مصر تمتلك سفارة في طرابلس وقنصلية عامة في بنغازي، وأن البعثة الدبلوماسية المصرية تواصل التنسيق مع الوزراء والمسؤولين الليبيين، لافتًا إلى المشاركة الليبية الأخيرة في الاجتماع الوزاري الإفريقي الروسي.
وأكد عبد العاطي أن وحدة ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر، تمامًا كما هو الحال في السودان، مشددًا على أن أي محاولات لتقسيم الدولتين تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والإقليمي.